فيظهر منه ان مؤلف الكتاب ليس هو الجهضمي برواية أحمد بن محمد الفاريابي عنه لأنه يروي الفاريابي تواريخ الأئمة من بعد الرضا ع عن غير الجهضمي وذلك مثل رواية الفاريابي عن أبيه محمد عن أبي جعفر الجواد ع قائلا ان روايته عن والده عند بلوع الوالد 94 سنة ومثل رواية احمد الفاريابي عن أخيه عبد الله بن محمد الفاريابي عن أبيه محمد مصرحا بان أخاه عبد الله كان عارفا بأمر أهل البيت ع ومثل رواية الفاريابي مرسلا بعنوان قيل وروي وأيضا في أثناء الكتاب كثيرا ما يقول قال أبو بكر أو ابن أبي الثلج من غير رواية عن أحد فيظهر منه ان ابن أبي الثلج هو مؤلف الكتاب قد يذكر فيه كلام نفسه وقد يروي فيه عن مشايخه بطرقهم إلى نصر الجهضمي أو غيره من أصحاب الأئمة ع وان الجهضمي ليس هو مؤلف الكتاب كما نسبه إليه ابن طاوس وصاحب الذريعة في ج 3 وفي معجم البلدان في فارياب ينسب إليها جماعة من الأئمة منهم محمد بن يوسف الفاريابي صاحب سفيان الثوري وغيره فيمكن أن يكون هو والد المترجم فان الطبقة لا تنافي ذلك لأنهم ذكروا أنه كان من مشايخ البخاري المتوفي 246 ومصاحب الثوري المتوفي 161 والله أعلم.
450: السيد احمد القاضي بن محمد بن فلاح الموسوي الحويزي من الموالي امراء الحويزة.
كان قاضيا في الدورق ذكره السيد ضامن بن شدقم بن علي الحسيني المدني في كتابه في الأنساب الذي رأينا منه نسخة بخط مؤلفه في مكتبة الشيخ ضياء الدين بن الشيخ فضل الله النوري في طهران قال فيه يقول الفقير إلى الله الغني ضامن بن شدقم بن علي الحسيني المدني: وصلت إلى الدورق في العشر الأول من جمادى الثانية 1068 فوصل إلي السيد أحمد القاضي بن محمد بن فلاح إلى آخر ما ذكره.
451: الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الأسدي الحلي.
ولد سنة 756 أو 757 وتوفي سنة 841 عن 85 سنة ودفن بكربلا بالقرب من مخيم سيد الشهداء ع في بستان هناك تسميه العامة بستان أبو الفهد وقبره مزور متبرك به وعليه قبة وقيل إن عمره 58 سنة والظاهر أنه اشتباه يجعل الخمس خمسين والثمانين ثمانية والله أعلم.
أقوال العلماء فيه في أمل الآمل: عالم فاضل ثقة زاهد عابد ورع جليل القدر وفي تكملة الرجال وصفه الحر بكونه صدوقا. وفي رياض العلماء: العالم الفاضل العلامة الفهامة الثقة الجليل الزاهد العابد الورع العظيم القدر وله قدس سره ميل إلى مذهب الصوفية وتفوه به بعض مؤلفاته انتهى وظاهره انه لم يجعل ذلك غمزا فيه. وفي لؤلؤتي البحرين: فاضل عالم فقيه مجتهد زاهد عابد ورع تقي نقي الا أن له ميلا إلى مذهب الصوفية بل تفوه في بعض مصنفاته انتهى وربما يستشم منه الغمز فيه بذلك وهذا منه عجيب فالتصوف الذي ينسب إلى هؤلاء الاجلاء مثل ابن فهد وابن طاووس والخواجة نصير الدين والشهيد الثاني والبهائي وغيرهم ليس الا الانقطاع إلى الخالق جل شانه والتخلي عن الخلق والزهد في الدنيا والتفاني في حبه تعالى وأشباه ذلك وهذا غاية المدح لا ما ينسب إلى بعض الصوفية مما يؤول إلى فساد الاعتقاد كالقول بالحلول ووحدة الوجود وشبه ذلك أو فساد الأعمال كالأعمال المخالفة للشرع التي يرتكبها كثير منهم في مقام الرياضة أو العبادة وغير ذلك. وعن