الشيخ يقول لم أذهب بحمد الله من الدنيا حتى رأيت ولدي في مقامي بل مقامه أعلى فعرفت ان ذلك البعض الأول يقول مراد أكابر هذه الطائفة جعل خليفته ابنه المعنوي فاتفقوا على رجل صفار وأقاموا خليفة لأبي ولما رأيتهم خالفوا أبي مع هذا التصريح الذي سمعته منه تجنبت عنهم وعزمت على الذهاب إلى خدمة علاء الدولة فلما وصلت إلى خدمته أظهر في حقي لطفا كثيرا فحكيت له ما جرى لي مع أصحاب أبي من امر الاستخلاف فتبسم وقال فعل أصحاب أبيك معك مثل ما فعل أصحاب النبي ص مع علي بن أبي طالب.
وما في المجلس عن رسالته موضح مقاصد المخلصين التي هي من مشاهير رسائله انه أورد فيها ان عليا أمير المؤمنين ع كان خليفة النبي ص بالحق وقلبه كان على قلبه ولذلك قال الخليفة الأول لأبي عبيدة حين بعثه لاستحضاره اني أبعثك اليوم إلى من هو في مرتبة من فقدناه بالأمس إلى آخر مقالته وقال الخليفة الثاني لولا علي هلك عمر وكفى بتصديق ما ندعي قول النبي ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لا نبي بعدي وقوله في غدير خم على ملأ من المهاجرين والأنصار من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وهذا حديث اتفق البخاري ومسلم على صحته.
وما في المجالس عن كتاب الفلاح أنه قال إن مروان الحمار أجهل من الحمار بشرائع الايمان وقد جعل الايمان وسيلة للوصول إلى الامارة لا قربة إلى الله والى رسوله ومن يذهب مذهبه ومذهب جحوشة ومذهب فلان الأموي وجروه يحشرون معهم ولا نصيب لهم من شفاعة النبي ص. وفي كتاب الفلاح أيضا ان فلانا الباغي ومروان الطاغي كلاهما مجبولان على خلاف رسول الله ص وجرو فلان وجحوش مروان كذلك.
ويظهر من المجالس ان المترجم كان معروفا بصحبة الخضر ونقل بعضهم عنه أحوال الخضر لكنه حكى عنه في المجالس ما يظهر منه إنكار وجود المهدي ووفاة محمد بن الحسن العسكري حيث قال في رسالة بيان الاحسان ان كان إلى الآن لم يوجد فلا شك انه سيوجد ويصل إلى كمال شأن المصطفى ص وتشمل دعوته جميع أهل العالم وأجاب عنه بأنه على سبيل الفرض وان صدق الشرطية لا يستلزم صدق المقدم ومع التسليم فهو شيعي بالمعنى الأعم.
مؤلفاته 1 آداب الخلوة وكان المراد بها خلوة الصوفية. في كشف الظنون آداب الخلوة للشيخ ركن الدين علاء الدولة أحمد بن محمد السمناني 2 رسالة موضح مقاصد المخلصين ومفضح عقائد المدعين 3 كتاب الفلاح 4 رسالة بيان الاحسان لأهل العرفان وهذه الثلاثة الأخيرة مذكورة في مجالس المؤمنين.
309: المولى أحمد بن محمد التوني البشروي التوني نسبة إلى تون بالمثناة الفوقية المضمومة والواو الساكنة والنون بلد بخراسان قرب قاين فوق قهستان والبشروي نسبة إلى بشرويه بضم الموحدة وسكون الشين المعجمة وضم الراء وسكون الواو وفتح المثناة التحتية والهاء آخر الحروف قرية كبيرة من اعمال تون على أربعة فراسخ منها.
