أيام لي في الهوى العذري ماربة * وليس لي في هوى العذال من أرب سقى الغمام رباها دمع مبتسم * وكم سقاها التصابي دمع مكتئب ولو حمدت بها الأيام قلت سقى * ربوعها احمد المحود في النوب سأبعث الحمد موشيا سبابيه * إلى الأمير صحيحا غير مؤتشب ان المدائح لا تهدى لناقدها * الا وألفاظها أصفى من الذهب كم رضت بالفكر منها روضة أنفا * تفتح الزهر منها عن جنى الأدب إذا الرجا هز أرواح الكلام بها * اتتك أحسن من مهتزة القصب أ ما تراه أبا العباس معترضا * على السها ويدي تجنيه من قرب خطى المكارم فرد الحسن مغتربا * يلوذ منه بفرد الجود مقترب مقسم بين نفس حرة ويد * مقابل بين أم برة وأب مصباح خطب له في كل مظلمة * صبح من العر أو صبح من الحسب إذا بلونا عديا يوم عادية * كانت ضرائبها أحلى من الضرب قوم هم البيض أفعالا إذا اطردت * جداول البيض في غاب القنا الاشب راح الصيام فولى عنك منقبضا * ورحت عنه باجر عير منقضب فعاد فطرك في نعماء سابغة * وفي سعود تليها سائر الحقب أتاك والجو يجلى في ممسكة * والأرض تختال في أبرادها القشب إذا ألح حسام البرق مؤتلقا * في الروض جد خطيب الرعد في الخطب فللخمائل بسط غير زائلة * وللسحائب ظل غير مستلب تملها يا ابن نصر فهي سيف وغى * ماضي الظبا وشهاب ساطع اللهب تسري فتخفق احشاء العدو لها * كأنها راية خفاقة العذب تكاد تبرق لو أن الثناء له * كتيبة برقت من قبل في الكتب فلو هتفت بها في يوم ملحمة * قامت مقام القنا والبيض واليلب 560:
المولى أحمد بن نصر الله كما في المجالس أو نصير الدين علي كما في الأمل الدبيلي التتوي السندي المعروف بقاضي زاده.
قتل في لاهور سنة 997 كما في نامه دانشوران بسعاية جماعة ممن يخالفه في المذهب من المسلمين ودفن في حضرة مير حبيب الله وفي مسودة الكتاب قتل سنة 1000 وكسر ولا أعلم الآن من أين نقلته. وفي الذريعة كانت شهادته بعد سنة 1010 التي انتهى إليها كتاب تاريخه الألفي انتهى مع أن كتابه الألفي انتهى سنة 993 كما سيأتي.
الدبيلي نسبة إلى دبيل بلدة مشهورة من بلاد السند على ساحل البحر والتتوي نسبة إلى تته بلدة كبيرة من بلاد السند على بعد ثلاثة وستين ميلا عن كراتشي وفيها الكثير من الشيعة والسندي نسبة إلى السند.
كان أبوه قاضي السند حنفي المذهب وانتقل هو إلى مذهب الإمامية وكان له مقام عال عند جلال الدين محمد أكبر شاه الهندي وكتب بأمره كتابا في تاريخ ألف سنة من عصر النبي ص إلى عصر ذلك السلطان بالفارسية وبهذه المناسبة يسمى الألفي رأينا منه نسخة في المكتبة الرضوية مخطوطة في مجلدين كبيرين ويعلم تشيعه من ذلك الكتاب مما ذكره في حديث الغدير وغيره. وفي أمل الآمل مولانا أحمد بن نصير الدين علي التتوي السندي كان أبوه قاضيا بالسند حنفيا وكان هو شيعيا ذكره القاضي نور الله في مجالس المؤمنين واثنى عليه ثناء بليغا وذكر له مناظرة مع بعض العلماء المخالفين له في المذهب جيدة وذكر له مؤلفات وعدها وذكر أنه قتل شهيدا في لاهور انتهى. وفي مجالس المؤمنين: كان أبوه قاضي تته ورئيس السند حنفي المذهب وكان ابنه احمد شيعيا وسبب تشيعه على ما حكاه لي أنه لما كان في عنفوان شبابه جاء إلى تته رجل عربي فقير صالح من أهل العراق ونزل في جواره فجعل ملا احمد يجتمع معه ويتحدث اليه ويتفقد أحواله لأنه غريب وفي أثناء حديثه يسأله عن بلاد إيران وعربستان وعن مذاهب أهلها وعاداتهم فذكر له أن فيها جمعا كثيرا من الشيعة على مذهب أئمة أهل البيت ع وأنهم يعتقدون ان الخليفة بعد رسول الله ص أمير المؤمنين علي وأولاده الأحد عشر وإن فيهم العلماء والمجتهدين ولهم كتب معتبرة في الأصول والفروع ويثبتون معتقداتهم بالأدلة العقلية والنقلية من القرآن والحديث فوقع في خاطر ملا احمد من كلامه شئ فرأى في منامه أمير المؤمنين ع وبيده تفسير الكشاف ففتحه وأعطاه إياه وقال انظر تفسير هذه الآية إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون فانتبه من منامه وهو بغاية الاضطراب وجعل يسال عن الكشاف فاتفق أن شخصا من أبناء أكابر العراق يسمى ميرزا حسن كان متوجها إلى بلاد الهند عن طريق هرموزة وتته فلما وصل هرموزه رأى ليلة في منامه أمير المؤمنين ع فقال له ان ابن قاضي تته من محبينا ويريد مطالعة الكشاف فإذا وصلت إليه فاعطه نسخة الكشاف التي معك فلما أفاق كتب صورة الواقعة على ظهر كتاب الكشاف الذي معه وتوجه إلى تته فلما وصل إلى ظاهرها ارسل بعض غلمانه ومعه فرس ورقعة وقال ائت دار قاضي تته واجتمع بولده وأوصل اليه هذه الرقعة وقل له ان ميرزا حسن رجل من اتباع أبناء أكابر العراق يريد ملاقاتك فلما وصل اليه الرسول جاء مع جماعة من تلامذة أبيه مشاة إلى ميرزا حسن فلما وصلوا اخرج ميرزا حسن الكشاف ودفعه اليه وصورة الواقعة مكتوبة على ظهره فطالع تفسير الآية في الكشاف وسال ميرزا حسن عما يريد من العقائد وكان عمره اثنتين وعشرين سنة وكان قد حصل جملة من العلوم في تته فسافر إلى زيارة المشهد الرضوي على مشرفه السلام واجتمع بعلماء الامامية الذين في المشهد وتباحث معهم أمثال الأفضل القابني وغيره وقرأ عليهم في الحديث والفقه والرياضي وغيرها ثم ذهب إلى يزد وشيراز واجتمع بالحكيم الحاذق ملا كمال الدين الطبيب وبالملا ميرزا جان الشيرازي وغيرهم وقرأ عليهم كليات القانون وشرح التجريد وحواشيه ثم ذهب من هناك إلى المعسكر العالي في قزوين يعني معسكر الشاه طهماسب وبواسطة بعض أركان الدولة العلية وصل إلى الحضرة السلطانية وشملته العناية الشاهانية ثم ذهب من قزوين لزيارة المشاهد المشرفة في العراق وزيارة الحرمين الشريفين وبيت المقدس زادها الله تعالى علوا وشرفا واجتمع في ذلك السفر بكثير من علماء الشيعة والسنة واقتبس من علومهم ثم وصل إلى خدمة قطب شاه في ولاية كلكندة وبعد مدة عزم على ملازمة حضرة جلال الدين محمد بادشاه وانتظم في سلك المقربين عنده فأمره بتأليف تاريخ يشمل على حوادث ألف سنة فاشتغل بتأليفه وكلما كتب شيئا يقرأه نقيب خان السيفي القزويني للشاه يوما فيوما وكتب على ظهر بعض كتبه قال بعض الفقهاء يجوز النكاح بغير ولي وقال النبي ص لا نكاح إلا بولي وقال بعض الفقهاء يجوز الأكل مما تركت التسمية عليه وقال الله تعالى ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وهذا نظير ما حكاه الزمخشري في ربيع الأبرار عن يوسف بن أسباط أنه كان يقول:
قال رسول الله ص للفرس سهمان وللرجل سهم واحد وقال بعض الفقهاء لا أجعل سهم بهيمة أكثر من سهم المؤمن وأشعر رسول الله ص وقال