غلام تركي يميل اليه فاخذ في جملة الاسرى وانقطع خبره عن بختيار فحزن لذلك وقال فجيعتي بهذا الغلام أعظم من فجيعتي بذهاب ملكي ثم سمع أنه في جملة الأسرى فأرسل إلى عضد الدولة يبذل له ما أحب في رده فأعاده اليه وفي هذه السنة وهي سنة 366 نقلت ابنة عز الدولة بختيار إلى الطائع وكان تزوجها وفي سنة 367 سار عضد الدولة إلى بغداد وأرسل إلى بختيار يدعوه إلى طاعته وأن يسير عن العراق إلى أي جهة أراد وضمن مساعدته بما يحتاج اليه من مال وسلاح وغير ذلك فاختلف أصحاب بختيار عليه في الإجابة إلى ذلك الا أنه أجاب اليه لضعف نفسه فأرسل اليه عضد الدولة خلعة فلبسها وتجهز بما أنفذه اليه عضد الدولة وخرج عن بغداد عازما على قصد الشام ومعه حمدان بن ناصر الدولة بن حمدان فلما صار بعكبرا حسن له حمدان قصد الموصل وأطمعه فيها وقال إنها خير من الشام وأسهل فسار بختيار نحو الموصل وكان عضد الدولة قد حلفه ان لا يقصد ولاية أبي تغلب بن حمدان فنكث وقصدها فلما صار إلى تكريت اتته رسل أبي تغلب أن يقبض على أخيه حمدان ويسلمه اليه وإذا فعل قاتل معه عضد الدولة وأعاده إلى ملكه ببغداد فقبض بختيار على حمدان وسلمه إلى نواب أبي تغلب فحبسه وسار بختيار إلى الحديثة واجتمع مع أبي تغلب وسارا جميعا نحو العراق ومع أبي تغلب نحو عشرين ألف مقاتل وبلغ ذلك عضد الدولة فسار نحوهما فالتقوا بقصر الحص بنواحي تكريت 18 شوال 367 فهزمهما وأسر بختيار وأحضر عند عضد الدولة فلم يأذن بادخاله عليه وأمر بقتله فقتل وكان عمره 36 سنة وملك 11 سنة وشهورا انتهى ما أخذناه من تاريخ ابن الأثير من أحوال عز الدولة بختيار بن بويه الديلمي. ومن شعره قوله اشرب على قطر السماء القاطر * في صحن دجلة واعص زجر الزاجر مسمولة ابدى المزاج بكأسها * درا نثيرا بين نظم جواهر والماء ما بين العروق مضيق * مثل القيان رقصن حول الزامر من كف أغيد يستبيك إذا مشى * بدلال معشوق ونخوة شاطر بدار بن راشد الكندي كوفي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي مشتركات الطريحي والكاظمي باب بدار مشترك بين رجلين مجهولين انتهى مع أنهما لم يذكرا غير واحد وهو بدار بن راشد، ولعل الثاني هو بدر بن خليل فيكونان قد جعلاه بدارا ويرشد اليه انهما قالا في بدر كما يأتي انه مشترك بين خمسة مع أنهم سبعة فإذا جعلنا بدر بن الوليد واحدا بقي ستة لا خمسة.
بدايع نكار من علماء عصر مظفر الدين شاه له من المؤلفات 1 بدايع الأحكام في الفقه مطبوع ألفه سنة 1316 2 رياض المنجمين في علم الهيئة القديم والجديد مطبوع 3 بدائع الأنوار في حالات سابع الأطهار، موسى بن جعفر ع مطبوع 4 صراط العارفين في أصول الدين 5 البديعية في شرح ألفية ابن مالك مطبوعة 6 اللاهوتية في شرح تهذيب المنطق للتفتازاني فارسي مطبوع 7 بدايع الوصول إلى علم الأصول في أصول الفقه 8 بدايع الحساب في مختصر خلاصة الحساب فارسي 9 العلائم البديعة في علماء الشيعة 10 افتضاح الكافرين في اختلاف عبارات التوراة والإنجيل بعضها مع بعض 11 كتاب حمدان وتهران في الحكايات المضحكة 12 البدايع المهدوية في تمام الفقه 13 ديوان شعر فيه قريب عشرة آلاف بيت.
