كانت فيه شدة على النساء وكانت أم كلثوم لها كارهة فكانت تسأله الطلاق فيأبى حتى ضر بها الطلق وهو لا يعلم فألحت عليه فطلقها ثم وضعت فأخبر بوضعها فقال: خدعتني خدعها الله فاتى النبي ص فأخبره فقال سبق فيها كتاب الله فاخطبها قال لا ترجع إلي أبدا انتهى وفي الطبقات أيضا أسلمت بمكة وبايعت قبل الهجرة وهي أول من هاجر من النساء، ولم نعلم قرشية خرجت من بين أبويها مسلمة مهاجرة إلى الله ورسوله غيرها، خرجت من مكة وحدها وصاحبت رجلا من خزاعة حتى قدمت المدينة في هدنة الحديبية فخرج في أثرها أخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة قدما المدينة من الغد يوم قدمت فقالا يا محمد ف لنا بشرطنا وما عاهدتنا عليه، وقالت أم كلثوم يا رسول الله أنا امرأة وحال النساء إلى الضعف ما قد علمت فتردني إلى الكفار يفتنوني في ديني ولا صبر لي فانزل الله في النساء المحنة وحكم في ذلك بحكم رضوه كلهم ونزل فيها إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفارة الآية فامتحنها رسول الله ص وامتحن النساء بعدها بقول والله ما أخرجكن الا حب الله ورسوله والاسلام وما خرجتن لزوج ولا مال فإذا قلن ذلك تركن فلم يرددن إلى أهلهن فقال رسول الله ص للوليد وعمارة قد أبطل الله العهد في النساء بما قد علمتماه فانصرفا انتهى وكان أبوها عقبة بن أبي معيط أسر يوم بدر فامر رسول الله ص بقتله فقال للنبي ص يا محمد من للصبية فقال النار فقتله علي وقيل غيره والى ذلك أشار علي في كتاب له إلى معاوية: ومنا سيدا شباب أهل الجنة ومنكم صبية النار وهي أخت الوليد بن عقبة بن أبي معيط الذي كان واليا على الكوفة فشرب الخمر وصلى الصبح بالناس أربعا ثم التفت إليهم وقال:
أزيدكم فقال له ابن مسعود ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم وتقيا الخمر في المحراب وشهدوا عليه بذلك عند عثمان وأخذوا خاتمه من يده وهو لا يشعر فجلده علي بن أبي طالب الحد أو أمر عبد الله بن جعفر بجلده وعزله عثمان عن الكوفة وفي ذلك يقول الحطيئة:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه * ان الوليد أحق بالعذر نادى وقد تمت صلاتهم * أ أزيدكم سكرا وما يدري فأبوا أبا وهب ولو أذنوا * لقرنت بين الشفع والوتر كفوا عنانك إذ جريت ولو * تركوا عنانك لم تزل تجري وكان الوليد من اعدى الناس لعلي وكان من أصحاب الجمل ومع معاوية يوم صفين ولكن أخته أم كلثوم هذه أسلمت طائعة وهاجرت ماشية وأنزل فيها قرآن يتلى رفع به حكم جائز عن الاسلام ومع ذلك لا نعلم أنها من شرط كتابنا. 1427:
أم كلثوم بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع زوجة مسلم بن عقيل بن أبي طالب في عمدة الطالب: محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب أمه حميدة بنت مسلم بن عقيل، أمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب انتهى. فهذا يدل على أن مسلما كان متزوجا بأم كلثوم بنت عمه علي بن أبي طالب وولده له منها بنت اسمها حميدة وحميدة هذه تزوجها ابن عمها عبد الله بن محمد بن عقيل وولدت له محمد بن عبد الله بن محمد عقيل. وأم كلثوم هذه التي هي زوجة مسلم بن عقيل غير أم كلثوم الصغرى الآتية التي كانت متزوجة بأحد أعقابه فلا يمكن أن تكون زوجته، وغير الكبرى الآتية أيضا لأنه لم يقل أحد أنها كانت متزوجة بمسلم. ثم أن بنات