أيمن بن عبيد المعروف بأيمن ابن أم أيمن ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال أيمن ابن أم أيمن قتل يوم أحد وهو من الثمانية الصابرين انتهى وفي الاستيعاب أيمن بن عبيد الحبشي وهو أيمن بن أم أيمن مولاة رسول الله ص وأيمن هذا أخو أسامة بن زيد لأمه كان أيمن هذا ممن بقي مع رسول الله ص يوم حنين ولم ينهزم وذكره ابن إسحاق فيمن استشهد يوم حنين وانه الذي عنى العباس بن عبد المطلب بقوله في شعره وثامننا لاقى الحمام بنفسه * بما مسه في الله لا يتوجع قال ابن إسحاق الثامن أيمن بن عبيد انتهى وفي الاستيعاب في ترجمة العباس بن عبد المطلب عن سيرة ابن إسحاق ان العباس قال يومئذ من جملة شعر له نصرنا رسول الله في الحرب سبعة * وقد فر من قد فر عنه وأقشعوا وثامننا لاقى الحمام بسيفه * بما مسه في الله لا يتوجع قال وقال ابن إسحاق هم علي والعباس والفضل بن العباس وأبو سفيان بن الحارث وابنه جعفر وربيعة بن الحارث وأسامة بن زيد والثامن أيمن بن عبيد وجعل غير ابن إسحاق في موضع أبي سفيان عمر بن الخطاب والصحيح ان أبا سفيان بن الحارث كان يومئذ معه لم يختلف فيه واختلف في عمر انتهى وفي أسد الغابة أيمن بن عبيد بن عمر بن بلال بن أبي الجربا بن قيس بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج وهو ابن أم أيمن حاضنة النبي ص وهو أخو أسامة بن زيد بن حارثة لأمه استشهد يوم حنين قاله ابن إسحاق وقال هو الذي عنى العباس بن عبد المطلب بقوله نصرنا رسول الله في الدين سبعة * وقد فر من قد فر عنه فاقشعوا وثامننا لاقى الحمام بنفسه * بما مسه في الدين لا يتوجع وقال ابن إسحاق كان أيمن على مطهرة رسول الله ص ويعاطيه حاجته انتهى وقال المفيد في الارشاد عند ذكر غزاة حنين فلما التقوا مع المشركين لم يلبثوا حتى انهزموا بأجمعهم ولم يبق مع النبي ص الا عشرة نفر تسعة من بني هاشم خاصة وعاشرهم أيمن بن أم أيمن فقتل أيمن وثبتت التسعة الهاشميون حتى ثاب إلى رسول الله ص من كان انهزم وفي ذلك أنزل الله تعالى ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله والمؤمنين يعني عليا ومن ثبت معه من بني هاشم، وهم يومئذ ثمانية نفر أمير المؤمنين تاسعهم وهم العباس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله ص والفضل بن العباس عن يساره وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند نفور بغلته وأمير المؤمنين بين يديه يضرب بالسيف و نوفل بن الحارث وربيعة بن الحارث وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب حوله، وقد ولت الكافة مدبرين سوى من ذكرناه وفي ذلك يقول مالك بن عبادة الغافقي لم يواس النبي غير بني ها * شم عند السيوف يوم حنين هرب الناس غير تسعة رهط * فهم يهتفون بالناس أين؟
ثم قاموا مع النبي على الموت * فأبوا زينا لنا غير شين وثوى أيمن الأمين من القوم * شهيدا فاعتاض قرة عين وقال العباس بن عبد المطلب في هذا المقام نصرنا رسول الله في الحرب تسعة * وقد فر من قد فر عنه فاقشعوا وقولي إذا ما الفضل شد بسيفه * على القوم أخرى يا بني ليرجعوا وعاشرنا لاقى الحمام بنفسه * لما ناله في الله لا يتوجع يعني به أيمن ابن أم أيمن انتهى وهذا الذي ذكره المفيد من أنهم كانوا عشرة تسعة من بني هاشم والعاشر أيمن ابن أم أيمن يخالف ما مر عن إسحاق من أنهم كانوا ثمانية سبعة من بني هاشم والثامن أيمن بن أم أيمن، وما مر عن الشيخ من قوله وهو من الثمانية الصابرين يوافق قول ابن إسحاق، والأمر سهل لجواز أن يكون بعض الرواة اطلع على الاثنين فزادهم ولم يطلع عليهما البعض الآخر وعلى القولين ليس فيهم من غير بني هاشم سوى أيمن، أما عد عمر معهم فغير صواب لما سمعت من الحافظ ابن عبد البر أن من عده جعله في موضع أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وان الرواة اتفقوا على أن أبا سفيان بن الحارث كان معهم، فتركه وجعل رجل مكانه مخالف لاتفاقهم، أما عد الشيخين معا معهم كما فعله ابن الأثير في أسد الغابة تبعا للطبري في تاريخه فلم يقله أحد كما دل عليه كلام الاستيعاب السابق، وما هو إلا من باب الالحاق، أما أسامة بن زيد فلم يعده المفيد وعده ابن إسحاق وصاحب أسد الغابة، ويوشك أن يكون أيضا من باب الالحاق، وكان أيمن من المهاجرين الأولين هاجر هو وأمه أم أيمن مع علي بن أبي طالب لما هاجر بالفواطم بأمر رسول الله ص لما كتب اليه من قبا قبل دخوله المدينة فتبعهم أيمن بن أم أيمن ولما لحق الطلب بعلي ع قال لأيمن وأبي واقد أنيخا الإبل واعقلاها وتقدم فانزل النسوة ولما قتل جناحا وانهزم القوم عنه أقبل على أيمن وأبي واقد فقال أطلقا مطايا كما ولحقت بهم أم أيمن في ضجنان، روى ذلك الشيخ الطوسي مسندا في أماليه، ومر ذكره في الجزء الثامن من هذا الكتاب.
أبو البركات أيمن بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد أربعة عشر أبا في نسق واحد لم يوجد نظير ذلك توفي سنة 734.
في الدرر الكامنة كان تونسيا قدم القاهرة وكان كثير الهجاء والوقيعة، ثم قدم المدينة النبوية فجاور بها وتاب والتزم ان يمدح النبي ص خاصة إلى أن يموت فوفى بذلك وارا الرحلة عن المدينة فذكر أنه رأى النبي ص في النوم فقال يا أبا البركات كيف ترضى بفراقنا فترك الرحيل وأقام بالمدينة إلى أن مات وسمى نفسه عاشق النبي. روى عنه من شعره أبو حيان وبهاء الدين بن إمام المشهد ومن شعره فررت من الدنيا إلى ساكن الحمى * فرار محب عائد لحبيبه لجات إلى هذا الجناب وانما * لجات إلى سامي العماد رحيبه قال وهي طويلة كذا اختصره الصفدي، وقرأت في ذهبية القصر لابن فضل الله قال صاحبنا بهاء الدين ابن إمام المشهد ذكر لي ان صاحب تونس بعث يطلب منه العود إلى بلده ويرغبه فيه فأجاب أني لو أعطيت ملك المشرق والمغرب لم أرغب عن جوار رسول الله ص، وذكر انه رأى النبي ص فقال له كلاما قال لا أقوله لأحد غير أن في آخره واعلم أني عنك راض فعمل هذه الأبيات التي منها هذا المقطوع المذكور وأنشد له