ملكة تحسينه فاسد جدا، وعلى تقدير القول به فينفيه ظاهر الأخبار الدالة على أن المعيار حسن الباطن، وأن المعتبر هو الوثوق به، مثل قوله عليه السلام:
" لا تصل إلا [خلف] (1) من تثق بدينه وأمانته " (2)، وقوله: " إذا كنت خلف إمام تتولاه وتثق به " (3)، وقوله عليه السلام في شهادة الضيف: " إذا كان عفيفا صائنا " (4)، إلى غير ذلك مما دل على اعتبار عفته وصلاحه وخيريته، فإن هذه كلها أمور باطنية اعتبرها الشارع في الشاهد والإمام.
وإن أرادوا به ما هو الظاهر من كلماتهم على ما عرفت من أن حسن الظاهر طريق ظاهري إلى العدالة، فإن أرادوا بذلك أنه طريق تعبدي على ما يظهر من قوله في مرسلة يونس: " إذا كان ظاهره ظاهرا مأمونا جازت شهادته ولا يسأل عن باطنه " (5)، وقوله: " من صلى الخمس في جماعة فظنوا به خيرا " (6)، أو " كل خير " كما عن الفقيه (7)، وقوله عليه السلام في رواية ابن أبي يعفور: " والدليل على ذلك كله أن يكون ساترا لعيوبه " (8) اكتفي به في