يترتب عليها الثواب... " (١).
وبحث المؤلفون في آيات الأحكام حول ذلك عند البحث عن النية في ذيل قوله تعالى: ﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين﴾ (٢) ".
راجع: رياء، نية.
الرابع - المن والأذى:
من الأمور المبطلة لبعض العبادات مثل العطايا والصدقات هو المن والأذى.
قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان...﴾ (3).
قال الفاضل المقداد بعد ذكر الآية:
" المن هو أن يقول له ألم أعطك كذا؟...
والأذى أن يقول: أراحني الله منك، أو يعبس في وجهه... وإنما كانا مبطلين للصدقة، لأن صدورهما يكشف عن كون الفعل لم يقع خالصا لله تعالى، وهو معنى بطلانه...
ثم إنه تعالى جعل المان بصدقته والمؤذي لمن يتصدق عليه كالمرائي بنفقته، وكالمنفق الذي لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، فإن قوله (كالذي ينفق ماله) صفة لمصدر محذوف أي إبطالا كإبطال الذي ينفق ماله، فإن كل واحد من الرياء والكفر سبب تام لعدم فائدة الإنفاق... " (1).
هذا ولكن ينبغي حمل كلام الفاضل على ما إذا كان المن والأذى مقارنا للعمل (دفع الزكاة مثلا) بحيث يكونان كاشفين عن عدم خلوص النية لا على ما إذا تحققا بعده، إذ الإبطال بهذا المعنى متوقف على الالتزام بالإحباط، وهذا ما لا يقول به الإمامية كما قال الشيخ بعد تفسير الآية بما يقرب مما تقدم: " وليس فيها ما يدل على أن الثواب المستقر يزول بالمن فيما بعد، ولا بالرياء الذي يحصل فيما يتجدد، فليس في الآية ما يدل على ما قالوه " (2) أي الإحباط. وهكذا قال الطبرسي أيضا في مجمع البيان.