تشاغلتم بالهجر والوصل ممكن * وليس إلينا للحوادث مرتقى كانا أخذنا من صروف زماننا * أمانا ومن جور الحوادث موثقا وقال أيضا:
قمر إذا عاينته شغفا به * غرس الحياء بوجنتيه شقيقا وتلهبت خجلا فلو لا ماؤها * مترقرقا فيه لصار حريقا وأزور عني مطرقا فأضلني * أن اهتدي نحو السلو طريقا فليلحني من شاء فيه فصبوتي * بهواه سكر لست منه مفيقا وكتب إليه ابنه أبو الفوارس مرهف إلى حصن كيفا كتابا على يد مستمنح فلم يمكن الوقت من بلوع الغرض من البر فكتب اسامة جوابه:
أبا الفوارس ما لاقيت من زمني * أشد من قبضة كفي عن الجود رأى سماحي بمنزور تجانف لي * عنه وجودي به فاجتاح موجودي فصرت ان هزني جان تعود ان * يجني نداي رآني يابس العود وقال أيضا:
سقوف الدور في خربرت سود * كستها النار أثواب الحداد فلا تعجب إذا ارتفعت علينا * فللحظ اعتناء بالسواد بياض العين يكسوها جمالا * وليس النور الا في السواد ونور الشيب مكروه وتهوى * سواد الشعر أصناف العباد وطرس الخط ليس يفيد علما * وكل العلم في وشي المداد قال العماد وسألني ان انتجز له مطلوبا عند الملك الناصر صلاح الدين فكتب إلي يستحثني:
عماد الدين مولانا جواد * مواهبه كمنهل السحاب يحكم في مكارمه الأماني * ولو كلفته رد الشباب وعذرك في قضا شغلي قضاء * يصرفه فما عذر الجواب وله:
صديق لنا كالبحر قد أهلك الورى * ولم تنهم اخطاره عن ركوبه موداته تحكيه صفوا وخيرها * كمشربه من حوبه وذنوبه وله:
كنت بين الرجاء والياس منه * اقطع الدهر بين سلم وحرب التقي عتبه بأكرم إعتاب * ويلقى ذلي بتية وعجب فبدا للملوك أني لو رمت * سلوا لما سلا عنه قلبي فتجنى لي الذنوب ولا * والله ما لي ذنب سوى فرط حبي وله:
انظر بعينك هل ترى * أحدا يدوم على المودة لترى أخلاء الصفاء * عدى إذا تأتيك شده وله:
تنكرني الاخوان حتى ثقاتهم * وحذرني منهم نذير التجارب كأني إذا أودعت سري عندهم * رفعت بنار فوق أعلى المراقب قال العماد قال وكتبها إلى دمشق بعد خروجه إلى مصر في أيام بني الصوفي يشير إليهم:
ولوا فلما رجونا عدلهم ظلموا * فليتهم حكموا فينا بما علموا ما مر يوما بفكري ما يريبهم * ولا سعت بي إلى ما ساءهم قدم ولا أضعت لهم عهدا ولا اطلعت * على ودائعهم في صدري التهم محاسني منذ ملوني بأعينهم * قذى وذكري في آذانهم صمم وبعد لو قيل لي ما ذا تحب وما * تختار من زينة الدنيا لقلت هم هم مجال الكرى من مقلتي ومن * قلبي محل المنى جاروا أو اجترموا تبدلوا بي ولا أبغي بهم بدلا * حسبي بهم أنصفوا في الحكم أم ظلموا يا راكبا تقطع البيداء همته * والعيس تعجز عما تدرك الهمم بلغ أميري معين الدين مالكة * من نازح الدار لكن وده أمم هل في القضية يا من فضل دولته * وعدل سيرته بين الورى علم تضييع واجب حقي بعد ما شهدت * به النصيحة والاخلاص والخدم إذا نهضت إلى مجد تؤثله * تقاعدوا وإذا شيدته هدموا وان عرتك من الأيام نائبة * فكلهم للذي يبكيك يبتسم وكل من ملت عنه قربوه ومن * والاك فهو الذي يقصى ويهتضم أين الحمية والنفس الأبية إذ * ساموك خطة خسف عارها يصم هلا أنفت حياء أو محافظة * من فعل ما أنكرته العرب والعجم أسلمتنا وسيوف الهند مغمدة * ولم يرو سنان السمهري دم وكنت أحسب من والاك في حرم * لا يعتريه به شيب ولا هرم وان جارك جار للمسؤول لا * يخشى الأعادي ولا تغتاله النقم هبنا جنينا ذنوبا لا يكفرها * عذر فما ذا جنى الأطفال والحرم لكن رأيك أدناهم وأبعدني * فليت انا بقدر الحب نقتسم وما سخطت بعادي إذ رضيت به * وما لجرح إذا أرضاكم ألم تعلقت بحبال الشمس منك يدي * ثم انثنت وهي صفر ملؤها ندم لكن فراقك آساني وآسفني * ففي الجوانح نار منه تضطرم فاسلم فما عشت لي فالدهر طوع يدي * وكلما نالني من بؤسه نعم وله:
ألق الخطوب إذا طرقن * بقلب محتسب صبور فسينقضي زمن الهموم * كما انقضى زمن السرور فمن المحال دوام حال * في مدى العمر القصير وقوله كما في الطليعة:
شكا ألم الفراق الناس قبلي * وروع بالنوى حي وميت واما مثل ما ضمت ضلوعي * فاني ما سمعت ولا رأيت 781:
أسباط بن سالم الكوفي بياع الزطي أبو علي مولى بني عدي من كندة.
الزطي في تعليقة البهبهاني على منهج المقال: الذي سمعناه مذاكرة أن الزطي نوع من الثياب ولم نجد في القاموس ما يناسب ذلك ويحتمل كونه بياعا للزط أو لمتاع لهم ويؤيده ما في النهاية أن الزط جنس من السودان والهنود انتهى وفي القاموس: الزط بالضم جيل من الهند معرب جت بالفتح والقياس يقتضي فتح معربه أيضا انتهى أقول: العرب كثيرا ما يغيرون المعرب. وفي تاج العروس: اختلف في الزط فقيل هم السبابجة قوم من السند بالبصرة وقال القاضي عياض: هم جنس من السودان طوال وزاد في التوشيح مع نحافة ونقل الأزهري عن الليث أنهم جيل من الهند إليهم تنسب الثياب الزطية انتهى وبذلك علم أن الزطي نوع من الثياب منسوب إليهم. وفي إيضاح الاشتباه للعلامة: أسباط بن سالم بياع الزطي بضم الزاي وكسر الطاء المهملة المخففة وتشديد الياء وسمعت السيد جمال الدين أحمد بن طاوس رحمه الله أنه بضم الزاي وفتح الطاء المهملة