106: الشيخ كمال الدين أبو جعفر أحمد بن علي بن سعيد بن سعادة البحراني وقد يقتصر على النسبة إلى جده فيقال أحمد بن سعيد بن سعادة.
في أنوار البدرين: قبره في قرية سترة من البحرين قال الشيخ سليمان الماحوزي البحراني سمعت جماعة من المعمرين يقولون إن قبره في قرب قبر الشيخ جمال الدين علي بن سليمان.
وفي الرياض: متكلم جليل وعالم نبيل كان معاصرا للخواجة نصير الدين الطوسي ومات قبل الطوسي قرأ عليه الشيخ جمال الدين أبو الحسن علي بن سليمان البحراني الفاضل المشهور المعاصر لنصير الدين الطوسي ومن مؤلفات الشيخ أحمد رسالة في مسالة العلم وما يناسبها من صفاته تعالى ومجموع مسائلها اربع وعشرون مسالة وهي التي أرسلها تلميذه المذكور إلى نصير الدين بعد وفاة أستاذه والتمس منه شرح مشكلاتها فشرحها نصير الدين ورد عليه في مواضع منها ثم أرسلها اليه ويروي الشيخ احمد عن الشيخ نجيب الدين محمد السوراوي عن هبة الله بن رطبة السوراوي عن أبي علي ولد الشيخ الطوسي عن والده ويروي عنه تلميذه علي بن سليمان المذكور الرسالة المذكورة وشرح الخواجة عليها في رسالة مفردة وهي المعروفة الآن بين الناس برسالة العلم للخواجة نصير الدين أ ه.
وفي أنوار البدرين: المحقق المتكلم النحرير له رسالة العلم التي شرحها المحقق الطوسي وهي رسالة جيدة تشعر بفضل غزير وقد أثنى عليه الخواجة في ديباجة شرحه ثناء عظيما وهو أستاذ الحكيم الفيلسوف الشيخ جمال الدين علي بن سليمان البحراني صرح بذلك ابن أبي جمهور الأحسائي في غوالي اللآلي ودرر اللآلي العمادية قال الشيخ سليمان الماحوزي البحراني: أما شرح رسالة العلم المذكور الذي ذكره جماعة ونسبوه للمحقق الطوسي فهو عندنا سقط من أول خطبته قليل الا أن أسلوب الخطبة يعين انه للشيخ ميثم البحراني لا للخواجة ويحتمل أن يكون هذا شرحا ثانيا للشيخ ميثم لكن لم يذكره أحد في مؤلفاته أ ه أقول وإنما سميت رسالة العلم لأنه بحث فيها عن حقيقة العلم وافتتحها كما ستعرف بان المتكلمين أطلقوا القول بان العلم تابع للمعلوم وقدمها تلميذه الشيخ علي بن سليمان البحراني المعاصر للخواجة نصير الدين المحقق الطوسي إلى المحقق المذكور وطلب منه شرحها فشرحها وقد وجدنا نسخة من الرسالة المذكورة مع شرحها المذكور في طهران في مكتبة الشيخ ضياء الدين بن الشيخ فضل الله النوري الشهيد ذكر الشيخ علي المذكور شيخه المذكور في أولها وأثنى عليه ثناء بليغا ولكنه سماه أحمد بن سعيد بن سعادة فنسبه إلى جده فقال: إن الله سبحانه لما وفقني فيما مضى من الأيام وألقي زمامي بيد المولى الامام الهمام سيف الاسلام علامة الأنام لسان الحكماء والمتكلمين جمال المحقين والمحققين كمال الملة والدين أبي جعفر أحمد بن سعيد بن سعادة تلقاه الله بأكمل الوفادة وتولاه بأفضل الزيادة وبلغه من منازل عليين أعلى مراتب المقربين أشار من جملة المباحث الشريفة الإلهية والمسالك اللطيفة القدسية إلى ايراد هذه المسالة مسالة العلم على الاطلاق وذكر فيها ما يتعلق بالخلاف والوفاق من المتقدمين والمتأخرين من الحكماء والمتكلمين فانشعب منها كما ترى تفاريع جليلة ومسائل نبيلة يطلع المتأمل فيها على جواهر مكنونة ويصل المتفكر منها إلى لطائف مخزونة لا يكشف عنها الحجاب الا الأفراد من أولي الألباب ولا يرفع عنها الجلباب