يعرف المؤثر بالآثار معرفة إنية.
وثانيا، إن أريد بذلك جعل حسن الظاهر طريقا تعبديا إلى الاجتناب فلا دلالة على ذلك في الأخبار عدا قوله عليه السلام في رواية ابن أبي يعفور:
" والدليل على ذلك أن يكون ساترا لعيوبه... الخ " (1)، ولا يخفى أنه لا يدل على كون الستر طريقا تعبديا إلى الاجتناب، لانصرافه إلى صورة إفادة الستر الظن بالترك، ويرشد إليه قوله عليه السلام في ذيله - في مقام اعتبار التعاهد للجماعة -: " ولولا ذلك لم يمكن لأحد أن يشهد لأحد بالصلاح "، فإن ظاهره أن مداومة الجماعات إنما يعتبر لكونه مظنة للصلاح الذي هو عبارة عن عدم فساد أموره لمخالفتها للشرع.
وأما قوله عليه السلام: " من عامل الناس فلم يظلمهم... إلى قوله: فهو ممن ثبتت عدالته " (2) فلا يدل أيضا على كون العدالة نفس هذه الأفعال المذكورة وأشباهها، بل يدل على كون هذه الأفعال طريقا إلى العدالة فهو على عكس المطلوب أدل، اللهم إلا أن تجعل هذه الأفعال الثلاثة المذكورة طريقا للحكم بموافقة باقي أموره للشريعة، وهي عبارة أخرى عن اجتناب القبائح.
وكيف كان، فجعل نفس الاجتناب عدالة لا دليل عليه فضلا عن جعل حسن الظاهر طريقا إلى الاجتناب، والظاهر من كلام المعاصر المذكور المائل إلى هذا الاحتمال أن الداعي إلى هذا دفع ما يورد على كل من القول بالملكة والقول بحسن الظاهر من أن المتستر للعيوب الحسن الظاهر عند