وكانت داره محط رحال المسافرين يردون عليه من كل فج. ولم يخيب قط سائلا حتى صرف جميع ما يملكه في سبيل الله وقد كانت أمواله في أول الأمر نحو عشرين ألف جنيه إنجليزية ويطبخ في مطبخه كل ليلة أغذية كثيرة يبذلها على الفقراء وكان همه مصروفا في قضاء حوائج الخلق وكشف الكربات وإغاثة الملهوفين ودرء الجور عنهم ومن دخل داره كان آمنا وكان مجدا في إعلاء كلمة الاسلام وترويج العلم وأهله فقد نقل بعض الثقات وهو السيد محمد حسين المدعو بالسيد بزرگ ان الشيخ مرتضى الأنصاري الشهير لما وفد عليه بعد ان هاجر من دزفول إلى شوشتر بالغ في تعظيمه وتوقيره فرتب له لوازم المهاجرة إلى النجف الأشرف من الزاد والراحلة والخادم وارسل اليه مؤونة في كل عام. وخلف أربعة أولاد ذكور صفوتهم ولده السيد عبد الصمد الآتي ترجمته في بابها اه ارسل الينا هذه الترجمة من غاب عنا الآن اسمه وعهدة ما فيها عليه. 390:
أحمد بن محمد بن عاصم العاصمي.
مر بعنوان أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة العاصمي. 391:
السيد احمد علي بن المفتي السيد محمد عباس.
فقيه أصولي له إلمام بالأدب قرأ في كربلاء والنجف وتلمذ على السيد كاظم البهبهاني والشيخ حسين بن الشيخ زين العابدين المازندراني في الحائر وعلى الشيخ ملا كاظم الخراساني والسيد كاظم اليزدي في النجف وكان مقيما في لكهنؤ وعنده تلاميذ يستفيدون من علمه وله رسالة في التقليد. 392:
احمد ناصر الدين شاه ابن محمد شاه ابن عباس ميرزا ابن فتح علي شاه ابن حسين قلي خان ابن محمد حسن خان ابن فتح علي خان ابن شاهقلي خان ابن مهدي خان ابن ولي خان ابن محمد قلي خان القاجاري أحد ملوك إيران في عصرنا.
ولد في صفر سنة 1247 وولي الملك في 18 شوال سنة 1264 في تبريز وقتل يوم الجمعة 17 ذي القعدة سنة 1313 في مشهد السيد عبد العظيم الحسني قرب طهران ودفن هناك وجاء خبر قتله ونحن في النجف الأشرف.
قبيلة قاجار قيل إن قبيلة قاجار من أتراك جلاير وقيل إنهم من أحفاد جنكز خان وردوا من كنجة إلى استراباد وأول من ورد منهم شاهقلي خان في أواخر عصر الشاه سليمان الصفوي وأعقب ابنيه فتح علي خان جد الملوك القاجارية وفضلعلي خان جد الخوانين منهم وقيل أصلهم تركمان وأكثر المؤرخين يرجحون انتسابهم إلى الترك.
اما قاجار فقيل إنه من أحفاد قراجار نويان الأب الرابع للأمير تيمور كانت له رتبة أمير الامراء في عهد جنكز خان ومنكوقان فسميت قبيلته باسمه قراجار ثم خفف لكثرة الاستعمال فقيل قاجار.