السيد جمال الدين بن الأعرج العميدي في تتمة كتاب الرجال للسيد النقيب بهاء الدين أبي القاسم علي بن عبد الحميد النيلي النسابة أنه قال في حق ابن فهد انه أحد المدرسين في المدرسة الزعنية في الحلة السيفية من أهل العلم والخير والصلاح والبذل والسماح استجازني فأجزت له مصنفاتي ورواياتي عن مشائخي ورجالي. وفي تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جبل عامل الذي هو بمنزلة الحاشية لنقد الرجال:
أحمد بن فهد قال المجلسي فيما علقه بخطه على الكتاب: الشيخ العالم الزاهد أبو العباس أحمد بن فهد الحلي يروي عن الشيخ أبي الحسن علي بن الخازن تلميذ الشهيد السعيد محمد بن مكي وكان زاهدا مرتاضا عابدا يميل إلى التصوف وقد ناظر في زمان ميرزا اسبند التركماني والي العراق جماعة ممن يخالفه في المذهب واعجزهم فصار ذلك سببا لتشيع الوالي وزين الخطبة والسكة بأسماء الأئمة المعصومين ع انتهى وفي مجالس المؤمنين نحوه قال: الشيخ الزاهد أبو العباس أحمد بن فهد الحلي تلميذ الشيخ الفاضل أبو الحسن علي بن الخازن الحائري الذي هو تلميذ الشيخ السعيد محمد بن مكي كان صوفيا مرتاضا صاحب ذوق وحال وله مجادلات ومناظرات كثيرة مع المخالفين له في العقيدة وفي زمان الميرزا اسبند التركماني الذي كان واليا على عراق العرب تصدى لاثبات مذهبه وابطال مذهب غيره في مجالس الميرزا المذكور فغلب جميع علماء العراق الذين كان غالبهم في ذلك المجلس وهم على خلاف رأيه فانتقل الميرزا المذكور إلى مذهبه وجعل السكة والخطبة باسم أمير المؤمنين وأولاده الأئمة الأحد عشر ع. وقال المجلسي في تتمة كلامه السابق يروى أنه رأى في الطيف أمير المؤمنين ص آخذا بيد السيد المرتضى رضي الله عنه في الروضة المطهرة الغروية يتماشيان وثيابهما من الحرير الأخضر فتقدم الشيخ أحمد بن فهد وسلم عليهما فأجاباه فقال السيد له اهلا بناصرنا أهل البيت، ثم سأله السيد عن تصانيفه فلما ذكرها له قال السيد صنف كتابا مشتملا على تحرير المسائل وتسهيل الطرق والدلائل واجعل مفتتح ذلك الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المقدس بكماله عن مشابهة المخلوقات، فلما انتبه الشيخ شرع في تصنيف كتاب التحرير وافتتحه بما ذكره السيد انتهى.
مشايخه قد عرفت قول المجلسي والقاضي نور الله انه تلميذ علي بن الخازن الحائري وقال المجلسي أيضا في تتمة كلامه السابق وكان من تلامذة الشيخ الأجل علي بن هلال الجزائري أستاذ المحقق العلامة علي بن عبد العال وغيره من الفضلاء انتهى ومر انه يروي بالإجازة عن السيد جمال الدين بن الأعرج العميدي وقال غير المجلسي والقاضي انه يروي عن جملة من تلامذة الشهيد الأول وتلامذة فخر المحققين كالمقداد السيوري وعلي بن الخازن وابن المتوج البحراني والسيد المرتضى بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد النسابة الحسيني النجفي والشيخ نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي الحائري عن فخر الدين ولد العلامة والشيخ ضياء الدين أبو الحسن علي بن الشهيد الأول. ووجد على ظهر بعض نسخ الأربعين للشهيد منقولا عن خط ابن فهد ما صورته حدثني بهذه الأحاديث الشيخ