حكم للعرب يروى عن النبي ص أنه قال لان أكون في شدة أتوقع رخاء أحب إلي من أن أكون في رخاء أتوقع شدة وقال ص من قال: قبح الله الدنيا قالت الدنيا: قبح الله أعصانا لربه، وقال ص بشر مال البخيل بحادث أو وارث وقال ص صلة الرحم منماة للولد مثراة للمال. وقال: فضل العلم خير من فضل العبادة وقال لعبد الله بن عباس: احفظ الله يحفظك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سالت فاسال الله وإذا استعنت فاستعن بالله، وان استطعت ان تعمل لله بالصدق في اليقين فافعل وان لم تستطع ذلك فان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، واعلم أن النصر مع الصبر وان الفرج بعد الكرب. وقال ص: ثلاث منجيات وثلاث مهلكات، فاما المنجيات: فخشية الله في السر والعلانية، والاقتصاد في الفقر والغنى، والحكم بالعدل في الرضا والغضب. والمهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، واعجاب المرء بنفسه. وقال ص أيها الناس لا تخالفوا على الله امره فان من الخلاف ان تسعوا في عمران ما قضى الله فيه بالخراب. وقال أمير المؤمنين علي ع: احذر من يطريك بما ليس فيك فيوشك ان يبهتك بما ليس فيك وقال ع البخل والجبن والحرص من أصل واحد يجمعهن سوء الظن بالله عز وجل. وقال ع نعمة الجاهل كروضة على مزبلة. وقال ع قيام الدنيا بأربع تبقى ما بقيت: عالم يستعمل علمه، وجاهل لا يستنكف ان يتعلم، وغني يجود بمعروفه وفقير لا يبيع آخرته بدنياه، فإذا ضيع العالم علمه استنكف الجاهل ان يأخذ من علمه، وإذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه، فإذا فعلوا ذلك تعسوا وانتكسوا فهناك الويل لهم ثم العويل عليهم وقال ع احذروا الدنيا فإنها عدوة أولياء الله وعدوة أعدائه، اما أولياؤه فغمتهم، واما أعداؤه فغرتهم. وقال: كل شئ يعز حيث ينزر والعلم يعز حيث يغزر. وقال اطلب الرزق من حيث كفل لك به فان المتكفل لا يخيس به ولا تطلبه من طالب مثلك لا ضمان لك عليه ان وعدك أخلفك وان ضمن لك خاس بك. وروى الحسن بن علي عن أبيه عن رسول الله ص أنه قال: يقول الله عز وجل يا ابن آدم إذا عملت بما افترضت عليك فأنت من اعبد الناس، وإذا اجتنبت ما نهيتك عنه فأنت من أورع الناس، وإذا قنعت بما رزقتك فأنت من أغنى الناس وسئل أمير المؤمنين ع عن النعيم فقال: من اكل خبز البر وشرب ماء فراتا وآوى إلى ظل فهو في نعيم. قال في الوحي القديم: مسكين عبدي يسره ما يضره. ووصى حكيم ابنه فقال: إذا أردت ان تواخي انسانا فاغضبه قبل ذلك ثم عامله فان أنصفك والا فاحذره سئل بعضهم عن المروءة فقال إفاضة المعروف إما بلسانك أو بمالك أو بجاهك وقيل أصاب متأمل أو كاد واخطا مستعجل أو كاد قيل لبعضهم: لم تجمع المال وأنت حكيم؟ قال: لأصون به العرض وأؤدي منه الفرض واستغني به عن القرض وقال حكيم لو رأيتم مسير الاجل لأعرضتم عن غرور الأمل وسب رجل حكيما فاعرض عنه فقال لك أقول، فقال وعنك اعرض كلم رجل بعض السلاطين بغليظ الكلام فقال لقد أقدمت علي بكلامك فقال لأني كلمتك بعز الياس لا بذل الطمع وقيل لحكيم هل تعرف اجل من الذهب؟ قال نعم المستغني عنه تعزية ان الماضي قبلك أنت المأجور فيه وان الباقي بعدك هو المأجور فيك وقال آخر أفضل الناس من تواضع عن رفعة وتزهد عن ثروة، وانصف عن قوة سئل عن قول النبي ص إذا أحرزت النفس قوتها اطمأنت. فقال قوتها معرفة الله عز وجل. وقال آخر لو أن الدنيا مملوءة حيات وعقارب وسباعا وأفاعي ما خفتها، ولو بقي فيها من البشر واحد لخفته لان البشر شر منها وقال آخر إلهي ان قصدتك أتعبتني وان هربت منك طلبتني ليس معك راحة ولا في سواك انس فالمستغاث بك منك. وهذا يشبه قول الآخر: يا عجبا كل العجب أشكو اليه منه وأهرب منه اليه وأستعين به عليه وأتوب منه اليه وأطيعه به فكله هو. وقال في قوله تعالى ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه فقال أوجده الهمة ليذوق طعم العصمة ونظر بعض الملوك إلى ملكه فأعجبه فقال إنه لملك لولا ان بعده هلك روي أن بعض الأنبياء اتاه ملك فقال: قد جئتك بالعقل والدين والعلم فاختر أيها شئت؟ فاختار العقل، فقال الملك: للدين والعلم ارتفعا فقالا: أمرنا ان لا نفارق العقل وقال محمد بن الحنفية ع في قوله جل وعز فاصبر صبرا جميلا قال صبرا لا تشوبه الشكوى إلى الناس قال عبد الله بن أبي صالح دخل علي طاوس وانا مريض فقلت له يا أبا عبد الرحمن ادع لي فقال ادع لنفسك فإنه يجيب المضطر إذا دعاه وكان مكتوب في محراب غمدان بالمسند في صدره سلط السكوت على لسانك ان كانت العافية من شانك وقيل لعيسى ع دلنا على عمل صالح نستحق به الثواب! فقال لا تنطقوا أبدا. فقالوا وكيف نستطيع ذلك؟ فقال فلا تنطقوا الا بخير وقال حكيم انما حمد الناس السكوت لأنه وعاء الاختيار وقيل لوهيب بن مصقلة انك لتنشر الشك في الحديث؟ فقال تلك محاماة على اليقين. وقال المسيح ع أبغض العلماء إلى الله تعالى الذي يحب الذكر وان يوسع له في مجالس العظماء ويدعى إلى الطعام وحقا أقول لقد تعجلوا أجورهم في الدنيا وقيل أشد الناس عند الموت ندامة العلماء المفرطون. وقال سهل بن أسلم في قوله تعالى واما السائل فلا تنهر ليس بسائل طعام ولكنه سائل العلم وقال أبو الدرداء يوما لأهل دمشق أ وما تستحيون تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، وتأملون ما لا تبلغون وقيل لابن سيرين كيف أصبحت؟ فقال كيف يصبح من يرحل كل يوم إلى الآخرة مرحلة وقال رسول الله ص ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس.
وصية لقمان لابنه أغلب غضبك بحلمك، ونزقك بوقارك، وهواك بتقواك، وشكك بيقينك، وباطلك بحقك، وشحك بمعروفك، كن في الشدة وقورا، وفي المكاره صبورا، وفي الرخاء شكورا وفي الصلاة متخشعا، والى الصدقة متسرعا، لا تهن من أطاع الله، ولا تكرم من عصى الله ولا تدع ما ليس لك، ولا تجحد ما عليك، لا تعترض الباطل، ولا تستح من الحق، ولا تقل ما لا تعلم، ولا تتكلف ما لا تطيق، ولا تتعظم، ولا تختل، ولا تفحش، ولا تضجر، ولا تقطع الرحم، ولا تبلس الجار، ولا تشمت بالمصائب، ولا تذع السر، ولا تعتب، ولا تحسد، ولا تنبز، ولا تهمز،