الحكميات والالاهيات فكان فيهما أفلاطون عصره وأرسطو دهره وبقي مدة في شاه جهان آباد في خدمة علماء العصر و تتلمذ في بنارس على الفيلسوف الشيخ محمد علي الحزين حتى وصل في العلوم إلى الدرجة العليا والمرتبة الرفيعة وكان حسن التقرير حسن الأخلاق وكان عريقا في التشيع وولاء الأئمة الأطهار حاد الذهن سريع الانتقال وكان محترما عند العلماء الإفرنج وكان يعرف اللسان العربي والفارسي والانكليزي والرومي الذي هو اللسان العلمي لفرق الفرنج بحيث ان كل من يريد تاليف كتاب من الفرنج يؤلفه بذلك اللسان ويقال له اللاتيني وهو عند الإفرنج كالعربي عند العجم وكان يتكلم ويقرأ ويكتب جيدا باللسان اليوناني وبهذا السبب ترجم كثيرا من كتب الإفرنج إلى العربية. وكان الأطباء ينهونه عن كثرة المطالعة والخوض في المسائل فلا يفيد فيه ذلك وتزوج امرأة فاتاه منها ولد سماه تجمل حسين خان ثم ماتت فلم يتزوج سواها إلى أن مات وما رأيت منه شيئا منافيا للشرع غير السماع وان كنت لم اقرأ عليه كتابا بالخصوص الا انه بمنزله الأستاذ المشفق وفي كل جلسة كنت استفيد منه مقدارا من المطالب العلمية والمسائل الغامضة العقلية والنقلية مما لا انهض بأداء شكره. وحيث انه صار نائبا عن آصف الدولة تجمل كثيرا في لباسه ورياشه ولكن لم يسلك مسلك أعاظم الحكام في اختيالهم ولم يفتخر بعلم ولا بفضل بل كان بطبيعة أقل الطلبة وقبل ذلك بعدة سنين طلبه آصف الدولة إلى لكهنؤ و كلفه بالنيابة عنه وأصر عليه فقبلها كارها وكان يتبرم بها مرارا ويقول ما انا والنيابة شخص قضى عمره بصحبة العلماء والفضلاء وكتب العلم ما له ولصحبة العوام لكنه مع ذلك لا يحجب أحدا عنه ويقضي حوائج الناس ويصبر عليها إلى أن توفي آصف الدولة وقام مقامه اخوه النواب سعادة علي خان فاستعفى من النيابة و ألح عليه النواب المذكور فلم يقبل ورجع إلى كلكته وانزوى في بيته مشتغلا بمطالعة الكتب والإفادة إلى أول سنة 1214 فابتلى بالفالج والجنون واجتهد أطباء جميع الفرق في شفائه فلم ينفع واتفقت كلمتهم على أن ذلك من كثرة المطالعة واجهاد النفس بالتدقيق في المسائل الحكمية ولما لم تفد فيه المعالجة حمل إلى لكهنؤ بقصد تغيير الماء والهواء فوافاه الأجل بين نبارس ولكهنؤ وذلك في 18 شوال سنة 1215 وصاحب مفتاح التواريخ قال إنه توفي ما بين كلكته ومرشد آباد في 15 شوال سنة 1215 وله أخ اسمه سلام الله خان من العلماء تعلم منه وتربى على يديه انتهى.
أعماله في أوقاته في تحفة العالم كان ينام مقدارا من الزمان صباحا فإذا أفاق من نومه يجتمع تلاميذه في الرياضي فيقرءون عليه إلى قريب الظهر ثم يشتغل بمن يزوره من الإنكليز وغيرهم والذين لهم أشغال تتعلق به ويرد الزيارة لمن يزوره إلى العصر فيجئ تلاميذه الذين يقرؤن عليه في فقه الامامية فيلقى عليهم الدرس ثم يصلي الظهرين ويتناول شيئا من الطعام وبعد رفع السفرة يجئ تلاميذه الذين يقرأون عليه الفقه الحنفي فيبقون إلى المغرب فيصلي العشائين ثم يأوي إلى زاوية في بيته ليس فيها غير الكتب فيطالع فيها إلى طلوع الفجر فيصلي الصبح ويذهب إلى محل منامه فيأتي اثنان أو ثلاثة من خدمه جيدي الأصوات ومعهم بعض آلات اللهو فيشتغلون بالضرب عليها والغناء إلى أن ينام فيبقى نائما مدة ثم ينتبه ولا يتناول طعاما في اليوم والليلة غير هذه المرة انتهى.
