تناصح أمير المؤمنين وأن تقاتل معه المحلين حتى يظهر الحق أو تلحق بالله وأبلغه عني السلام وقل له قاتل على المعركة حتى تجعلها خلف ظهرك فإنه من أصبح والمعركة خلف ظهره كان الغالب، ثم لم يلبث أن مات فاقبل الأسود إلى علي ع فأخبره فقال: رحمه الله جاهد معنا عدونا في الحياة ونصح لنا في الوفاة. وذكره ابن الأثير في حوادث سنة 37 فيمن حضر حرب صفين مع علي ع بنحو ما نقلناه عن نصر، وذكره أيضا فيمن حضر معه حرب الخوارج، قال: فلم يلبثوا أي الخوارج أن حمل عليهم الأسود بن قيس المرادي الحديث وكلا الروايتين يدل على نفاذ بصيرته مع علي ع. 1250:
الأسود بن كثير.
ذكر في منهج المقال في ترجمة الحسن بن كثير رواية المفيد المتضمنة أن الحسن بن كثير شكا إلى أبي جعفر بن علي ع الحاجة وجفاء الإخوان، وأنه أعطاه سبعمائة درهم. قال المحقق البهبهاني في التعليقة: إنه في كشف الغمة روى هذه الرواية في الحسن بن كثير مرة وفي الأسود بن كثير أخرى. وفي الوجيزة حكم بكونه ممدوحا. انتهى. 1251:
الأسود بن يزيد النخعي بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النخع بن مذحج ويكنى أبا عمرو.
توفي سنة 75 بالكوفة رواه ابن سعد عن أبي إسحاق وقيل سنة 74.
هكذا ساق نسبه ابن سعد في الطبقات الكبير وقال هو ابن أخي علقمة بن قيس، وكان الأسود بن يزيد أكبر من علقمة.
ما ذكره ابن سعد في الطبقات قال: كان ثقة وله أحاديث صالحة، وقال: روى الأسود عن أبي بكر وحج معه وروى عن عمر وعلي وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل سمع منه باليمن وروى عن سلمان وأبي موسى وعائشة ولم يرو عن عثمان شيئا.
وروى بأسانيده أن الأسود كان يصوم الدهر وأنه كان ليصوم في اليوم الشديد الحر الذي إن الجمل الجلد الأحمر ليرنج فيه من الحر، وأنه كان يصوم في اليوم الشديد الحر حتى يسود لسانه من الحر وأنه كان يصوم في السفر حتى يتغير لونه من العطش في اليوم الحار ونحن يشرب أحدنا مرارا قبل أن يفرع من راحلته في غير رمضان، وأن علقمة كان يقول له: لما ذا تعذب هذا الجسد؟ فيقول إنما أريد له الراحة. وأن إحدى عينيه ذهبت من الصوم. وأنه كان إذا حضرت الصلاة وهو بطريق مكة نزل على أي حال وإن كان على حزونة نزل فصلى وإن كان يد ناقته في صعود أو هبوط أناخ ولم ينتظر، قال والحزونة المكان الخشن وأنه كان إذا حضرت الصلاة أناخ بعيره ولو على حجر، وأنه طاف بالبيت ثمانين ما بين حجة وعمرة، وأنه حج نيفا وسبعين، وأنه كان يحرم من بيته، وأنه أهل هو وعمرو بن ميمون من الكوفة، وأنه كان يخرج من الكوفة مهلا ملبيا، وأنه أحرم من باجميرا، وربما أحرم من جبانة عرزم وما سمع إذا أهل يسمى حجا ولا عمرة قط كان يقول إن الله ليعلم نيتي، وكان لا يصلي على مؤسر مات ولم يحج، وأنه كان يختم القرآن في شهر رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وأنه كان يقرأ القرآن في ست، وأن عائشة قالت: ما بالعراق رجل أكرم علي من الأسود، وأنه دخل على أبي عبد الرحمن السلمي فسأله عن شئ، فقالوا هذا الأسود بن يزيد فعانقه، وأن أبا إسحاق قال: كنت أنا والأسود في الشرطة مع عمرو بن حريث ليالي مصعب، وأنه كان يتنشف بعد ما يتوضأ انتهى ما أردنا نقله من طبقات ابن سعد.
