والثانية جلاير والثالثة قارجين والرابعة برلاس و كان تيمور ابن الوزير الذي هو من القبيلة الرابعة فنشأ شابا لبيبا هماما حازما جلدا أريبا وكان يصاحب نظراءه من أولاد الوزراء فقال لهم يوما إن جدتي رأت مناما وعبرته بأنه يظهر لها من الأولاد من يدوخ البلاد ويملك العباد وذلك الولد هو أنا فعاهدوني على أن تكونوا لي أنصارا فعاهدوه فشعر به السلطان فطلبه فهرب وخرج في تلك الفئة فيما بين 760 و 770 وقال لي شيخي محمد بن محمد البخاري أن تيمور قتل السلطان حسينا في شعبان سنة 771 ومن ذلك الوقت استقل بالملك وكانت وفاته في شعبان سنة 807 فمدة استيلائه مستقلا 36 سنة ثم ذكر انه لما خرج صار هو ورفقاؤه يتحرمون في بلاد ما وراء النهر فذهب في بعض الليالي وقد أضر بهم الجوع فدخل حائطا في سجستان فيه غنم فاحتمل منها واحدة فشعر به الراعي فرماه بسهم وحمله إلى سلطان هراة واسمه حسين فضربه وأمر بصلبه فشفع فيه غياث الدين ابن السلطان حسين فوهبه له فداوى جرحه حتى برئ فكان في خدمة غياث الدين من أعقل الخدم وأضبط الكفاة فارتقى عنده وعصى عليه نائب سجستان فوجه اليه تيمور مع طائفة من الجند فقبض على النائب وجبى الأموال وقيل إنه كان في خدمة ابن السلطان إلى أن توفي السلطان وقام ابنه غياث الدين مقامه ففارقه تيمور قاصدا ما وراء النهر ومعه أصحابه فأرسل وراءهم ففاتوه ووصلوا إلى جيحون وعبروه سباحة بخيولهم.
أخذه مدينة نخشب وساروا حتى أتوا مدينة نخشب فتركوا خيلهم خارجها ودخلوا من ممر الماء وأتوا دار الأمير فاخذوا ما وجدوه من سلاح وعدة وخيل وكان الأمير في البستان واسمه موسى فاجتمع عليهم أهل البلد وأرسلوا إلى الأمير فأمدهم بالرجال فحملوا على الناس فهزموهم واجتمع عليهم جماعة فصاروا في ثلاثمائة فأرسل إليهم السلطان عسكرا فكسروه واستولوا على حصن فجعلوه معقلا واستولوا على المدينة.
إطاعة والي بلخشان له قال وأرسل تيمور إلى ولاية بلخشان وكان الولاة بها أخوين تحت طاعة السلطان وكان أولادهما عنده رهائن فلما أرسلهما تيمور على طاعته أجاباه إلى ذلك.
إطاعة المغول له قال ثم إن المغول نهضت من جهة الشرق على السلطان حسين فاستعد لهم وقطع جيحون ووقع الحرب بينهم فانكسر السلطان وراسلهم تيمور فأطاعوه ووعدوه بمصاهرتهم واسم ملكهم قمر الدين خان.
الحرب بين تيمور والسلطان حسين وانكسار عسكر السلطان قال ثم إن السلطان حسينا جهز عسكرا عظيما على تيمور وتوجه اليه بنفسه حتى انتهى إلى مكان يسمى فاغلغار وهناك جبلان بينهما مضيق مسافة ساعة وفي وسط الدرب باب إذا أغلق لم يقدر عليه أحد فاخذ العسكر فم ذلك المضيق من جهة سمرقند وتيمور على الجانب الآخر فقال تيمور لأصحابه انني أعرف هاهنا جادة غامضة فلنسلكها ولنسر ليلتنا كلها حتى نأتيهم من ورائهم فان وصلناهم قبل طلوع الفجر وهم غارون كان لنا النصر عليهم فاسروا ليلتهم كلها فلم يصلوا إليهم الا بعد طلوع الشمس وفاتهم ما أرادوا فتنحوا ناحية وتركوا خيولهم ترعى وناموا فمر بهم العسكر فحسبوهم أصحابهم ولم يتعرضوا لهم لعلمهم انهم في الجانب الآخر فلما استراحوا وجازهم العسكر حملوا عليه فكانت الهزيمة وبلغ الخبر إلى السلطان فهرب إلى بلخ واستولى تيمور على ممالك ما وراء النهر.
