قد تاب الله عليك يا أبا لبابة فقال والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله ص هو الذي يحلني فجاء رسول الله ص فحله بيده ثم قال أبو لبابة يا رسول الله من توبتي ان أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وان انخلع من مالي كله صدقة إلى الله والى رسوله قال يجزئك يا أبا لبابة الثلث قال وروى عن ابن عباس من وجوه في قول الله تعالى وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا الآية انها نزلت في أبي لبابة ونفر معه سبعة أو ثمانية أو تسعة سواه تخلفوا عن غزوة تبوك ثم ندموا وتابوا وربطوا أنفسهم بالسواري فكان عملهم الصالح توبتهم وعملهم السئ تخلفهم عن الغزو مع رسول الله ص قال أبو عمرو قد قيل إن الذنب الذي أتاه أبو لبابة كان إشارته إلى حلفائه من بني قريظة انه الذبح ان نزلتم على حكم سعد بن معاذ وأشار إلى حلقه فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم ثم تاب الله عليه فقال يا رسول الله ان من توبتي ان اهجر دار قومي وانخلع من مالي فقال له رسول الله ص يجزئك من ذلك الثلث انتهى وفي أسد الغابة بعد ما ذكر الخلاف في اسمه قال كان نقيبا شهد العقبة وسار مع النبي ص إلى بدر فرده إلى المدينة فاستخلفه عليها وضرب له بسهمه وأجره. ثم قال ولهذا عده الجماعة ممن شهد بدرا حيث رده رسول الله ص فضرب له بسهمه وأجره فهو كمن شهدها. وفي الإصابة روى عن النبي ص روى عنه والده السائب وعبد الرحمن وعبد الله بن عمر وولده سالم بن عبد الله ونافع مولاه وعبد الله بن كعب بن مالك وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وعبد الله بن أبي يزيد وغيرهم انتهى. وفي تفسير قوله تعالى في سورة التوبة وآخرون اعترفوا بذنوبهم الآية قال أبو حمزة الثمالي بلغنا انهم ثلاثون نفر من الأنصار أبو لبابة بن عبد المنذر وثعلبة بن وديعة وأوس بن حذام تخلفوا عن رسول الله ص عند خروجه إلى تبوك فلما بلغهم ما انزل الله فيمن تخلف عن نبيه أيقنوا بالهلاك وأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد فلم يزالوا كذلك حتى قدم رسول الله ص فسال عنهم فذكر له انهم اقسموا ان لا يحلوا أنفسهم حتى يكون رسول الله ص يحلهم وقال رسول الله ص وأنا اقسم لا أكون أول من حلهم الا ان أؤمر فيهم بأمر فلما نزل عسى الله ان يتوب عليهم عمد رسول الله ص إليهم فحلهم فانطلقوا فجاءوا بأموالهم إلى رسول الله ص فقالوا هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فخذها وتصدق بها عنا فقال ع ما أمرت فيها فنزل خذ من أموالهم صدقة الآيات. وقيل إنهم كانوا عشرة رهط منهم أبو لبابة وقيل كانوا ثمانية منهم أبو لبابة وقيل كانوا سبعة وقيل كانوا خمسة وروي عن أبي جعفر الباقر ع انها نزلت في أبي لبابة ولم يذكر غيره معه وان سبب نزولها فيه ما جرى منه في بني قريظة حين قال إن نزلتم على حكم سعد بن معاذ فهو الذبح وقيل نزلت فيه خاصة حين تأخر عن النبي ص في غزوة تبوك فربط نفسه بسارية على ما تقدم ثم قال أبو لبابة يا رسول الله ان من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وان انخلع من مالي كله قال يجزيك يا أبا لبابة الثلث وفي جميع الأقوال أخذ رسول الله ص ثلث أموالهم وترك الثلثين لقوله تعالى خذ من أموالهم ولم يقل أموالهم انتهى وقال في تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم الآية قال الكلبي والزهري نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري وذلك أن رسول الله ص حاصر يهود قريظة احدى وعشرين ليلة فسألوا رسول الله ص الصلح على ما صالح عليه اخوانه من بني النضير على أن ذلك الا ان ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فقالوا ارسل الينا أبا لبابة وكان مناصحا لهم لأن عياله وولده كانت عندهم فقالوا ما ترى يا أبا لبابة أ ننزل على حكم سعد بن معاذ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه انه الذبح فلا تفعلوا فأخبره جبرائيل بذلك قال أبو لبابة فوالله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت اني قد خنت الله ورسوله فنزلت الآية فيه فشد نفسه على سارية من سواري المسجد وقال والله لا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا حتى خر مغشيا عليه ثم تاب الله عليه فقيل له يا أبا لبابة قد تيب عليك فقال والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله ص هو الذي يحلني فجاء فحله بيده ثم قال أبو لبابة ان من تمام توبتي ان اهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وان انخلع من مالي فقال النبي ص يجزئك الثلث ان تصدق به قال وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع انتهى وأنت ترى ان رواية أهل البيت ع متفقة على نزول الآيتين في أبي لبابة في قصة بني قريظة وهي أولى بالاتباع. ومع ذلك فلم نجد تصريحا بكونه من شرط كتابنا.
بشير العطار روى الكليني في الكافي في باب فرض طاعة الأئمة ع بسنده عن حماد بن عثمان عن بشير العطار سمعت أبا عبد الله ع يقول نحن قوم فرض الله عز وجل طاعتنا وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته. واستظهر المحقق البهبهاني في التعليقة اتحاده مع بشير الكندي الآتي كما ستعرف.
بشير بن أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن حذارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الحارثي.
في الاستيعاب رأى النبي ص صغيرا وشهد صفين مع علي انتهى وفي أسد الغابة أدرك النبي ص صغيرا وله ولأبيه صحبة وشهد بشير صفين مع علي انتهى والظاهر أنه هو الذي مر بعنوان بشير بن أبي مسعود الأنصاري.
بشير بن عقربة الجهني أبو اليمان مات بعد 85 كذا في الاستيعاب.
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الرسول ص وقال نزل الشام روى حديثا واحدا انتهى وفي الاستيعاب بشير بن عقربة الجهني ويقال بشر والأكثر بشير ويقال الكناني يكنى أبا اليمان يعرف بالفلسطيني له صحبة ولأبيه عقربة صحبة. حديثه في الشاميين ثم روى بسنده ان عبد الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص يا أبا اليمان قد احتجنا إلى كلامك فقم فتكلم فقال سمعت النبي ص يقول من قام مقام رياء وسمعة رأى الله به وسمع انتهى وحكى في أسد الغابة عن أبي نعيم هذه الرواية بسند آخر مع تغيير في فروى بسنده ان عبد الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة يوم قتل عمرو بن سعيد يا أبا اليمان قد احتجت اليوم إلى كلامك فقم فتكلم فقال إني سمعت رسول الله ص يقول من قام بخطبة لا يلتمس بها الا رياء وسمعة أوقفه الله يوم القيامة موقف رياء وسمعة اخرجه الثلاثة انتهى. وفي الإصابة