أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن محمد بن عيسى وأبي إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد قال حدثنا عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع اقبل جيران أم أيمن إلى رسول الله ص فقالوا يا رسول الله ان أم أيمن لم تنم البارحة من البكاء لم تزل تبكي حتى أصبحت فبعث رسول الله ص إلى أم أيمن فجاءته فقال لها يا أم أيمن لا أبكي الله عينيك ان جيرانك اتوني واخبروني انك لم تزالي الليل فبكين اجمع فلا ابكى الله عينيك، ما الذي أبكاك؟ قالت يا رسول الله رأيت رؤيا عظيمة شديدة فلم أزل أبكي الليل اجمع. فقال لها رسول الله ص فقصيها على رسول الله فان الله ورسوله اعلم فقالت تعظم علي ان أتكلم بها فقال لها ان الرؤيا ليست على ما ترى فقصيها على رسول الله فقالت رأيت في ليلتي هذه كان بعض أعضائك ملقى في بيتي. فقال لها رسول الله ص نامت عينك يا أم أيمن تلد فاطمة الحسين فتربينه وتلينه فيكون بعض أعضائي في بيتك فلما ولدت فاطمة الحسين فكان يوم السابع امر رسول الله ص فحلق رأسه وتصدق بوزن شعره فضة وعق عنه ثم هيأته أم أيمن ولفته في برد رسول الله ص ثم أقبلت به إلى رسول الله ص فقال مرحبا بالحامل والمحمول يا أم أيمن هذا تأويل رؤياك انتهى.
وجاء في خبر وفاة الزهراء ع انها لما مرضت دعت أم أيمن وأسماء بنت عميس وعليا ع وفي روضة الواعظين انها لما نعيب إليها نفسها دعت أم أيمن وأسماء بنت عميس ووجهت خلف علي فأحضرته، وفي ذلك من الدلالة على حسن حال أم أيمن ما لا يخفي.
السيد بركة بن السيد عبد المطلب أخو السيد مبارك خان المشعشعي كان جامعا للخصال الحميدة من العقل والرأي والصلاح والسداد والعفة والسخاء والشجاعة وفيه يقول ابن مقرب زجلا مطية الشوق جدي بالسرى وأمضي * وسابقي في مسيرك لمعة الومض ثم اقصدي من جبينه كالمراة مضي * كساب الأنفال حرزه سورة الأنفال لهمومنا قال من للجمع أعظم فال * يا سعد ذا الفال زرع المرتجي ما فال حق القواصد على المقصود حق ضي يا نوق حق عليك مودته ترعى * من حيث ترجي بروض مكارمه ترعي التارع الشيز لضيوف الدجى ترعي * بسنين الامحال دوح مكارمه ما حال ما قال الامحال لو عاد الرجال محال * عن حال ما حال يعلم حال شرح الحال ثناه عيا لنساخ الدفاتر عي من كان بالجود يذكر كان حاتم طي * بركة بجوده طوى تذكار حاتم طي يا ناقتي اتركي شور الخطى * واخطي لمن عن المال مال ومعطي الآمال بيمين وشمال نيله مثل نسم شمال * ما للعطا مال لاكياس الخلية مال أولاه مولاه يستالي خطى وخطي ولبركة شعر باللغة العامية منه قوله يخاطب أباه عفى الله عن عين غضاها محاربه * وقلب دنيف زايد الهم حاربه ويا مورد الأسياف بيض حدودها * وصادر بها حرا من الدم شاربه بنيت لنا بيتا من المجد شامخا * عسى الله لا يهدم من الضد جانبه الشيخ أبو الخير بركة بن محمد بن بركة الأسدي قال منتجب الدين فقيه دين قرأ على شيخنا أبي جعفر الطوسي وله كتاب حقائق الايمان في الأصول وكتاب الحجج في الإمامة وكتاب عمل الأديان والأبدان أخبرنا بهما السيد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسيني المروزي عنه انتهى وفي مجموعة الجباعي الشيخ أبو الخير بركة بن محمد بن بركة الأسدي فقيه دين قرأ على الشيخ أبي جعفر الطوسي وله كتاب حقائق الايمان في الأصول وكتاب الحجة في الإمامة وكتاب عمل الأديان والأبدان انتهى. وفي لسان الميزان. بركة بن محمد بن بركة الأسدي أبو الخير ذكره ابن بابويه في رجال الشيعة وقال قرأ على أبي جعفر الطوسي وصنف كتابا سماه حقائق الايمان في أصول الدين والحجج في الإمامة روى عنه ذو الفقار بن معبد الحسيني المروزي انتهى.