إطاعة نائب سمرقند له قال وكان نائب سمرقند من قبل السلطان شخص يدعى علي شير فكاتبه تيمور على أن تكون الممالك بينهما ويكون معه على السلطان حسين فاجابه إلى ذلك وحضر بين يديه فزاد في اكرامه.
قتل السلطان حسين وتملك سيورغتمش قال ثم قصد تيمور بلخشان فاستقبله ملكاها وسار من بلخشان وهما معه قاصدا بلخ لمحاصرة السلطان فتحصن منهم وأخرج ولديهما اللذين كانا عنده رهينة فضرب أعناقهما بمرأى من أبويهما ثم أنه ضعف حاله فاستسلم فقبض عليه تيمور ورد أميري بلخشان إليها مكرمين وتوجه إلى سمرقند ومعه السلطان حسين وذلك في شعبان سنة 771 فوصلها واتخذها دار ملكه ثم إنه قتل السلطان حسينا وأقام مقامه شخصا يدعى سيورغتمش من بيت المملكة من ذرية جنكيز خان. هكذا في عجائب المقدور ومر عن التاريخ الفارسي ان سيورغتمش أقامه تيمور في المملكة بعد تقلقتمور وإن حسينا كان حاكما على بلاد ما وراء النهر ولم يكن سلطانا فقتله تيمور والله أعلم فكان حال سيورغتمش معه حال الخلفاء العباسية مع ملوك الديلم والسلاجقة واستمر علي شير نائبا في سمرقند وكان يكرمه ويستشيره في أموره.
وثوب سلطان الدشت على تيمور قال ثم أن توقتاميش خان سلطان الدشت والتتار لما رأى ما جرى بين تيمور والسلطان حسين اغتاظ لذلك لما بينه وبين السلطان من النسب فجهز جيشا وتوجه لقتال تيمور من جهة سفتاق واترار فخرج اليه تيمور من سمرقند وتلاقيا بأطراف تركستان بين نهري سيحون وجيحون ووقع القتال فظهر الفشل على عسكر تيمور فجاء اليه رجل يقال له السيد بركة وهو مغربي أو حجازي وله احترام عظيم ببلاد خراسان وما وراء النهر فتشكا اليه تيمور حالة الجيش فقال لا تخف وأخذ كفا من الحصى ورمى به نحو العدو وصاح قائلا ياغي قاچدي فتبعهما العسكر وقالوا جميعا ياغي قاچدي وحملوا على عسكر توقتاميش فهزموه ولحقوه يقتلون ويأسرون ويغنمون أقول وأمثال هذا التدبير يستعمل كثيرا لتقوية نفوس العسكر وارهاب العدو فينفع، فقال تيمور لبركة تمن علي واحتكم فقال أريد اندخوي من بلاد خراسان وهي من أوقاف الحرمين وأنا وأولادي من مستحقيها فأعطاه إياها فهي في أيدي أحفاده إلى عصر ابن عربشاه 836.
قتل علي شير والي سمرقند في عجائب المقدور ثم وقع بين تيمور وعلي شير اختلاف وانضم إلى كل واحد طائفة فقبض عليه تيمور وقتله وصفت له البلاد.
قتله المفسدين بسمرقند قال وكان في سمرقند كثير من المفسدين وهم فرقتان كقيس واليمن