السنة بينما كان الأمير أمين في قرية بدنايل دهمه الأمير نصوح باهل زحلة فانهزم الأمير أمين وانقلب إلى بعلبك وإذ رأى نصوح أن معاندة عمه لا تجديه نفعا وإن أهل البلاد لا تميل اليه لأن عمه أحق منه بالحكم أتاه تائبا فطيب الأمير أمين خاطره ولكنه طوى قلبه على الضغينة وبينما كان الأمير نصوح نائما في قرية مجدلون أوغر الأمير أمين إلى درزي عنده فخنقه ثم قال وبقي الأمير أمين حاكما في بعلبك وتوابعها إلى أن أتى إبراهيم باشا بن محمد علي باشا المصري إلى سورية وكان الأمير أمين لم يزل خاضعا للدولة العثمانية منكرا لنفوذ المصريين فأوغر ذلك قلب إبراهيم باشا عليه فحضر بعساكره سنة 1347 ه 1831 م إلى بعلبك فاخذها بدون أدنى مقاومة وفر الأمير أمين بعياله من مكان إلى آخر فوضع إبراهيم باشا في بعلبك عسكرا وبني لهم ثكنة كبيرة وجعل البلدة كنقطة حربية نظرا لموقعها الحربي المهم وأقام حاكما عليها الأمير جواد الحرفوشي وفي سنة 1248 ه 1832 م ذهب الأمير أمين إلى بيت الدين مستجيرا بالأمير بشير الشهابي فطيب خاطره ووعده برضا إبراهيم باشا عنه ولكن أصحاب الأمير أمين لم يوافقوه على ذلك وخوفوه عاقبة استئمانه فرجع إلى ما كان عليه وكانت عساكر إبراهيم باشا تطارده دائما وما زال منهزما من مكان إلى آخر إلى أن لحقته يوما فرسان الهنادي في عين الوعول شمالي بعلبك وهم نحو أربعمائة فارس ولم يكن معه سوى ولده الأمير قبلان واثني عشر فارسا فوقف الأمير أمين مع الحريم وكر قبلان بفرسانه على الهنادي واخترق بسيفه جموعهم وأعوانه تحمي ظهره فشغل الهنادي مدة حتى استوعر الأمير أمين في الجبل فارتد ابنه اليه ولم يتمكن الهنادي من اللحاق به فارتدوا على أعقابهم وسار الأمير أمين من هناك إلى شعرة الدنادشة وأودع حريمه آل دندش ثم طلب هو وولده إلى استانبول فأنزلا في أرفع منزلة وبقيا هناك إلى أن خرج إبراهيم باشا من سورية وفي سنة 1257 ه 1841 م عاد الأمير أمين مع ولده قبلان من استانبول إلى بيروت ومعه أمر من السلطان بتولي بعلبك فتوفي الأمير أمين بوصوله إلى بيروت وجرى لابنه الأمير قبلان ما يأتي في ترجمته. وذكر الأمير حيدر في تاريخه هذه الواقعة فقال في حوادث سنة 1248 انه بعد انتصار إبراهيم على العساكر العثمانية قدم الأمير أمين الحرفوشي خاضعا للأمير بشير فطيب الأمير قلبه ووعده بأنه يلتمس له الأمان من إبراهيم باشا وكتب إلى إبراهيم بشأنه فاجابه طالبا حضور الأمير أمين اليه وله الأمان فلما بلغ ذلك الأمير أمين فر هاربا إلى القفار فأرسل إبراهيم شرذمة للقبض عليه فلم يدركوه ثم قدم الأمير أمين إلى بتدين ودخل السجن فبلغ ذلك الأمير بشير فطلب حضوره اليه فحضر وطيب قلبه ثم سافر الأمير بشير إلى دمشق إلى عند شريف باشا فلحقه الأمير أمين فأمره شريف باشا ان يقيم عند عائلته في المدينة آمنا.