الا من أيد بروح الصواب وكان قدس الله روحه ونور ضريحه قد أشار إلى تلك التفاريع مجملة وعدها أربعا وعشرين مسالة تجري في سنن الحساب مجرى الفهرست من الكتاب فعاقه عن كشف قناعها عوائق الحدثان حتى درج إلى رحمة الرحمن وعرج إلى ساحة الرضوان فرفعتها معتمدا في الوصول إلى نوادرها وأغوارها والنزول على سرائرها وأسرارها على وحداني الزمان وباني البيان قطب أرباب العرفان والبرهان الناهض إلى أعالي أفق عليين السارح في مسارح المتألهين الناطق عن مشكاة الحق المبين سلطان الحكماء والمحققين نصير الحث والملة والدين محمد بن محمد الطوسي أيده الله بروح القدسيين وبلغه أعلى مناصب العلويين فاسعفني في سؤالي بأرفع مراتب الإرادة وأسعدني في مقالي بأوسع مواهب السعادة فأقمر ليلي بلوامع أنظاره الزاهرة وأسفر نهاري بسواطع أسرار أفكاره الباهرة نعمة منه وتفضلا وتكرمة من لدنه وتطولا فجزاه الله عن طوائف العلماء أفضل الجزاء وحباه من وظائف الفضلاء أجزل العطاء انه سميع الدعاء فعال لما يشاء وهو المستعان ومن هنا ابتدأ الامام كمال الدين في المقال فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم أدام الله هدايتك ان المتكلمين أطلقوا القول بان العلم تابع للمعلوم وأطلقوا على صحة هذا الحكم الخ... ثم ابتدأ كلام العلامة المحقق نصير الملة والدين الطوسي فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم أتاني كتاب في البلاغة منته * إلى غاية ليست تقارب بالوصف فمنظومه كالدر جاد نظامه * ومنثوره مثل الدراري في اللطف دقيق المعاني في جزالة لفظه * تحير في ضم الغموض إلى الكشف كغانية حار العقول بحسنها * تمرض عيناها وملثمها يشفي أتى عن كبير ذي فضائل جمة * عليم بما يبدي الحكيم وما يخفي فأصبحت مشتاقا اليه مشاهدا * بقلبي محياه وان غاب عن طرفي رجا الطرف أيضا كالفؤاد لقاءه * وان لا يوافي قبل ادراكه حتفي قرأت من العنوان حين فتحته * وقبلت تقبيلا يزيد على الألف ولما بدا لي ذكركم في مسامعي * تعشقكم قلبي ولم يركم طرفي فصادفت هذا البيت في شرح قصتي * وايضاح ما عانيته جملة يكفي وردت رسالة شريفة ومقالة لطيفة مشحونة بفوائد الفوائد مشتملة على صحائف اللطائف مستجمعة لعرائس النفائس مملوءة من زواهر الجواهر من الجناب الكريم السيدي السندي العالمي العاملي الفاضلي المفضلي المحققي المدقفي الجمالي الكمالي أدام الله جماله وحرس الله كماله إلى الداعي الضعيف المجرم اللهيف محمد الطوسي فاقتبس من سرار ناره نكت الزبور وآنس من جانب طوره أثر النور فوجدها بكرا حملت حرة كريمة وصادفها صدفا تضمنت درة يتيمة هي أوراق مشتملة على رسائل في ضمنها مسائل أرسلها وسال عنها من كان أفضل زمانه وأوحد أقرانه الذي نطق الحق على لسانه ولوح الحقيقة من بيانه وراش المودة كذا، أدام الله فضائله، قد سألني الكلام فيها وكشف القناع عن مطاويها وأين انا من المبارزة مع فرسان الكلام والمعارضة مع البدر التمام، وكيف يصل الأعرج إلى قلة الجبل المنيع وأنى يدرك الظالع شاو الضليع،! لكن لحرصي على طلب التوصل الروحاني اليه بإجابة سؤاله وشغفي بنيل التوسل الحقيقي لديه لايراد الجواب عن مقاله اجترأت فامتثلت امره واشتغلت بمرسومه، فإن كان موافقا لما أراد فقد أدركت طلبتي والا فليعذرني إذ قد قدمت معذرتي والله