يهني ابن عباد بن عباس بن عبد الله نعمى بالكرامة تردف وقال السلامي:
يا ابن عباد بن عباس بن عبد الله حرها مولده ووفاته ومدفنه ولد لأربع عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة 326 بإصطخر فارس وقيل بالطالقان طالقان قزوين وتوفي ليلة الجمعة 24 من صفر سنة 385 بالري. هكذا أرخ مولده ابن خلكان وياقوت في معجم الأدباء بل اتفق عليه المؤرخون وتفرد في الذريعة فقال إنه ولد سنة 324 انتهى ولعله الموافق لما في اليتيمة من أنه توفي لما بلغت سنوه الستين ليلة الجمعة 24 من صفر سنة 385 فإنه بناء على أن مولده سنة 326 يكون عمره سبعا وخمسين سنة وثلاثة أشهر وثمانية أيام ولا يتم بلوغه الستين إلا إذا كان مولده سنة 324 وفي رسالة لبعض المعاصرين سماها الإرشاد في أحوال الصاحب بن عباد عن محمد ربيع بن شرفجاه الأردستاني في كتابه أنه ولد سنة 326 وتوفي سنة 387 وعلى هذا أيضا يتم بلوغه الستين لكن تاريخ الذريعة في مولده والأردستاني في وفاته لم يذكره غيرهما ولعله أريد بهما تصحيح ما في اليتيمة من بلوغه الستين ولكن الظاهر أن ما في اليتيمة من بلوغه الستين مبني على المسامحة. ونقل بعد وفاته بالري إلى أصبهان ودفن في قبة بمحلة تعرف بباب درية بفتح الدال المهملة وكسر الراء وسكون المثناة التحتية وبعدها هاء. قال ابن خلكان وهي عامرة إلى الآن وأولاد بنته يتعاهدونها بالتبييض انتهى وفي معجم الأدباء باب درية المحلة التي فيها تربته أول ما يستقبلك من أصفهان. وفي روضات الجنات: قلت بل وهي عامرة إلى الآن وكان أصابها تشعث وانهدام فامر الامام العلامة الحاج محمد إبراهيم الكرباسي في هذه الأيام بتجديد عمارتها ولا يدع زيارتها مع ما به العجز في الأسبوع والشهر والشهرين وتدعى في زماننا بباب الطوقجي والميدان والعتيق والناس يتبركون بزيارته ويطلبون عند قبره الحوائج من الله تعالى انتهى وذكر ابن خلكان وغيره في أخباره عن هلال بن المحسن وغيره أنه لم يسعد أحد بعد وفاته كما كان في حياته غير الصاحب بن عباد فإنه لما توفي أغلقت له مدينة الري واجتمع الناس على باب قصره ينتظرون خروج جنازته وحضر مخدومه فخر الدولة وسائر القواد وقد غيروا لباسهم فلما خرج نعشه إلى الباب على أكتاف حامليه للصلاة عليه قام الناس بأجمعهم إعظاما وصاحوا صيحة واحدة وقبلوا الأرض وخرقوا ثيابهم ولطموا وجوههم وبالغوا في البكاء والنحيب عليه جهدهم وابتدر الديلم إلى تقبيل الأرض قدام جنازته ثم حملت إلى موضع الصلاة وصلى عليه أبو العباس الضبي الذي تولى الوزارة بعده ومشى فخر الدولة أمام الجنازة وقعد للعزاء أياما وبعد أن صلوا عليه علقوا نعشه بالسلاسل في سقف بيت ورفعوه عن الأرض إلى أن حمل إلى أصبهان ودفن هناك انتهى وفي لسان الميزان عن ابن أبي طي أن عبد الجبار القاضي لما تقدم للصلاة عليه قال:
ما أدري كيف أصلي على هذا الرافضي، قال وإن كانت هذه الكلمة وضعت من قدر عبد الجبار لكونه كان غرس نعمة الصاحب انتهى وذلك لأن الصاحب استحضره معه من بغداد وولاه قضاء القضاة كما يأتي.
ولم يكن له من الأولاد غير بنت واحدة وهي التي زوجها من بعض الأشراف كما يأتي عند ذكر سبطه.
لقبه كان يلقب بالصاحب كافي الكفاة قال ابن خلكان هو أول من لقب بالصاحب من الوزراء لأنه كان يصحب أبا الفضل بن العميد ثم أطلق عليه هذا اللقب لما تولى الوزارة وبقي علما عليه قال وذكر الصابئ في كتاب التاجي أنه إنما قيل له الصاحب لأنه صحب مؤيد الدولة ابن بويه منذ الصبا وسماه الصاحب فاستمر عليه هذا اللقب واشتهر به ثم سمي به كل من ولي الوزارة بعده انتهى وقد جمع بعض الشعراء اسمه وكنيته ولقبه في بيت كما جمع هو الاسم واسم الأب والكنية في شطر بيت. فعن محاضرات الراغب أنه حضر الصاحب أبا الحسين بن سعد فرأى على عنوان كتاب أبو الحسين أحمد بن سعد فقال الصاحب هذا شعر ثم قال:
قل للامام الأريحي الفرد أبي الحسين أحمد بن سعد فقال أبو الحسين علمت بعد ثمانين سنة أن كنيتي ونسبي شعر وعلى ذلك كتب عبد الله الخازن:
حضرة الجليل أبي القاسم كافي الكفاة إسماعيل نسبته الديلمي بدال مهملة مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة ولام مفتوحة وميم مكسورة نسبة إلى الديلم. في أنساب السمعاني: وهي بلاد معروفة جماعة من أولاد الموالي ينسبون إليها انتهى وفي معجم البلدان: الديلم جيل سموا بأرضهم في قول بعض أهل الأثر وليس باسم لأب لهم انتهى والطالقاني في أنساب السمعاني بطاء مهملة ولام ساكنة وقاف وألف ونون نسبة إلى الطالقان بلدة بين مروروذ وبلخ مما يلي الجبال وولاية بين قزوين وابهر وزنجان وهي عدة قرى يقع عليها هذا الاسم ويقال للأولى طالقان خراسان وللثانية طالقان قزوين انتهى وفي معجم البلدان وتاريخ ابن خلكان ضبط الطالقان لفتح اللام. والمترجم منسوب إلى طالقان قزوين لا إلى طالقان خراسان كما صرح به السمعاني وياقوت وغيرهما.
آباؤه كان أبوه وجده من الوزراء قال الثعالبي في اليتيمة سمعت أبا بكر الخوارزمي يقول: إن مولانا الصاحب نشا من الوزارة في حجرها ودب ودرج وكرها ورضع أفاويق درها وورثها عن أبيه كما قال أبو سعيد الرستمي أحد شعرائه:
ورث الوزارة كابرا عن كابر موصولة الاسناد بالاسناد يروي عن العباس عباد وزارته وإسماعيل عن عباد وتأتي ترجمة أبيه في بابه إن شاء الله تعالى.
نقش خاتمه في المجالس عن الشيخ أبي الفتوح الرازي أنه كان له خاتمان نقش أحدهما هذه الكلمات على الله توكلت. وبالخمس توسلت ونقش الآخر هذا البيت:
شفيع إسماعيل في الآخرة محمد والعترة الطاهرة والى ذلك أشار الصدوق في أول العيون بقوله وجعل الله شفعاءه الذين أسماؤهم على نقش خاتمه.