البحراني أخي الفاضل الكامل الفقيه الثقة العدل الأمجد الشيخ أحمد بن الشيخ عبد الله ابن الشيخ حسن بن جمال البلادي، وهذا الشيخ فاضل فقيه نحوي صرفي كاتب شاعر حسن الإنشاء والشعر في غاية ذلة النفس والمسكنة والإنصاف ليس في بلادنا مثله في التواضع والإنصاف وذلة النفس والورع له مصنفات. وقال السيد محمد البحراني في تتمة أمل الآمل في حقه الفقيه الزاهد والعالم العابد قاضي القضاة وخليفة الأئمة الهداة العالم العامل المعروف في وقته بالفاضل.
مشايخه في أنوار البدرين: كان يروي عن جملة من المشايخ منهم: شيخه الشيخ سليمان الماحوزي وهو من مشاهير تلامذته.
تلاميذه منهم الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق كما مر.
مؤلفاته 1 شرح رسالة شيخه الشيخ سليمان في الصلاة قيل إنها نفيسة حسنة التحرير الا انها لم تكمل 2 رسالة في اثبات الدعوى على الميت بشاهد ويمين صنفها قبل ان يصنف الشيخ احمد آل عصفور والد الشيخ يوسف البحراني رسالته وكلاهما رد على الشيخ عبد الله بن علي بن أحمد البلادي القائل بعدم الثبوت بهما 3 رسالة فيما يحرم نكاحهن. قال السيد محمد البحراني في تتمة أمل الآمل: تدل على فضل عظيم وافر وعلم زاخر.
الشريف أحمد بن عبد الله الإسحاقي توفي بحلب سنة 915 ودفن بها وراء مشهد الحسين ع بسفح الجبل بمقبرة جده أبي المكارم حمزة صاحب الغنية.
نسبه الشريف هو الشريف القاضي شهاب الدين أحمد بن القاضي صفي الدين عبد الله بن حمزة بن عبد الله بن محمد بن عبد المحسن بن زهرة بن الحسن بن عز الدين أبي المكارم حمزة صاحب الغنية ابن علي بن زهرة بن علي بن محمد بن محمد بن أبي إبراهيم محمد الحراني ممدوح أبي العلاء المعري بن أحمد الحجازي بن محمد بن الحسين بن إسحاق المؤتمن ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي بن الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب ع.
بنو زهرة وزهرة بضم الزاي وسكون الهاء بخلاف اسم النجم فإنه بفتح الهاء كما عن الجمهرة وبنو زهرة ينسبون إلى زهرة بن علي حفيد محمد الممدوح لا إلى زهرة الأول كما ستعرف ويقال لهم الإسحاقيون لأنهم من نسل إسحاق ابن الإمام جعفر الصادق ع وهم أحد بيوتات حلب المعروفة بالشرف والعلم وفيهم النقابة، بل هم أشهر بيوتاتها وأجلها في القاموس بنو زهرة شيعة بحلب، وفي تاج العروس: بل سادة نقباء علماء فقهاء محدثون كثر الله من أمثالهم، وهو أكبر بيت من بيوت الحسين، ثم عد جماعة منهم، ثم قال وفي هذا البيت كثرة اه وعن در الحبيب في تاريخ حلب للرضي الحنبلي: أن زهرة هذا يعني ابن علي بن محمد لا زهرة السابق هو الذي ينتسب إليه بنو زهرة أحد بيوتات حلب المذكورين في تاريخ الشيخ أبي ذر إلى أن عد من هذا البيت جماعة كانوا نقباء حلب، وتعرض لتشيع واحد منهم هو نقيبها ورئيسها وعالمها الحسن بن زهرة بن الحسن بن زهرة من أهل هذا البيت وقال: ان أصلهم من العراق وأول من قدم منهم حلب الامام الكبير أبو إبراهيم محمد ممدوح المعري، وعنه عن خط المحب أبي الفضل ابن الشحنة عن الحافظ برهان الدين الحلبي عن والده قال: كان أهل حلب كلهم حنفية حتى قدم شخص من العراق فظهر فيهم التشيع وأظهر مذهب الشافعي لأنهم كانوا يتسترون بمذهبه فلم أساله عن القادم ثم ذكر لي مرة ثانية ثم ثالثة ثم قال لي ما لك لا تسألني عن القادم فقلت من هو؟ قال الشريف أبو إبراهيم الممدوح اه ومنه يعلم أن وصف صاحب الترجمة بالشافعي في المنقول عن در الحبب لا ينافي تشيعه المعلوم من كون تشيع كافة بني زهرة كالنور على الطور، بل يظهر من الكلام السابق انهم أصل التشيع بحلب، قال ثم بلغني ان السيد عز الدين أبا المكارم حمزة قد أثبت في وثيقة بالطريق الشرعي ان ذرية أبي إبراهيم الممدوح من الذكور قد انقرضوا وعليه فلا يكون صاحب الترجمة من ذريته وان كان من بني زهرة، وذلك بان يكون من ذرية عمه الذي هو الحسن المتقدم ذكر تشيع ابن ابنه أو من ذرية أخ له اه أقول ان بني زهرة لا تزال ذريتهم في الفوعة إلى اليوم وهم رؤساء اجلاء مشهورون عند الخاص والعام الا انه ليس فيهم أهل علم في هذا الزمان وعندهم كتاب نسب جليل قديم عليه تواقيع نقباء حلب وقضاتها في كل عصر وجيل ومنهم في عصرنا الشريف الحاج حسن الشهير وولده الشريف نايف آغا الشهير الذي قتل غيلة في دار ضيافته بالفوعة ليلا والشريف الحاج عبد الهادي الذي زارنا مرارا في دمشق أولاها بعد الاحتلال الفرنسوي لسوريا وكان معه كتاب النسب المذكور الذي تشرفنا برؤيته وعليه فالظاهر أن واحدا من بني زهرة كانت قد انقرضت ذريته الذكور فاحتاج السيد أبو المكارم حمزة صاحب الغنية إلى اثبات ذلك بوثيقة شرعية لأجل الأوقاف العظيمة التي لهم بحلب وكانت قد اختلست بعد نزوحهم من حلب إلى الفوعة وانقراض التشيع من حلب وشدة التعصب من أهلها على الشيعة ولكن أخبرني بعض سادة بني زهرة المقيم الآن بحلب انهم سعوا بعد الاحتلال الفرنسوي لحلب في استرجاع جملة من تلك الأوقاف التي لا تزال قيودها محفوظة في سجلات الأوقاف بحلب وهي معروفة بأعيانها فأثبتوها ليسترجعوها وحينئذ فالذين أثبت السيد أبو المكارم انقراضهم هم بعض ذرية أبي إبراهيم لا جميعهم ويرشد اليه ما عن در الحبب عن الذهبي ان بني زهرة عنده طائفة أخرى شيعة بحلب كانوا بيت علم ونظم ونثر وكتابة ورئاسة ومكارم اخلاق وحشمة وانهم انقرضوا اه.
أقوال العلماء فيه عن در الحبيب في تاريخ حلب ان صاحب الترجمة كان من أكابر الأشراف وذوي الرأي والوجاهة مقدما ببلده يرجع الناس إلى أمره ونهيه وكان جوادا فياضا مقدما لدى الحكام منطقيا إذا اخذ في الكلام، ولي قضاء الفوعة مع نسبة أهلها إلى التشيع طمعا في دنياهم ظنا منه انهم يوالونه إذا هو في الظاهر والاهم وانهم يعظمونه على العادة في تعظيمهم لأهل