ما قضى في الربيع حق المسرات مضيع زمانه في الخريف نحن منه على تلقي شتاء * يوجب القصف أو وداع مصيف وقميص من الزمان رقيق * ورداء من الهواء خفيف يرعد الماء منه خوفا إذا ما * لمسته يد النسيم الضعيف وله في خلف الوعد ونظم قصة عرقوب:
قال لنا نخلة وقد طلعت * نخلتنا فاصطبر لطلعتها حتى إذا صار طلعها بلحا * قال توقع بلوع بسرتها حتى إذا بسرها غدا رطبا * قال اصطبر ليها لتمرتها فعد عن نخلة كنخلة عرقوب * وعن قصة كقصتها وله في استهداء مسك:
المسك يهدى وتستهدى طرائفه * وأشرف الناس يهدي أشرف الطيب والمسك أشبه شئ بالشباب فهب * شبه الشباب لنقض العصبة الشيب وإذا عزينا للصنوبر لم * نعز إلى خامل من الخشب لا بل إلى باسق الفروع علا * مناسبا في أرومة الحسب مثل خيام الحرير تحملها * أعمدة تحتها من الذهب وله: نهر الهني ونهر المري وهما نهران الرقة والرافقة:
بين الهني إلى المري * إلى بساتين النقار فالدير ذي التل المكلل * بالشقائق والنضار وقال الصنوبري أيضا يذكر الهني ويذكر دير زكي:
من حاكم بين الزمان وبيني * ما زال حتى راضني بالبين وأما وربعي اللذين تابدا * لا عجت بعدهما على ربعين ما لي نايت عن الهني وكنت لا * أسطيع أناى عنه طرفة عين يا دير زكي كنت أحسن مألف * مر الزمان به على ألفين وبنفسي البرج الذي انكشفت لنا * جنباته عن عسجد ولجين لو حمل الثقلان ما حملت من * شوق لاثقل حمله الثقلين 332: أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد أستاذ الشيخ المفيد ومن مشايخ الإجازة وروى الشيخ في التهذيب وغيره عن المفيد عنه كثيرا ويروي عنه الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون، حكم جماعة من اجلاء الطائفة بوثاقته وصحة حديثه فوثقه الشهيد الثاني في الدراية صريحا وحكم العلامة بصحة حديثه وكذا صاحب المعالم، وقال صاحب الوجيزة: يعد حديثه صحيحا لكونه من مشايخ الإجازة، وقال الميرزا: لم أر إلى الآن ولم اسمع من أحد التأمل في توثيقه اه ونعم ما قاله الداماد في رواشحه انه اجل من أن يحتاج إلى تزكية مزك أو توثيق موثق اه وأغرب التفريشي في نقد الرجال حيث قال: روى الشيخ في التهذيب وغيره عن الشيخ المفيد عنه كثيرا ولم أجده في كتب الرجال وقال الشهيد الثاني في درايته: انه من الثقات ولا اعرف مأخذه فان نظر إلى حكم العلامة مثلا بصحة الرواية المشتملة عليه ومثله فهو لا يدل على توثيقه لأن الحكم بالتوثيق من باب الشهادة بخلاف الحكم بصحة الرواية فإنه من باب الاجتهاد لأنه مبني على تمييز المشتركات وربما كان الحكم بصحة الرواية مبنيا على ما رجح في كتب الرجال من التوثيق المجتهد فيه من دون قطع فيه بالتوثيق وشهادته عليه بذلك ربما تخدش بأنه انما يذكر في الاسناد لمجرد اتصال السند لكونه من مشايخ الإجازة بالنسبة إلى الكتب المشهورة على ما يرشد اليه بعض كلمات التهذيب مع قطع النظر عن شواهد الحال فلا يضر جهالته اه. فائدة مهمة في توثيق الرواة أقول: اختلفوا في أن توثيق الرواة من باب الشهادة أو من باب الخبر، وبنوا على الأول لزوم التوثيق بعدلين، وعلى الثاني الاكتفاء بتوثيق عدل واحد لان خبر الواحد العدل حجة والحق انه ليس من باب الشهادة ولا من باب الاخبار وانما هو لتحصيل الاطمئنان بوثاقة الراوي التي هي العمدة في قبول خبر الواحد لان الحق ان حجية خبر الواحد هي من باب امضاء الشارع لطريقة العقلاء لا من باب انشاء تشريع جديد في جعل خبر الواحد حجة فان طريقة العقلاء قبول خبر المخبر الموثوق بصدقه وان الأصل في الخبر عندهم الصدق. ورد الخبر الذي لا يوثق بصدقه أو التوقف فيه حتى يحصل الفحص واعتباره وثاقة الراوي في قبول خبره في الأحكام الشرعية هي من هذا القبيل ولو كانت من قبيل الشهادة لما أمكن تصحيح خبر فان الشهادة بالعدالة انما تقبل إذا كانت عن حس ومعاشرة لا عن اجتهاد وحدس، ونحن نعلم أن الذين يوثقون الرواة كلهم أو جلهم لم يعاشروهم ولم يشاهدوهم وانما بنوا توثيقهم لهم على الحدس و الاجتهاد لا على الحس والمشاهدة، وجملة منهم لا يزيدون عنا في ذلك بشئ. فالذين يكتفون في ثبوت عدالة الراوي بتوثيق عدلين من أمثال العلامة والشهيد الثاني والمجلسي والشيخ البهائي والسيد الداماد وغيرهم هل يمكنهم ان يقولوا انهم عاشروا هذا الراوي وعلموا عدالته من معاشرته واستندوا في توثيقهم له لغير الحدس والاجتهاد أو اطلعوا في حقه على ما لم نطلع عليه كلا وحينئذ فتعديل الواحد منهم للراوي وتعديل الاثنين والأكثر في درجة واحدة وهل اخذ هؤلاء تعديل الرجل من سوى كلام الكشي والنجاشي وابن الغضائري والبرقي وغيرهم الذين كلامهم بين أيدينا وبمسمع ومرأى منا أو من بعض القرائن ككون الرجل من مشايخ الإجازة معتمد على روايته عند المشايخ العظام الذين أكثروا من الرواية عنه كالمفيد والطوسي وأمثالهم وحينئذ فجعل صاحب النقد توثيق الراوي من باب الشهادة والحكم بصحة الرواية من باب الاجتهاد وان وافقه عليه غيره ممن تقدمه أو تأخر عنه الا انه عند التأمل يرجع الجميع إلى الحدس والاجتهاد كما بيناه ولا يمكن تطبيق احكام الشهادة على توثيق أهل الرجال للرواة ومن قال به في مقام الفتوى لم يطبق الامر عليه في مقام العمل والله الموفق للصواب وفي مشتركات الكاظمي: باب أحمد بن محمد المشترك بين جماعة أكثرهم دورانا في الاسناد أحمد بن محمد بن الوليد وأحمد بن محمد بن أبي نصر وأحمد بن محمد بن خالد وأحمد بن محمد بن عيسى والأربعة ثقات وأخيار ويعرف انه ابن الوليد بوقوعه في أول السند كالشيخ المفيد ومن قاربه من المشايخ وبروايته عن أبيه عن الحسين بن الحسن بن ابان. وروايته عن أبيه عن سعد بن عبد الله ومحمد بن الحسن الصفار اه ويروي عنه الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون والكليني وغيرهم.
333: السيد أحمد بن محمد الحسني الحسيني الاصفهاني له رسالة الارشاد في أحوال الصاحب الكافي إسماعيل بن عباد فرع من تأليفها سنة 1259.
334: الرئيس أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين الأصبهاني يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه