باب التوكل والتفويض وذم الاعتماد على غيره تعالى (1).
إبراهيم: * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون * وما لنا أن لا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون) *.
الشعراء: * (وتوكل على العزيز الرحيم) *.
الكافي: عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكأت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي ثم قال: يا علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا؟ أعلى الدنيا فرزق الله حاضر للبر والفاجر، قلت: ما على هذا أحزن وإنه لكما تقول، قال: فعلى الآخرة؟
فوعد صادق يحكم فيه ملك قاهر أو قال قادر، قلت: ما على هذا أحزن وإنه لكما تقول، فقال: مما حزنك؟ قلت: مما يتخوف من فتنة ابن الزبير، وما فيه الناس قال:
فضحك ثم قال: يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا دعا الله فلم يجبه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحدا توكل على الله تعالى فلم يكفه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه؟ قلت: لا، ثم غاب عني.
بيان فيه شرح الخبر وجملة من أحوال ابن الزبير... والظاهر أن هذا الرجل إما كان ملكا تمثل بشرا بأمر الله تعالى، أو كان بشرا كخضر أو إلياس. وكونه (عليه السلام) أفضل وأعلم منهم لا ينافي إرسال الله تعالى بعضهم إليه لتذكيره وتنبيهه وتسكينه كإرسال بعض الملائكة إلى النبي (صلى الله عليه وآله). وكونه (عليه السلام) عالما بما القي إليه، لا ينافي التذكير فإن أكثر أرباب المصائب عالمون بما يلقى إليهم على سبيل التسلية والتعزية، ومع ذلك ينفعهم لا سيما إذا علم أن ذلك من قبل الله تعالى (2). أيضا ذكر الخبر برواية أخرى (3). وفيه أنه الخضر (4).
الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الغنى والعز يجولان، فإذا ظفرا بموضع