تعالى إياه بأنه يختبره في ثلاث كما تقدم صدره في " جوع "، فمما أخبره ما يلقي أهل بيته من بعده من القتل. ثم ذكر ما يلقى أخاه وابنته من أمته وأنه يقتل ابناهما أحدهما غدرا ويسلب ويطعن، والآخر يقتلونه صبرا، ويقتلون ولده ومن معه من أهل بيته ثم يسلبون حرمه. قال: ثم أخرج من صلبه ذكرا به أنصرك، وإن شبحه عندي تحت العرش يملأ الأرض بالعدل ويطفئها (يطبقها - خ ل) بالقسط يسير معه الرعب، يقتل حتى يسأل فيه: قال: قلت: إنا لله، فقيل: ارفع رأسك، فنظرت إلى رجل من أحسن الناس صورة وأطيبه ريحا، والنور يسطع من فوقه ومن تحته فدعوته فأقبل إلي وعليه ثياب النور، وسيماء كل خير، حتى قبل بين عيني، ونظرت إلى ملائكة قد حفوا به لا يحصيهم إلا الله جل وعز - الخ (1).
إكمال الدين: عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله):
والذي بعثني بالحق بشيرا ليغيبن القائم من ولدي بعهد معهود إليه مني حتى يقول أكثر الناس: ما لله في آل محمد حاجة، ويشك آخرون في ولادته، فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه، ولا يجعل للشيطان إليه سبيلا بشكه، فيزيله عن ملتي ويخرجه من ديني فقد أخرج أبويكم من الجنة من قبل، وإن الله عز وجل جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون (2).
إعلام الورى: عن إسحاق بن سليمان العباسي قال: كنت يوما عند الرشيد فذكر المهدي وما ذكر من عدله فأطنب في ذلك، فقال الرشيد: إني أحسبكم تحسبونه أبي المهدي، حدثني عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، عن أبيه العباس ابن عبد المطلب أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال له: يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة، ثم تكون أمور كريهة وشدة عظيمة، ثم يخرج المهدي من ولدي، يصلح الله أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، ويمكث في الأرض ما شاء الله. ثم يخرج الدجال (3).