بدر بن إسحاق في تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جويا من جبل عامل كان شخصا نفيسا من اخواننا الفاضلين قزويني انتهى.
الأمير أبو النجم بدر بن حسنويه بن الحسين الكردي البرزيكاني أمير الجبل قتل سنة 405 وحمل إلى مشهد علي ع فدفن فيه. في شذرات الذهب قال ابن الجوزي في شذور العقود بدر بن حسنويه الكردي من أمراء الجبل لقبه القادر ناصر الدولة وعقد له لواءا وكان يبر العلماء والزهاد والأيتام وكان يتصدق كل جمعة بعشرة آلاف درهم ويصرف إلى الأساكفة والحذائين بين همذان وبغداد ليقيموا للمنقطعين من الحاج الأحذية ثلاثة آلاف دينار ويصرف إلى أكفان الموتى كل شهر عشرين ألف درهم واستحدث في أعماله ثلاثة آلاف مسجد وخان للغرباء وكان ينقل للحرمين كل سنة مصالح الطريق مائة ألف دينار ثم يرتفع إلى خزانته بعد المؤن والصدقات عشرون ألف ألف درهم انتهى وقال ابن الأثير كان عادلا كثير الصدقة والمعروف كبير النفس عظيم الهمة وذكر في حوادث سنة 412 ان جماعة من أعيان خراسان قصدوا السلطان محمود بن سبكتكين وقالوا له الحج قد انقطع، وقد كان بدر بن حسنويه وفي أصحابك أعظم منه يسير الحاج بتدبيره وماله عشرين سنة وقال نقلا عن تجارب الأمم في سنة 369 لما توفي حسنويه بن الحسين الكردي اصطنع عضد الدولة من أولاده أبا النجم بدر بن حسنويه وقواه بالرجال فضبط تلك النواحي وكف عادية من بها من الأكراد واستقام أمره وكان عاقلا وخلع عليه وولاه رعاية الأكراد وقال في حوادث سنة 370 انه لما خلع عضد الدولة على بدر وأخويه عاصم وعبد الملك وفضل بدرا عليهما وولاه رعاية الأكراد حسده أخواه فشقا العصا فأرسل عضد الدولة عسكرا وأسر عاصما ثم لم يعرف له خبر وقتل أولاد حسنويه الا بدرا فإنه أقره على عمله وكان عاقلا لبيبا حازما كريما حليما وفي سنة 373 عصا محمد بن غانم البرزيكاني على فخر الدولة فأرسل فخر الدولة إلى أبي النجم بدر بن حسنويه ينكر ذلك عليه ويأمره باصلاح الحال معه ففعل وراسله فاصطلحوا أول سنة 374 وفي 377 جهز شرف الدولة بن بويه عسكرا كثيفا مع قراتكين الجهشياري وأمرهم بالمسير إلى بدر بن حسنويه وقتاله وكان شرف الدولة حنقا على بدر لانحرافه عنه وميله إلى عمه فخر الدولة وكان قراتكين متحكما مدلا على شرف الدولة فأخرجه لحرب بدر فان ظفر به شفى قلبه من بدر وإن قتله بدر استراح منه وتجهز بدر والتقوا على الوادي بقرميسين فانهزم بدر وظن قراتكين انه مضى على وجهه فنزلوا عن خيولهم وتفرقوا في خيامهم فهجم عليهم بدر وهم غارون وقتل منهم مقتلة عظيمة وأخذ جميع ما في عسكرهم ونجا قراتكين واستولى بدر بعد ذلك على أعمال الجبل وما والاها وقويت شوكته وفي سنة 379 لما عزم فخر الدولة على قصد العراق أتاه بدر بن حسنويه فاستقر الأمر على أن يسير الصاحب بن عباد وبدر على الجادة ويسير فخر الدولة على خوزستان وفي سنة 388 لما سار بهاء الدولة لحرب أبي علي بن أستاذ هرمز وضاقت عليه الأقوات استمد بدر بن حسنويه فأمده، وفيها عظم أمر بدر بن حسنويه وعلا شانه ولقب من ديوان الخليفة بناصر الدين والدولة وكان كثير الصدقات بالحرمين ويكثر الخرج على الغرب بطريق مكة ليكفوا عن أذى