ولو سلم أن التأخر مأخوذ في مفهومها أو في منصرفها لكن الإجماعات المحكية (١) مختصة بوجوبها بالمعنى المشهور، ولا يجوز التمسك بظاهر لفظ التبعية الواردة في عبائر الإجماعات بعد إرادة معظم المجمعين - كما قيل (٢) - منها عدم التقدم، كما لا يخفى.
نعم، أول النبويين المتقدمين ظاهر في التأخر من جهة قوله: " فإذا كبر فكبروا... إلى آخر الرواية "، لا من أجل إفادة الفاء للتعقيب كما قيل (٣)، حتى يقال عليه: إن الفاء الجزائية لمجرد الترتب والتأخر بالمعلولية لا التعقيب والتأخر الزماني، بل لأن الأمر بالتكبير والركوع والسجود مترتب على تحقق هذه الأفعال من الإمام، كما يستفاد من إتيان الشرط بصيغة الماضي في هذا وأمثاله.
وأما مثل قوله: ﴿وإذا قرئ القرآن فاستمعوا﴾ (4) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الرواية بناء على بعض الروايات - بعد قوله: " فإذا كبر فكبروا " -:
" وإذا قرأ فأنصتوا " (5)، فهو ليس نقضا على ما ذكرنا كما توهم، نظرا إلى أن المراد بالقراءة ليس قراءة المجموع، بل مطلق القراءة، ولا يخفى أن الاستماع