زعيم الدولة أبو كامل بركة بن المقلد بن المسيب بن رافع العقيلي توفي في شهر رمضان على قول ابن الأثير وفي شذرات الذهب في ذي الحجة سنة 443 بتكريت وكان انحدر إليها قاصدا العراق لينازع النواب به عن الملك الرحيم، فلما بلغها انتفض عليه جرح كان أصابه من الغز لما ملكوا الموصل فتوفي ودفن بمشهد الخضر بتكريت قاله ابن الأثير.
كان من امراء بني عقيل المشهورين في الموصل وبلاد الجزيرة وكانوا شيعة، قال ابن الأثير في حوادث سنة 440 كان قرواش واخوه زعيم الدولة أبو كامل بالعراق مشغولين، فلما عادا إلى الموصل وقد سخطا حالة الأكراد الحميدية والهذبانية لم يظهراها. ثم جرت أمور أوجبت تأكد الوحشة بين الأكراد وقرواش وأخيه قال وتقاطعوا واضمر كل منهم الشر لصاحبه.
قال وفيها كان ابتداء الوحشة بين معتمد الدولة قرواش بن المقلد وبين أخيه زعيم الدولة أبي كامل بركة بن المقلد، فانضاف قريش بن بدران بن المقلد إلى عمه قرواش وجمع جمعا وقاتل بركة فظفر ونصر وانهزم بركة ولم يزل قريش يغري قرواشا بأخيه حتى تأكدت الوحشة وتفاقم الشر بينهما. وقال في حوادث سنة 441. في هذه السنة ظهر الخلف بين معتمد الدولة قرواش وبين أخيه زعيم الدولة أبي كامل بركة ظهورا آل إلى المحاربة، وجمع كل منهما جمعا لمحاربة صاحبه، وسار قرواش وعبر دجلة بنواحي بلد وجاءه سليمان بن مروان وأبو الحسن الحميدي وجاء أبو كامل فيمن معه من العرب وآل المسيب فنزلوا بمرج بانيثا وبين الطائفتين نحو فرسخ واقتتلوا يوم السبت ثاني المحرم وافترقوا من غير ظفر ثم اقتتلوا يوم الأحد كذلك ولم يلابس الحرب ابن مروان ولا الحميد، وساروا عن قرواش وفارقه جمع من العرب وقصدوا أخاه فضعف امر قرواش فركبت العرب من أصحاب أبي كامل لقصده فمنعهم أبو كامل. وفي يوم الاثنين تسرع بعضهم ونهب بعضا من عرب قرواش وجاء أبو كامل إلى قرواش واجتمع به ونقله إلى حلته وأحسن عشرته، ثم أنفذه إلى الموصل محجورا عليه، وكان قرواش قد قبض على قوم من الصيادين بالأنبار لفسادهم، فهرب الباقون منهم فلما كان الآن سار جماعة منهم إلى الأنبار وقتلوا حارسا وفتحوا الباب ونادوا بشعار أبي كامل، فانضاف إليهم أهلوهم وأصدقاؤهم ومن له هوى في أبي كامل فكثروا واقتتلوا مع أصحاب قرواش فظفروا وقتلوا من أصحاب قرواش جماعة وهرب الباقون ففت ذلك في عضد قرواش واضعف نفسه، ثم إن المسيب وأمراء العرب كلفوا أبا كامل ما يعجز عنه واشتطوا عليه فخاف ان يؤول الامر بهم إلى طاعة قرواش واعادته إلى مملكته فبادرهم اليه وقبل يده وقال له انني وان كنت أخاك فإنني عبدك وما جرى هذا الا بسبب المفسدين والآن فأنت الأمير وانا الطائع لأمرك والتابع لك، فقال له قرواش بل أنت الأخ والامر لك مسلم وأنت أقوم به مني، وصلح الحال بينهما، وعاد