مؤلفاته له من المؤلفات 1 شرح على مخروطات أولينوس 2 و 3 رسالتان في الجبر والمقابلة إحداهما مشتملة على حل جبري والأخرى تتضمن حلا جبريا وهندسيا 4 شرح على مخروطات دينويال ومخروطات سمسن 5 حواش وتعليقات على كتب الحديث والفقه للفريقين وكتب الحكمة الاسلامية وسائر العلوم يعسر احصاؤها.
تفضل حسين خان الكنتوري المعروف بخان توفي سنة 1235 وصفه في الذريعة بالفاضل العلامة وقال أن له ترجمة مساكن ثاودوسيوس ذكره في كشف الحجب ومراده ترجمة تحرير المساكن تاليف نصير الدين الطوسي فإنه حرر معرب قسطا بن لوقا البعلبكي. ويحتمل اتحاده مع الأول وأن يكون أحد تاريخي وفاته محرفا عن الآخر.
التفليسي في البحار هو شريف بن سابق انتهى ويوصف به أبو محمد الحسن التفليسي أو الحسن بن النضر.
السيد التقي بن أبي طاهر بن الهادي الحسيني النقيب الرازي فاضل ورع قرأ على الأجل المرتضى ذي الفخر بن المطهر أعلى الله درجته قاله منتجب الدين.
تقي خان أمير نظام الصدر الأعظم بإيران قتل سنة 1268.
ذكره صاحب دائرة المعارف الاسلامية المترجمة من الإنكليزية إلى العربية فقال تقي خان ميرزا وقد اشتهر بلقبه أمير نظام كبير وزراء فارس أصله وضيع إذ كان أبوه طاهيا ثم رئيسا لخدم القائمقام كبير الوزراء محمود شاه. خدم تقي أمير الجيش ثم صحب خسرو ميرزا في سفارته إلى سنت بطرسبرج وارتقى سريعا فأضحى وزير الجيش في أذربيجان ثم ممثلا لفارس في هيئة تعيين الحدود في أرزن الروم ثم صاحب حرس ولي العهد ناصر الدين وقد أقامه ناصر الدين رئيسا للوزراء عندما ولي العرش عام 8 م ورغب تقي عن لقب صدر أعظم وتلقب بأمير نظام.
ونهض بعلاج الآفات التي كانت تنخر في عظام البلاد كبيع المكوس العامة ووفرة المعاشات التي كانت تجري على غير المستحقين وابتزاز الضباط أموال الدولة على حساب الجند ونجح في تدبير هذه الأموال على أساس سليم وأصهر إلى الشاه. واستعدى تقي خان كثيرا من الناس فتأمروا على قتله ولكن مؤامرتهم افتضحت في حينها واضطهد البابية واعتقل أكبر أنصارها وأمر عمال الدولة بالاستمرار في قتلهم وأعطى الجند أعطياتهم بانتظام فأخلصوا له واقلقت هذه الفعال ناصر الدين فطرده ونفي إلي كلشان عندما صرح الوزير الروسي بان القيصر سوف يحميه ثم قتل بقصره في فين بعد ذلك بشهر 1 م وكانت خسارة فارس بفقد هذا الرجل المقتدر الوافر النشاط فادحة انتهى. له ترجمة جهان نماي جديد أو جغرافي كرة زمين كان أصله لاتينيا فترجم أولا إلى التركية بأمر تقي خان المترجم ثم ترجم التركي بأمره إلى الفارسية.