605: السيد أحمد بن يوسف بن أحمد العريضي العلوي الحسيني.
مذكور في طريق العلامة إلى الشيخ وقد حكم بصحته في آخر الخلاصة يروي عنه: والد المحقق ويروي هو عن برهان الدين محمد بن محمد علي الهمذاني القزويني نزيل الري عن السيد فضل الله الراوندي وفي أمل الآمل كان فاضلا فقيها صالحا عابدا روى عنه والد العلامة يوسف بن المطهر الحلي انتهى. 606:
الوزير أبو نصر أحمد بن يوسف السليكي المنازي الكاتب.
توفي سنة 437 كما في معجم البلدان وشذرات الذهب.
السليكي نسبة إلى سليك كزبير اسم رجل والمسمون به كثيرون ولا اعلم إلى أيهم ينسب والمنازي في معجم البلدان نسبة إلى منازجرد بعد الألف زاي ثم جيم مكسورة وراء ساكنة ودال وأهله يقولون منازكرد بالكاف بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم في أرمينية هكذا ينسب إلى شطر اسم بلده وفي تاريخ ابن خلكان وشذرات الذهب: المنازي نسبة إلى مناز جرد مدينة عند خرت برت هي غير مناكرد القلعة التي من اعمال خلاط انتهى أقوال العلماء فيه قال ابن خلكان: كان من أعيان الفضلاء وأماثل الشعراء وزر لأبي نصر بن مروان الكردي صاحب ميافارقين وديار بكر وكان فاضلا شاعرا كافيا وترسل إلى القسطنطينية مرارا وجمع كتبا كثيرة ثم وقفها على جامع ميافارقين وجامع آمد وهي إلى الآن موجودة بخزائن الجامعين ومعروفة بكتب المنازي وكان قد اجتمع بأبي العلاء المعري بمعرة النعمان فشكا أبو العلاء اليه حاله وأنه منقطع عن الناس وهم يؤذونه فقال ما لهم ولك وقد تركت لهم الدنيا والآخرة فقال أبو العلاء والآخرة أيضا وجعل يكررها ويتألم لذلك واطرق فلم يكلمه إلى أن قام انتهى وفي شذرات الذهب مثله الا أنه قال ما لهم وما لي وقد تركت لهم دنياهم أفلا يكتفون بهذا مني فقال والآخرة أيضا فقال أبو العلاء والآخرة أيضا الخ ويوشك ان يكون هذا هو الصواب وما في تاريخ ابن خلكان قد نقص من النساخ فان الظاهر أن صاحب الشذرات نقل عن ابن خلكان لتقدم ابن خلكان عليه.
تشيعه عد ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت ع من أصحاب الأئمة وغيرهم أحمد بن يوسف الكاتب ولكنه محتمل لإرادة هذا ولابن الداية ولابن القاسم بن صبيح المتقدمين فكل منهم يقال له أحمد بن يوسف الكاتب ولا دليل على أن المذكور في المعالم أيهم ولكن صاحب الطليعة ذكر المنازي المترجم فيها وقال: ان من شعره في المذهب قوله من قصيدة:
علقت نفسي وقد عقلت * من علي المرتضى سببا خير من صلى وصام ومن * مسح الأركان والحجبا ووصي المصطفى واخا * دون ذي القربى وان قربا وأمير المؤمنين به * نؤثر الاخبار والكتبا زانه الرحمن في رتب * لم نجد أمثالها رتبا قال وذكر له في المناقب غير ذلك انتهى ولعل هذه أيضا منقولة من المناقب ولم يتسع لنا الوقت الآن لتتبع كتاب المناقب لنعلم هل صرح فيها بأنه المنازي أو اطلق فيها أحمد بن يوسف الكاتب فحمله صاحب الطليعة على المنازي والثاني هو الغالب على الظن فليراجع وليحرر ومع احتمال المطلق لثلاثة اشخاص هو أحدهم وعدم نص أحد من المترجمين الذين رأينا كلامهم على تشيعه لا يبقى لنا دليل عليه وان كان محتملا نثره له من رسالة كما في جواهر الأدب: لولا حسن الظن بك أعزك الله لكان في إغضائك عني ما يقبضني عن الطلبة إليك ولكن امسك برمق من الرجاء علمي برأيك في رعاية الحق وبسط يدك الذي لو قبضتها عنه لم يكن الا كرمك مذكرا وسؤددك شافعا.
أشعاره قال ابن خلكان: له ديوان شعر عزيز الوجود وكان قد اجتاز في بعض أسفاره بوادي بزاغا وهي قرية كبيرة ما بين حلب ومنبج في وسط الطريق فأعجبه حسنه وما هو عليه فعمل فيه هذه الأبيات:
وقانا لفحة الرمضاء واد * وقاه مضاعف النبت العميم نزلنا دوحه فحنا علينا * حنو المرضعات على الفطيم وأرشفنا على ظمأ زلالا * ألذ من المدامة للنديم يصد الشمس انى واجهتنا * فيحجبها ويأذن للنسيم تروع حصاه حالية العذارى * فتلمس جانب العقد النظيم وعن ابن العديم في تاريخ حلب بلغني ان المنازي عمل هذه الأبيات ليعرضها على أبي العلاء فلما انشده إياها جعل كلما انشد المصراع الأول من كل بيت سبقه أبو العلاء إلى المصراع الثاني كما نظمه المنازي ولما انشد قوله نزلنا دوحه المصراع قال: حنو الوالدات على الفطيم، فقال المنازي: انما قلت على اليتيم. فقال أبو العلاء: الفطيم أحسن انتهى ولعله لذلك اختلفت النسخ في بعض الشطور الثانية فالأول منها روي: سقاه مضاعف الغيث العميم وروي: وقاه مضاعف الظل العميم وروي: وقاه مضاعف النبت العميم والثاني روي: حنو المرضعات على الفطيم و: حنو الوالدات على اليتيم و: حنو الوالدات على الفطيم وفي غير واحد من كتب التاريخ والأدب ان المنازي عرض على أبي العلاء هذه الأبيات في جماعة من الشعراء دخلوا عليه ليعرضوا عليه أشعارهم فقال للمنازي أنت أشعر من في الشام. ثم رحل أبو العلاء إلى بغداد فدخل عليه المنازي بعد خمس عشرة سنة في جماعة من أهل الأدب ببغداد وأبو العلاء لا يعرف منهم أحدا فأنشد كل واحد ما حضره من شعره حتى جاءت نوبة المنازي فأنشد:
لقد عرض الحمام لنا بسجعة * إذا أصغى له ركب تلاحى لقد عرض الحمام لنا بسلع * إذا ما هبت الأرواح صاحا شجا قلب الخلي فقيل غنى * وبرح بالشجي فقيل ناحا وكم للشوق في احشاء صب * إذا اندملت أجد بها جراحا ضعيف الصبر عنك وان تقاوى * وسكران الفؤاد وان تصاحى كذاك بنو الهوى سكرى صحاة * واحداق المهى مرضى صحاحا فقال له أبو العلاء: ومن بالعراق عطفا على قوله السابق: أنت أشعر من بالشام. قال ابن خلكان: وذكره أبو المعالي الحظيري في كتاب زينة الدهر وأورد شيئا من شعره فمما أورده قوله:
ولي غلام طال في دقة * كخط أقليدس لا عرض له