ومما قاله السيد محمد الحسيني البعلي كما في بعض المجاميع المخطوطة الموجودة بخطه عند أحفاده بمدينة بعلبك في مدح الأمير أمين صاحب الترجمة:
الله ولى بعلبك وقطرها * من آل حرفوش الأمير أمينا فرعى رعاياها وجانب ظلمها * برضى الاله فزاده تمكينا وكفاه ما يخشى وكان له على * كيد الأعادي ناصرا ومعينا هو ما جد ألف المعالي وارتدى * بردائها من حين كان جنينا وروى المكارم عن ذويه وارتوى * منها وكان بنيل ذاك قمينا جل الذي أولاه حسن شمائل * وحباه مجدا شامخا ومبينا جود كمنهل الحيا ومكارم * ضربت شمالا في الورى ويمينا يلقي عصاه الجار منه بمنزل * رحب ويأوي من حماه عرينا ويظل من صرف الزمان وريبه * ومن النوائب في حماه أمينا 1463:
أمية بن سعد بن زيد الطائي في أبصار العين: أمية بن سعد الطائي كان من أصحاب أمير المؤمنين ع تابعيا نازلا في الكوفة سمع بقدوم الحسين ع إلى كربلا فخرج اليه أيام المهادنة وقتل بين يديه. قال صاحب الحدائق: قتل في أول الحرب يعني في الحملة الأولى انتهى والظاهر أنه نقل جميع ما ذكره من الحدائق الوردية في أئمة الزيدية وليس هذا الكتاب عندنا. وفي كتاب لبعض المعاصرين لا يعتمد على نقله: أمية بن سعد بن زيد الطائي قال علماء السير والمقاتل انه كان فارسا شجاعا تابعيا من أصحاب أمير المؤمنين ع نازلا في الكوفة له ذكر في المغازي والحروب خصوصا يوم صفين فلما سمع بقدوم الحسين ع إلى كربلا خرج من الكوفة مع من خرج أيام المهادنة حتى جاء إلى الحسين ليلة الثامن من المحرم وكان ملازما له إلى يوم العاشر فلما نشب القتال تقدم بين يدي الحسين ع فقتل في الحملة الأولى انتهى أقول لم أجد له ذكرا في كتب السير والمقاتل كطبقات ابن سعد وتاريخ الطبري وكامل ابن الأثير والأخبار الطوال وإرشاد المفيد والملهوف ومناقب ابن شهرآشوب وغيرها وقد تصفحت كتاب صفين لنصر بن مزاحم فلم أجد له ذكرا. 1464:
أمية بن علي القيسي الشامي قال النجاشي: ضعفه أصحابنا وقالوا روى عن أبي جعفر الثاني ع له كتاب أخبرنا محمد بن محمد حدثنا جعفر بن محمد حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن بن سهل حدثنا أبي عن أبيه الحسن بن سهل عن موسى بن الحسن بن عامر عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي به انتهى وفي الخلاصة: قال ابن الغضائري يكنى أبا محمد في عداد القميين ضعيف الرواية في مذهبه ارتفاع انتهى وفي رجال ابن داود قيل روى عن الصادق ع. قال ابن الغضائري أبو محمد قمي ضعيف انتهى مع أنه لم يقل أحد أنه روى عن الصادق ع بل عن أبي جعفر الثاني وهو الجواد وبين وفاتيهما نحو 72 سنة وهذا من أغلاط رجال ابن داود الذين قالوا إن فيه أغلاطا والميرزا نقل تضعيف الأصحاب له عن الخلاصة دون النجاشي وتبعه في التعليقة مع أنه مذكور في رجال النجاشي. وفي كشف الغمة عن أمية بن علي القيسي قال: دخلت أنا وحماد بن عيسى على أبي جعفر ع بالمدينة لنودعه فقال لنا لا تحركا اليوم وأقيما إلى غد فلما خرجنا من عنده قال لي حماد أنا أخرج فقد خرج ثقلي فقلت أنا أما أنا فأقيم فخرج حماد فجرى للوادي تلك الليلة فغرق فيه وقبره بسيالة انتهى. 1465:
أمية بن عمرو الكوفي المعروف بالشعيري ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع فقال أمية بن عمرو واقفي وقال النجاشي: أمية بن عمرو الشعيري كوفي أكثر كتابه عن إسماعيل السكوني أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا الحسن بن حمزة حدثنا محمد بن جعفر بن بطة حدثنا أحمد بن محمد بن خالد حدثنا أبي حدثنا أمية بن عمرو. وفي الفهرست: أمية بن عمرو له كتاب كوفي يعرف بالشعيري أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن