الفرش مثلا على هيئة غير مرغوبة عيب مع أنه لا طبيعة له حتى تقتضي كونه على حالة خاصة ليكون خلافها عيبا، كما هو واضح.
بيان آخر لبيان حقيقة العيب والحاصل أنه لما كان العيب والعوار مذكورين في الأخبار، فلا بد من بيان حقيقة العيب لكونه موضوعا للخيار، وقد ورد في مرسلة السياري (1)، وعنون في كلمات الفقهاء أن العيب ما كان زائدا عن الخلقة الأصلية أو نقصت عنها، وتكلم المصنف في ذلك تحفظا على ظاهر كلمات الفقهاء والمرسلة.
ومحصل كلامه أن العيب ما كان ناقصا عن الخلقة الأصلية التي تقتضي الماهية المشتركة كون الشئ عليها، وإذا كان الشئ موافقا لها كان صحيحا وإلا كان معيبا، وهذه الخلقة الأصلية قد تكون معلومة بحسب الخارج بحيث يعرف من الخارج أن العمي عيب في العبد وعدمه ليس بعيب، وقد يعرف بحسب الغلبة الخارجية بحيث يكون التخلف في النادر لعارض فيكون فقدانه عيبا فيه.