أمير المؤمنين علي ع اللواتي اسمهن أو كنيتهن أم كلثوم هن ثلاث أو أربع: أم كلثوم هذه زوجة مسلم ولعلها الوسطى وأم كلثوم الصغرى الآتية وأم كلثوم الكبرى الآتية زوجة عمر بن الخطاب التي تزوجها بعده عون بن جعفر ثم أخوه محمد ثم أخوهما عبد الله بن جعفر كما ستعرف. وهناك زينب الصغرى المكناة أم كلثوم المنسوب إليها القبر الذي في قرية راوية شرقي دمشق كما نذكره في ترجمتها انش فيمكن أن تكون هي زينب الصغرى وتكون هي وأم كلثوم الصغرى واحدة ويكون المكنيات بأم كلثوم ثلاثا ويمكن أن تكون غيرها فيكن أربعا فيكون لنا زينب الكبرى وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم وأم كلثوم الكبرى وأم كلثوم الصغرى والأخيرة اسمها كنيتها أم كلثوم زوجة مسلم بن عقيل والله أعلم. ثم أن أم كلثوم بنت أمير المؤمنين ع التي كانت مع أخيها الحسين ع بكربلا لا يدري أيهن هي فيمكن أن تكون هي زوجة مسلم بن عقيل فتكون قد خرجت مع أخيها الحسين، كما خرجت معه أختها زينب، وزوجها عبد الله بن جعفر حي بالمدينة، فخرجت معه هي ووالداها عون وجعفر. وهذه كان قد خرج زوجها مسلم إلى الكوفة وخرج أولاده مع الحسين ويمكن أن يكون فيهم من هو من أولادها فهي أحق بالخروج مع أخيها الحسين من كل امرأة ويمكن أن تكون هي الصغرى ويمكن على بعد أن تكون الكبرى جاءت مع أخيها مع وجود زوجها. وأم كلثوم التي كانت بالطف قد خطبت خطبة بالكوفة بعد ورودها من كربلا ذكرها ابن طاوس في كتاب الملهوف وذكرناها في لواعج الأشجان والمجالس السنية برواية ابن طاوس وهي مذكورة في كتاب بلاغات النساء قال: كلام أم كلثوم ع عن سعيد بن محمد الحميري أبو معاذ عن عبد الله بن عبد الرحمن رجل من أهل الشام عن شعبة عن حزام الأسدي. وقال مرة أخرى حذيم قال قدمت الكوفة سنة احدى وستين وهي السنة التي قتل فيها الحسين ع فرأيت نساء أهل الكوفة يومئذ يلتد من مهتكات الجيوب الحديث ثم ذكر الحديث وهو على لفظ هارون بن مسلم وأخبر هارون بن مسلم بن سعدان قال أخبرنا يحيى بن الحجاج عن جعفر بن محمد عن آبائه ع قال: ورأيت أم كلثوم ع ولم أر خفرة والله انطلق منها كأنما تنطق وتفزع على لسان أمير المؤمنين ع وقد ومات إلى الناس ان اسكتوا فلما سكنت الأنفاس وهدأت قالت: ابدأ بحمد الله والصلاة والسلام على أبيه أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختر والخذل الا فلا رقات العبرة ولا هدأت الرنة انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم الا وهل فيكم الا الصلف والشنف وملق الإماء وغمز الأعداء وهل أنتم الا كمرعى على دمنة وكفضة على ملحودة الا ساء ما قدمت لكم أنفسكم ان سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون أ تبكون أي والله فابكوا وانكم والله أحرياء بالبكاء فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا فلقد فزتم بعارها وشنارها ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا وانى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيد شبان أهل الجنة ومنار محجتكم ومدرة حجتكم ومفرخ نازلتكم فتعسا ونكسا لقد خاب السعي وخسرت الصفقة وبؤتم بغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة لقد جئتم شيئا إذا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أ تدرون أي كبد لرسول الله فريتم وأي كريمة له