من لا علم له بالناس ولا وقف على اخبارهم ولا عرف منازلهم وتاريخ اخبار أهل العلم ولا لقي أحدا فيعرف منه ولا حجة علينا لمن لا يعلم ولا عرف وقد جمعت من ذاك ما استطعته ولم أبلغ غايته لعدم أكثر الكتب وانما ذكرت ذلك عذرا إلى من وقع اليه كتاب لم أذكره إلى آخر كلامه، فانظر إلى ما بلغت اليه همة هؤلاء العلماء الأعلام وغيرتهم على الدين والمذهب أن تكون كلمة صدرت من مخالفيهم داعية لهم إلى تأليف كتاب يدحض ذلك القول، كما اتفق للشيخ الطوسي لما سمع قول من يقول: ان من ينفي القياس والاجتهاد كالإمامية لا طريق له إلى كثرة المسائل ولا التفريع على الأصول. فألف كتاب المبسوط وذكر فيه جميع الفروع التي ذكرها علماء الاسلام وزاد عليها وبين ان لكل منها مأخذا على طريقة الامامية واستمدت العلماء من فروعه التي ذكرها إلى اليوم، إلى غير ذلك، ثم ابتدأ النجاشي بذكر المؤلفين من الشيعة من الطبقة الأولى من عهد النبي ص وما قرب منه وهي أسماء قليلة، ثم ذكر الباقين على ترتيب حروف المعجم الا انه لم يراع في الترتيب الحرف الثاني ولا أسماء الآباء كما لم يراع ذلك الشيخ الطوسي في فهرسته ولا العلامة في خلاصته وأول من راعى ذلك من أصحابنا الحسن بن داود في رجاله ولما طبع فهرست الشيخ الطوسي في أوروبا رتبوه كترتيب رجال ابن داود أما رجال النجاشي ففي مستدركات الوسائل انه رتبه المولى عناية الله القهباني في النجف الأشرف وزاد عليه فوائد حسنة، فأن النجاشي كثيرا ما يتعرض لمدح رجل أو قدحه في ترجمة آخر بمناسبة، وقد أشار المرتب في آخر كل ترجمة إلى المواضع التي فيها ذكر لهذا الراوي وله عليه حواش ورتبه أيضا الشيخ داود بن الحسن الجزائري المعاصر لصاحب الحدائق اه ولكن هذين الكتابين اللذين رتب فيهما كتاب النجاشي على الوجه الأكمل بقيا في طي الكتمان لم ينتشر واحد منهما ولم يطبع ولم ينتفع بهما الجم الغفير، وطبع كتاب النجاشي على ترتيبه الأصلي، وعلى كتاب الكشي ورجال النجاشي وفهرست الطوسي وكتاب رجاله معول الشيعة الإمامية في معرفة أحوال الرجال غالبا. ومنها استمد كل من كتب منهم في الرجال.
78: الشيخ احمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ احمد الحر العاملي الجبعي ولد في جمادي الأولى يوم الجمعة سنة 1275 وتوفي 3 رمضان سنة 1334 في جبع أيام الحرب العامة.
كان من أهل العلم والفضل والأخلاق الحسنة، وآل الحر معروفون بحسن الاخلاق وكرم الطباع وسخاء النفس قرأ في جبع في مدرسة الفقيه الشيخ عبد الله نعمة النحو والصرف وعلم البلاغة والفقه، وقرأ على الشيخ محمد حسين من ذرية الشيخ محمد بن محمود العاملي المشغري المعروف بالشيخ محمد الحسين المحمد، وكان لوالده راتب من الحكومة نحو ثلاث ليرات عثمانية أو أكثر فذهب بعد وفاة والده إلى إسلامبول وتوسل لجعلها له فحولت اليه، وفي سنة 1324 وجدت عنده مجلة المنار لأنه كان مشتركا فيها، وكان السلطان عبد الحميد أصدر امره بمنع دخولها للبلاد العثمانية، فألقي القبض عليه بسبب وجودها عنده وفتشت كتبه، وسجن في بيروت بضعة أشهر، ثم اطلق سراحه في أواخر شهر رمضان من هذه السنة.
79: أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن حراز مات سنة 452 في لسان الميزان: قال ابن النجار كتبت عنه وكان شيخا صالحا لكنه من شيوخ الشيعة. قلت: يكنى أبا منصور روى عن أبي القاسم بن برهان وأبي الخطاب أحمد بن علي الصوفي روى عنه أبو بكر بن كامل اه.
80: الشيخ أحمد بن نعمة الله علي بن جمال الدين أبي العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن خاتون العاملي العيناثي وما يوجد في بعض الكتب من أنه ابن نعمة الله بن علي سهو من النساخ فان نعمة الله هو ابن احمد واسمه علي اشتهر بلقبه نعمة الله وفي اجازته للملا عبد الله الششتري اما بعد فيقول أفقر عباد مولاه إلى كرم الله العلي نعمة الله علي بن أحمد بن محمد بن خاتون العاملي وذكره في أمل الآمل بعنوان أحمد بن نعمة الله بن خاتون وقال يروي عن الشهيد الثاني كان عالما فاضلا صالحا له كتاب مقتل الحسين ع وفي روضات الجنات بعد ما ذكر ترجمة أحمد بن شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن محمد بن خاتون المتقدم قال: وهذا غير الشيخ الفاضل النبيل جمال الدين أحمد بن الشيخ الكامل المعمر العالم الجليل نعمة الله بن علي بن أحمد بن محمد بن خاتون صاحب الحواشي والقيود والمؤلفات التي منها كتاب مقتل الحسين ع الذي هو من أجلاء علمائنا نعم هو جده لأبيه يقينا اي ان المتقدم جد أحمد بن نعمة الله لأبيه والأمر كما قال وان هذا اي ابن نعمة الله هو المذكور في الأمل بعنوان أحمد بن خاتون العاملي العيناثي وانه جرى بينه وبين صاحب المعالم أبحاث انتهت إلى الغيظ والمباعدة كما تقدم والاتحاد بين صاحب التراجم والذي جرت المباحثة بينه وبين صاحب المعالم كما ذكره في الروضات قريب وان كان ظاهر الأمل انهما اثنان وذلك لاتحاد الطبقة فان ابن نعمة الله يروي عن الشهيد الثاني والآخر معاصر لولده صاحب المعالم فهما في طبقة واحدة قال في الروضات وكان اي المترجم من عمدة مشايخ المولى عبد الله التستري والمجيزين له بقرية عيناثا عند مروره بها عائدا من سفر الحج كما اجازه والده نعمة الله بن خاتون هناك أيضا قال نعمة الله في اجازته بحق روايته عن شيخيه امامي الأمة واكملي الأئمة وسراجي الملة الإمام ذو المآثر والمفاخر والفضائل والفواضل والمعالي أبو الحسن علي بن عبد العالي والفقيه النبيه البدل الصالح والدي جمال الدين أبو العباس أحمد بن خاتون قدس الله روحيهما وهما يرويان عن الجد الأسعد الأكمل الأفضل المحقق المدقق شمس الدين محمد بن خاتون روض الله مرقده وينفرد كل منهما رضي الله عنهما بطرق أخر مدونة بخطوطهما وهي كثيرة منتشرة بعضها مما رزقناه بحمد الله أعلى وبعضها مساويا وقد ضبط الولد يعني والده احمد في اجازته لملا عبد الله التستري المذكور البر الصالح الكامل ذو الاخلاق السنية والأعراق القدسية رفع الله في العالمين قدره ونشر في العالمين ذكره قبل هذه الكتابة نبذة هي غرة جبهة الرواية وذرة طريق الدراية والهداية فلذا اعرضنا عن ذكرها لأنه كالتكرار، وقال الولد في اجازته وأجزت له ان يروي عني ما يجوز عني روايته بحق روايتي لها عن جمع من الأخيار اجلهم الشيخ الأجل الفرد العلم الوالد الشيخ نعمة الله خرق الله العادة بطول عمره عن والده الشيخ الامام الرحلة القدوة عمدة المخلصين وزبدة المحصلين الشيخ شهاب الدين احمد عن والده الامام البحر القمقام علامة أبناء عصره في البيان والمعاني شمس الدين محمد قدس الله روحيهما عن الشيخ الأجل جمال الدين أحمد بن الحاج علي العيناثي وكتب ذلك بيده الفانية أحمد بن نعمة الله بن أحمد بن خاتون وتاريخ الإجازتين في أواسط