تذكرة الفقهاء (ط.ج) - العلامة الحلي - ج ٤ - الصفحة ٣٧٨
وفرسخين (1)، فيكون بيانا.
ومن طريق الخاصة: قول الصادق عليه السلام: " إذا كنت في الموضع الذي لا تسمع فيه الأذان، فقصر " (2).
وروي عن الحارث بن أبي ربيعة أنه أراد سفرا، فصلى بهم ركعتين في منزله وفيهم الأسود بن يزيد وغير واحد (3).
وهو غلط، لعدم الشرط. ولأن هذا الخلاف انقرض، فيبقى إجماعا.
وقال عطاء: إذا خرج من بيته، قصر وإن لم يخرج من بيوت القرية (4).
وهو قول بعض أصحاب الحديث (5) منا، لقول الصادق عليه السلام: " إذا خرجت من منزلك فقصر إلى أن تعود إليه " (6).
ويحمل على بلوغ الموضع الذي لا يشاهد فيه جدران البلد ولا يسمع أذانه، جمعا بين الأدلة.
وقال الشافعي: لا يجوز القصر حتى يفارق البلد الذي هو فيه ومنازله.
ولم يشترط خفاء الجدارن والأذان - وبه قال أبو حنيفة ومالك وأحمد وإسحاق - لأن بنيان بلده يقطع استدامة سفره فكذا يمنع الابتداء.
ولأن النبي صلى الله عليه وآله، كان يبتدئ القصر إذا خرج من

(١) صحيح مسلم ١: ٤٨٠ / ٦٩٠، صحيح البخاري ٢: ٥٤، سنن أبي داود ٢: ٤ / ١٢٠٢، سنن الترمذي ٢: ٤٣١ / ٥٤٦، سنن النسائي ١: ٢٣٧.
(٢) التهذيب ٤: ٢٣٠ / ٦٧٥، الإستبصار ١: ٢٤٢ / ٨٦٢.
(٣) المجموع ٤: ٣٤٩، رحمة الأمة ١: ٧٤، المغني والشرح الكبير ٢: ٩٨، حلية العلماء ٢: ١٩٤.
(٤) المجموع ٤: ٣٤٩، المغني ٢: ٩٧ - ٩٨، الشرح الكبير ٢: ٩٨، حلية العلماء ٢: ١٩٥.
(٥) حكاه عن بعض الأصحاب أيضا المحقق في المعتبر: ٢٥٣، ولعله يقصد الشيخ الصدوق وانظر المصدر في الهامش التالي.
(٦) الفقيه ١: ٢٧٩ / 1268.
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»
الفهرست