على الله واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النية مقام إصلائه بسيفه فإن لكل شئ مدة وأجلا (1).
باب فيه ثواب نية الحسنة والعزم عليها وأنه لا يعاقب على العزم على الذنوب (2). كلمات الشهيد وغيره في حكم نية الشر (3).
روي أن سليمان سمع يوما عصفورا يقول لزوجته: أدني مني حتى أجامعك لعل الله يرزقنا ولدا يذكر الله تعالى فإنا كبرنا. فتعجب سليمان من كلامه وقال: هذه النية خير من مملكتي (4).
عن النبي (صلى الله عليه وآله): لا قول إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السنة (5).
عن مولانا الباقر (عليه السلام): من صدق لسانه زكى عمله، ومن حسنت نيته زيد في رزقه - الخ (6). وقال: إذا علم الله تعالى حسن نية من أحد إكتنفه بالعصمة (7).
الكافي: خبر الرجل الذي أهوى جارية لجاره، فشكى إلى مولانا الصادق (عليه السلام) فقال: قل كلما رأيتها: أسأل الله من فضله. فكان يقول ذلك، فعرض لصاحب الجارية سفر فاستودعه إياها، فقال: ليس لي امرأة، ولا معي في منزلي امرأة فكيف تكون جاريتك عندي؟ فقومها بأغلى الثمن فضمنه له، فمكثت عنده وقضى وطره ثم بعث الوالي واشتراها قهرا بالثمن مع الربح، فلما رجع عن السفر سأله عن الجارية فأخبره بخبرها وأخرج إليه المال كله مع الربح، فأخذ الثمن الذي قومه وقال: لك الفضل هنيئا، فصنع الله له بحسن نيته (8).