أحوال ناصر الدين شاه كان مكرما لعلماء والاشراف والأدباء وألفت باسمه كتب كثيرة مثل مرآة البلدان ونامه دانشوران ناصري وناسخ التواريخ وسعادة ناصري وغيرها ومع ذلك كانت تقع بينه وبين بعض العلماء منازعات لمداخلتهم في امر المملكة فيخرجه إلى خارجها بصورة جميلة بان يقول له صار لك مدة لم تحج أو لم تزر المشاهد الشريفة بالعراق فيعطيه نفقة السفر ويخرج ولا يعود إلا باذنه وله مع العلماء المخالفين لما ينبغي لهم نوادر وحكايات ظريفة منها أنه زار بعض العلماء فأجلسه العالم في المكتبة ودخل عليه وعلم الشاه أن ذلك لأجل أن لا يقوم للشاه ولينظر إلى مكتبته العظيمة فلما دخل قال له الشاه: ما هذه الكتب؟ فجعل يعدد له أصنافها فقال الشاه أ ما فيها كتاب أدب فخجل العالم. وزار بعضهم مرة فرأى البراني في حالة رثة تناسب الزهد وقد علم أن الدار الداخلية بخلاف ذلك فقال له لو وافق الظاهر الباطن لكان جيدا. وارسل مرة في شهر رمضان إلى جماعة من العلماء ليرسل له كل واحد منهم من فطوره ليتبرك بأكله وكل منهم لا يعلم أنه أرسل إلى غيره وقد وضع جواسيس يخبرونه بطعام كل منهم الحقيقي فمنهم من أرسل له من طعامه الواقعي جيدا أو رديئا ومنهم من ترك الجيد وأرسل له طعاما رديئا اظهارا لزهده في الدنيا فعلم بذلك المخلص منهم من المرائي.
وكان أديبا شاعرا له ديوان شعر بالفارسية رأينا منه نسخة مخطوطة في طهران في مكتبة السيد نصر الله سادات خوي خطها في غاية الجودة مذهبة مجدولة كتبها محمد حسين الشيرازي في جمادي الأولى سنة 1272.
ومن جملته أبيات في مولد مولانا أمير المؤمنين علي ع أولها:
عيد مولود أمير المؤمنين شد عالم بالاوبائين عنبرين شد وصعد مرة مع شاعره إلى سطح ليرى هلال شوال فرأى امرأة بارعة الجمال فقال:
در شب عيد آن ير يرخ * بينقاب آمد برون وترجمته: في ليلة العيد خرج هذا الذي يشبه الملك بغير نقاب وطلب من شاعره اجازته فقال:
ماه ميجستند مردم * آفتاب آمد برون وترجمته: الناس يفتشون على الهلال فظهرت الشمس.
وهو أول من أسس في إيران إدارة الضرب وإدارة البرق والبريد ومعمل البنادق ومجمع الصنائع ومدرسة دار الفنون ونظم دوائر الجند ورتب الوزارة وأذن بنشر الصحف لكن لم يمنحها الحرية في نشرياتها وأنشا بيمارستانات عديدة لكن الجندية وادارات الداخلية والخارجية كانت في حالة منحطة جدا وكانت الجندية اسما بلا مسمى والاستبداد في الحكام والجور ضارب اطنابه والصدر الأعظم هو المتصرف في جميع أمور المملكة بلا معارض ولا مراقب ولعله لم يكن متمكنا من تنظيمها أكثر من ذلك وأعطى امتياز حصر التنباك والتتن إلى شركة انكليزية مقابل مبلغ من المال فشاع أن السيد الميرزا حسن الشيرازي المجتهد الكبير الشهير الذي كان في سامرا أفتى بتحريم تدخين التنباك فترك تدخينه جميع أهل إيران حتى أن أهل قصر الشاه كسروا جميع ما فيه من النارجيلات وطلب الشاه من خادمه الخاص نارجيلة ثلاث مرات وفي كل مرة ينحني خضوعا ويذهب ويجئ بغير نارجيلة حتى انتهره في المرة الأخيرة انه لا يوجد في القصر نارجيلة وكلها أتلفت من قبل نساء القصر لأن الميرزا حرم تدخين التنباك، ووجد رجل فاسق شرير في مقهى يدخن بالنارجيلة فلما بلغه الخبر كسرها فقال له بعض الجالسين أنت تفعل الموبقات العظام التي نهى الله ورسوله عنها ولا تبالي فكيف كسرت النارجيلة لأنه بلغك تحريم الميرزا استعمال التنباك فقال: اني