إبراهيم يعرف بابن الداية ثم حكى عمن قال: أبو جعفر أحمد بن أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم يعرف بابن الداية من فضلاء أهل مصر ومعروفيهم وممن له علوم كثيرة في الأدب والطب والنجامة والحساب وغير ذلك انتهى قال وذكره ابن زولاق الحسن بن إبراهيم فقال كان أبو جعفر رحمه الله في غاية الافتتان أحد وجوه الكتاب الفصحاء والحساب والمنجمين مجسطي اوقليدسي حسن المجالسة حسن الشعر قد خرج من شعره اجزاء دخل يوما على أبي الحسن علي بن المظفر الكرخي عامل خراج مصر مسلما عليه فقال له كيف حالك يا أبا جعفر فقال على البديهة:
يكفيك من سوء حالي ان سالت به * اني على طبري في الكوانين وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء عند ذكر شعراء أهل البيت ع المقتصدين: أحمد بن يوسف الكاتب وهو محتمل لان يراد به المترجم. وأحمد بن يوسف بن صبيح أخا القاسم بن يوسف. وأحمد بن يوسف المنازي الكاتب الآتيين والأخير بعيد. وفي فهرست ابن النديم:
بلغاء الناس عشرة: عبد الله بن المقفع. عمارة بن حمزة. حجر بن محمد. محمد بن حجر. انس بن أبي شيخ وعليه اعتمد أحمد بن يوسف الكاتب. سالم. مسعدة. الهرير. عبد الجبار. ابن عدي. أحمد بن يوسف انتهى. والظاهر أن المراد به المترجم لما ستعرف عند ذكر مؤلفاته.
تشيعه قال السيد علي بن طاوس في كتابه فرج الهموم عند ذكر علماء النجوم من الشيعة: ومنهم الشيخ الفاضل أحمد بن يوسف بن إبراهيم المصري كاتب آل طولون انتهى.
وأورد له ابن شهرآشوب في المناقب قوله في أمير المؤمنين علي ع بناء على أن المراد به المترجم ولا شك ان المراد به وبما في المعالم واحد:
خير من صلى وصام ومن * مسح الأركان والحجبا ووصي المصطفى واخ * دون ذي القربى وان قربا وأمير المؤمنين به * ناثر الاخبار والكتبا مؤلفاته في معجم الأدباء: ولأحمد بن يوسف من التصانيف 1 سيرة أحمد بن طولون 2 سيرة ابنه أبي الجيش خمارويه 3 سيرة هارون بن أبي الجيش واخبار غلمان بني طولون 4 المكافاة 5 حسن العقبى 6 اخبار الأطباء 7 مختصر المنطق ألفه للوزير علي بن عيسى 8 ترجمته 9 الثمرة 10 اخبار المنجمين 11 اخبار إبراهيم بن المهدي 12 كتاب الطبيخ.
وفي فهرست ابن النديم: الكتب المجمع على جودتها. وعد منها رسالة الحسن لأحمد بن يوسف الكاتب والظاهر أن المراد بها كتاب حسن العقبى المذكور وهو مما يدل على أن المراد بأحمد بن يوسف الكاتب في كلامه هو المترجم لان أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح لم يذكروا ان له مؤلفا وكذا المنازي. 604:
أبو جعفر أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح الكاتب العجلي مولاهم الكوفي توفي في شهر رمضان سنة 213 ذكره أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق وفي معجم الأدباء قال غير أبي بكر مات سنة 214.
سبب موته قال أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق سمعت عون بن محمد الكندي يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن يوسف يقول: مات أبي بضيق اعتراه أياما وذاك ان المعتصم وسعيد بن سالم الباهلي كانا يكيدانه عند المأمون ويقعان فيه فدخل يوما إلى المأمون وهو يتبخر فاخرج المجمر من تحته وقال:
اجعلوه تحت أحمد ليكرمه بذلك فتبخر به فرفعا إلى المأمون أنه قال لما اتي بالمجمر هات هذا المردود وانه قال في البيت لغلامه: ما هذا البخل على البخور ولو كان امر لي ببخور مسانف كان أولى فحقدها عليه فقال: أ يقال لي هذا وانا أصل في يوم واحد رجلا واحدا بستة ألف ألف دينار وانما أردت اكرامه، فدخل يوما احمد على المأمون وهو يتبخر فقال: اجعلوا تحته قطع عنبر وضموا عليه شيئا يمنع البخار ان يخرج ففعلوا ذلك فصبر عليه حتى غلبه الامر فصاح الموت والله فكشفوا عنه وغشي عليه. ثم انصرف فمكث في بيته شهرا عليلا من ضيق نفس حتى مات انتهى وفي الفخري وقيل: بل مات كمدا لبادرة بدرت منه فاطرحه المأمون لأجلها انتهى.
نسبته العجلي نسبة إلى بني عجل قبيلة والكوفي نسبة إلى قرية من قرى الكوفة تعرف بدبا كما في كتاب الأوراق قال: يقال إن أبا صبيح منها مولى اسلام والصحيح ما يجئ بعد ثم حكى عن الحسين بن علي الكاتب ان صبيحا كان عبدا لبعض بني عجل فلما اعتقه تكنى بأبي القاسم. قال:
وقال غيره كان الذي اعتقه بحر بن العلاء العجلي ثم روى بسنده عن جماعة من الكتاب ان السري بن بشر اشترى صبيحا فاعتقه وكان صبيح قبطيا قال وهذا هو الصحيح انتهى وقال ياقوت في معجم الأدباء: كان اخوه القاسم بن يوسف يدعي انه من بني عجل ولم يدع أحمد ذلك. وقال المرزباني كان مولى لبني عجل ومنازلهم بسواد الكوفة انتهى.
طائفته هو وآباؤه واخوه وولدهما طائفة كبيرة فيهم الكتاب والوزراء والشعراء والأدباء روى أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق بسنده عن ابن كناسة الأسدي أنه قال: خرجت الكوفة وسوادها جماعة من الكتاب فما رأيت فيهم بيتا اجل ولا أبرع أدبا من بيت أبي صبيح انتهى ويأتي قول ياقوت: كان احمد واخوه القاسم شاعرين أديبين وأولادهما جميعا أهل أدب يطلبون الشعر والبلاغة انتهى فكان احمد صاحب الترجمة كاتبا شاعرا كتب للمأمون ووزر له كما ستعرف وكان جده القاسم بن صبيح كاتبا شاعرا خلف مولاه عتبة بن بحر بن العلاء على ديوان الغرب ثم كتب لعبد الله بن علي عم المنصور ذكر له الصولي في كتاب الأوراق ترجمة مفصلة وذكر شيئا من شعره وذكر انه كان من عمال بني أمية والمقدمين عندهم وان من يفد على هشام بن عبد الملك كان يمدح القاسم بن صبيح لأنه كان جليلا نبيلا يلي اعمالا كثيرة لهشام فممن مدحه يزيد بن ضبة الثقفي وأبو النجم العجلي وذكر من مدائح أبي النجم فيه. وكان أبوه يوسف بن