ما ذكره غير ابن سعد في حقه قال الذهبي في المختصر: له ثمانون حجة وعمرة وكان يصوم حتى يخضر ويختم في ليلتين انتهى وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب: الأسود بن يزيد بن قيس النخعي أبو عمرو ويقال أبو عبد الرحمن روى عن أبي بكر وعمر وعلي وابن مسعود وحذيفة وبلال وعائشة وأبي موسى وغيرهم، وعنه ابنه عبد الرحمن وأخوه عبد الرحمن وابن أخته إبراهيم بن يزيد النخعي وعمارة بن عمير وأبو إسحاق السبيعي وأبو بردة بن أبي موسى ومحارب بن دثار وأشعث بن أبي الشعثاء وجماعة عن أحمد ثقة من أهل الخير وعن يحيى ثقة. وذكر ابن أبي خيثمة أنه حج مع أبي بكر وعمر وعثمان. وذكره جماعة ممن صنف في الصحابة لادراكه. وقال العجلي: كوفي جاهلي ثقة رجل صالح، وذكره إبراهيم النخعي فيمن كان يفتي من أصحاب ابن مسعود. وقال ابن حبان في الثقات كان فقيها زاهدا انتهى. وفي الاستيعاب: الأسود بن يزيد بن قيس النخعي أدرك النبي عليه الصلاة والسلام مسلما ولم يره وهو صاحب ابن مسعود أدرك الجاهلية وهو معدود في كبار التابعين من الكوفيين روى عن أبي بكر وعمر وكان فاضلا عابدا سكن الكوفة، ثم روى باسناده عنه: قضى فينا معاذ بن جبل باليمن ورسول الله ص حي في رجل ترك ابنته وأخته فأعطى الابنة النصف وأعطى الأخت النصف انتهى وفي أسد الغابة: هو أخو عبد الرحمن بن يزيد وابن أخي علقمة بن قيس وخال إبراهيم بن يزيد، وأمه مليكة بنت يزيد النخعي روى عن عمر بن مسعود وعائشة وهو من فقهاء الكوفة وأعيانهم انتهى وفي الإصابة: الأسود بن يزيد بن قيس النخعي إلى أن قال سمع أبا بكر وعمر وحديثه عن كبار الصحابة في الصحيحين وغيرهما، ونقل عن العجلي أنه قال زيادة على ما مر فقيه انتهى وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج وذكر جماعة من شيوخنا البغداديين أن عدة من الصحابة والتابعين والمحدثين كانوا منحرفين عن علي ع قائلين فيه السوء وعد جماعة إلى أن قال: ومنهم الأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع روى سلمة بن كهيل أنهما كانا يمشيان إلى بعض أزواج رسول الله ص فيقعان في علي ع فاما الأسود فمات على ذلك، وأما مسروق فلم يمت حتى كان لا يصلي لله تعالى صلاة الا صلى بعدها على علي بن أبي طالب لحديث سمعه من عائشة في فضله، فروى سلمة بن كهيل قال: دخلت أنا وزبيد اليمامي على امرأة مسروق بعد موته فحدثتنا قالت كان مسروق والأسود بن يزيد يفرطان في سب علي بن أبي طالب ثم ما مات مسروق حتى سمعته يصلي عليه وأما الأسود فمضى لشانه فسألناها لم ذلك قالت شئ سمعه من عائشة ترويه عن النبي ص فيمن أصاب الخوارج انتهى وحكى ابن أبي الحديد أيضا عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخه ما حاصله أن الوليد بن عقبة لما كان عامل عثمان على الكوفة وشهد عليه بشرب الخمر صرفه وولى سعيد بن العاص مكانه فقال سعيد يوما: أن السواد بستان لقريش وبني أمية، فقال الأشتر تزعم أن السواد الذي أفاءه الله على المسلمين بأسيافنا بستان لك ولقومك، فقال صاحب شرطته أترد على الأمير؟ فقال الأشتر لمن حوله من النخع وأشراف الكوفة ألا تسمعون؟ فوثبوا عليه بحضرة سعيد فوطئوه وطئا عنيفا