استفاد ذلك من الرواية (1) غير واحد (2)، ولعله لأن الموصول فيه في قوله:
" ما لا يتخطى " (3) هو مطلق البعد الذي لا يتعارف طيه بخطوة، سواء كان قائما على الأرض كما في العلو، أو مبسوطا في الأرض.
ولكن الإنصاف: أن فهم هذا المعنى لا يخلو عن إشكال، فإن الظاهر من البعد المستفاد من قوله: " ما لا يتخطى " هو ما لا يشمل [العلو] (4) كما عرفت سابقا، مع لزوم التخصيص حينئذ في الرواية، نظرا إلى أن العلو الذي لا يتخطى ليس شرطا، للاتفاق على جواز وقوف المأموم في مكان أعلى من الإمام، وإنما الشرط عدم علو الإمام.
وكيف كان، فهذا الحكم مشهور بين الأصحاب، وعن التذكرة (5): أنه مذهب علمائنا.
ويدل عليه - مضافا إلى مفهوم الموثقة السابقة (6) - موثقة أخرى مثلها في الاعتبار لوجود (7) أحمد بن فضال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " سألته عن الرجل صلى بقوم وهم في موضع أسفل من موضعه الذي يصلي فيه؟