في أمل الآمل: فاضل عالم زاهد عابد ورع من المعاصرين المجاورين بطوس له كتب منها: حاشية شرح اللمعة ورسالة في تحريم الغناء ورسالة في الرد على الصوفية اه وهو أخو ملا عبد الله التوني صاحب الوافية، يروي عنه بالإجازة المولى محمد معصوم بن كمال الدين حسين المشهدي بتاريخ 20 شعبان سنة 1066 والمولى غلام رضا الطبسي والمولى حسن الهروي والسيد محمد مؤمن الخراساني وغيرهم ورأى السيد شهاب الدين المرعشي إجازاته لهم على ظهر كتاب الكافي ببلدة سبزوار.
310: أبو العباس أحمد بن محمد بن ثوابة بن خالد الكاتب هكذا ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ثم قال: قال ابن النديم هو أحمد بن محمد بن ثوابة بن يونس.
قال ياقوت مات سنة 277 وقال الصولي سنة 273 اه أقول:
وكلا التاريخين لا يكاد يصح لما ستعرف من أنه كتب كتابا إلى وزير المعتضد في وزارته. والمعتضد ولي الخلافة سنة 279.
آل ثوابة وآل ثوابة: أهل علم وفضل وكتابة منهم صاحب الترجمة ومنهم ولده أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ثوابة. ذكره ابن النديم في الفهرست وقال: كان مترسلا بليغا وكان كتب للمعتضد وله كتاب رسائل مدون، وذكره ياقوت في معجم الأدباء في أثناء ترجمة أبيه فقال: وله ابن اسمه محمد بن أحمد كان أيضا مترسلا بليغا وله كتاب رسائل ومنهم أخو صاحب الترجمة جعفر بن محمد بن ثوابة قال ياقوت: تولى ديوان الرسائل في أيام عبيد الله بن سليمان الوزير هو وزير المعتضد ومنهم ولده أبو الحسين محمد بن جعفر بن ثوابة ذكره ياقوت ومنهم ابنه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن جعفر قال ياقوت له أيضا ديوان رسائل وهو آخر من بقي من فضلائهم اه لكن ابن النديم لم يذكر غير ثلاثة صاحب الترجمة وابنه محمدا وأبا الحسين ثوابة قال وهو آخر من رأينا من أفاضلهم وعلمائهم وله كتاب رسائل اه فجعل أبا الحسين كنية ثوابة وقال إنه آخر من بقي من أفاضلهم وياقوت جعله كنية محمد بن جعفر وجعل آخر من بقي من فضلائهم ابنه أحمد بن محمد بن جعفر، فالظاهر وقوع سقط في نسخة الفهرست المطبوعة في أول الكلام وآخره فان ياقوتا انما اخذ من الفهرست.
قال محمد بن إسحاق النديم في فهرسته: ذكر آل ثوابة بن يونس واصلهم نصارى وقيل إن يونس يعرف بلبابة وكان حجاما وقيل أمهم لبابة. ثم ذكر حكاية تدل على أن جدهم كان حجاما وهي ان صاحب الترجمة تنازع مع علي بن الحسين في ضيعة في مجلس بعض الرؤساء قال واحسبه عبيد الله بن سليمان فرد علي بن الحسين مناظرة أبي العباس إلى أخيه أبي القاسم جعفر بن الحسين فناظرا أبا العباس فاقبل أبو العباس يهاتره ويهزأ به ويصغر من قدره ويقول من أنتم انما نفقتم بالبذبذة أي الغلبة أو البربرة فالتفت علي بن الحسين إلى صبي كان معه كأنه الدنيا المقبلة فاخذ بيده وقام قائما في موضعه وكشف عن رأسه وقال بأعلى صوته يا معشر الكتاب هذا ولدي من فلانة بنت فلان وهي مني طالق طلاق الحرج والسنة على سائر المذاهب ان لم يكن هذا الشرط الذي في اخدعي شرط جده فلان المزين لا يكنى عن جده ابن ثوابة فاستخذل أبو العباس ولم يحر جوابا وسلم الضيعة اه ويدل على ذلك أيضا شعر البحتري الآتي.