موالاتهم فرض وحبهم هدى * وطاعتهم قربى وودهم تقوى عليهم صلاة الله ما لاح كوكب * وما هب معراض النسيم على الغضا ثم قال حيث كان حدوث الواقعة في آمل ومازندران في سنة 750 موجبا لتغيير تلك البلاد وتخريب تلك الديار واختلت أحوال أصحاب الفنون وذهب رونق أرباب التحصيل وانتقلت المناصب من أهل المآثر والمناقب الإلاهية في تلك الحدود إلى أصحاب المثالب والمعائب تبت يد الأيام ان صروفها * سقم الكرام وصحة الأرذال وبما ان عادة تصاريف الأيام وطبيعة دوران الشهور والأعوام تبديل الدول والحكام وتحويل الملك والأحكام، ورأى الناس الثبات في هذا المقام عين البلاء لذلك عد هذا الضعيف الجلاء عن وطنه المألوف وفراق مسكنه المعهود واجبا، فعمد مضطرا إلى مفارقة الأوطان وهجر المساكن والاخوان وآثر مذلة الاغتراب على احتمال الإهانة من الأقران والأتراب، وقابل صورة حب الوطن من الايمان بمعنى الضرورات تبيح المحظورات فترك الجليل والحقير والقليل والكثير من حطام الدنيا وهاجر من آمل إلى رويان، ومن الاتفاقات الحسنة والفوائد التي تحصل من الغربة وكانت بالنسبة إلى هذا الضعيف مزيلة للأحزان والكربة هو تشرفي أحيانا بشرف محاورة ورتبة مجاورة بلاط صاحب الدولة والي تلك البلاد وسلطان تلك النواحي الملك المعظم مولى ملوك العجم مولي الأيادي والنعم مفيض الاحسان والكرم أعدل سلاطين الأمم أفضل حكام البر واليم ومن فاق سحاب أكفه البحر الخضم وعلا علو قدره الطود الأشم وفاز من المآثر بالقدح الأوفى والسهم الأتم ونطق بمكارمه كل فصيح وأعجم شاه وشهريان إيران خسروا رويان المؤيد بتأييد الرحمان فخر الدولة والدنيا والدين علاء الاسلام والمسلمين عمدة الأمراء والخواقين كهف عظماء السلاطين أبو المعالي فخر الدولة شاه غازي بن زيار بن كيخسرو استندار عظم الله جلال قدره ومن علينا باسرار نصره وامتداد عصره وصرت مخصوصا بيمن عواطف ذلك المقام ومحظوظا بحسن عوارف ذلك النادي وملحوظا بنظر مرحمة وعاطفة ذلك الجناب الأعلى ورأيت ما رأيت من أصناف الألطاف وأنواع الإنعام والترحيب والاكرام في تلك الحضرة وشاهدت من مكارم الأخلاق وثمرات طيب الأعراق لذلك الذي هو زينة الآفاق وخيرة الملك الخلاق ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولو شرعت في شرح ذلك وبسطه على تواتر الزمان لما رجعت بغير الفتور والاعتراف بالعجز والقصور ولو أن لي في كل منبت شعرة * لسانا يبث الشكر منه لقصرا أيد الله تعالى بقاء هذه الدولة على تعاقب الليالي وتواتر الأيام وجعل أمور الدارين لتلك الحضرة ونظام مقاصد ذلك الجناب على حسب المطلوب ومقتضى المرام. وقد امر بلفظه الشريف هذا الضعيف بعمل مجموعة في شرح مبدأ أحوال رويان وسبب عمارتها واصل نسبة ملوكها الاستنداريين ليعلم حالها من تلك المجموعة على وجه الاجمال وان كانت طبرستان على العموم قد ألف في تاريخها عدة تواريخ مجملة ومفصلة ولكن رويان بالخصوص لم يؤلف أحد في تاريخها وتاريخ حكامها فإذا كان فلان يخرج هذا من القوة إلى الفعل ومن النية إلى العمل لا يكون ذلك بعيدا من المصلحة مع أنه قد مضى على هذا الضعيف مدة وهو هدف سهام المصائب وعلف نصال الحوادث والنوائب وبسبب تحمل مشاق الغربة وتجرع كؤوس المحنة والكربة قد صار ألكن اللسان كليل الطبع وبواسطة تواتر البلاء و المحن وتتابع العناء والفتن وتراكم غمام الغموم والحزن فلا فهمه مستعد لترتيب المقال ولا لخاطره قوة على القيل والقال إلى الله أشكو لا إلى الناس انني * أرى الأرض تبقى والأخلاء تذهب أخلاي لو غير الحمام أصابكم * عتبت ولكن ليس للموت معتب ألا ان عقول العقلاء حاكمة بوجوب القيام بأداء شكر المنعم وان كان شكر المخلوق قليلا وقاصرا عن مقابلة نعم الله التي لا تحصى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها على أن من لم يعرف القليل لم يعرف الكثير ومن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق فرأيت الانقياد من جملة الفرائض واللوازم والامتثال من قسم الواجبات والعزائم واخترت هذه الخدمة مع قلة البضاعة وعدم الفراغة ووجود العوائق وكثرة العلائق وليس على المرء إلا أن يجد ولا يلام المرء بعد الاجتهاد ثم قال إن هذه المجموعة مرتبة على مقدمة وثمانية أبواب.
المقدمة في فوائد علم التاريخ الباب الأول في مبدأ عمارة رويان الباب الثاني في ابتداء تملك ملوك استندار في رويان ومدة ملكهم.
الباب الثالث في استيلاء الحكام من البيكانكيين في رويان من نواب الخلفاء والسادات العلوية والداعين.
الباب الرابع في أصل نسبة ملوك استندار على الوجه الذي وصل الينا على طريقة علماء الأنساب.
الباب الخامس في ذكر ملوكها السابقين.
الباب السادس في ذكر ملوكها في مدة مائة سنة وبعض أحوالهم.
الباب السابع في ذكر ملوكها عز نصرهم وذكر وقائعهم.
الباب الثامن في ذكر واقعة مازندران والانقلاب الذي حدث إلى اليوم.
والتزمت في هذا الأبواب طريقة الاختصار مجتنبا الاختصار المخل والأطناب الممل انتهى. وأطلنا بذكر هذه المقدمة لاشتمالها على ما ينبئ ببعض أحواله التي لم نعثر إلا على القليل منها.
أوفى بن موله العنبري موله بوزن اسم المفعول.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي الاستيعاب أوفى بن موله التميمي حديثه في الاقطاع ان رسول الله ص كتب لهم في أديم ليس اسناد حديثه بالقوي انتهى. وفي أسد الغابة أوفى بن مواله التميمي العنبري من بني العنبر بن عمرو بن تميم له صحبة يعد في البصريين روى حديثه منقذ بن حصين بن حجوان بن أوفى بن موله عن أبيه عن جده اتيت النبي ص فاقطعني الغميم وشرط علي وابن السبيل أول ريان واقطع ساعدة رجلا منا بئرا بالفلاة واقطع اياس بن قتادة العنبري الجابية وهي دون اليمامة وكنا اتيناه جميعا وكتب لكل رجل منا بذلك في الأديم انتهى وفي الإصابة أوفى بن موله التميمي العنبري ذكره البغوي وغيره