إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة مفرع الحميري ويكنى أبا هاشم وأمه امرأة من الأزد ثم من بني الحدان وجده يزيد بن ربيعة شاعر مشهور وهو الذي هجا زيادا وبنيه ونفاهم عن آل حرب وحبسه عبيد الله بن زياد لذلك وعذبه ثم أطلقه معاوية. عن إسحاق بن محمد النخعي سمعت ابن عائشة والقحذمي يقولان هو يزيد بن مفرع ومن قال إنه يزيد بن ربيعة فقد أخطأ. ومفرع لقب ربيعة لأنه راهن ان يشرب عسا من لبن فشربه حتى فرغه فلقب مفرغا وكان شعابا بسيالة ثم صار إلى البصرة انتهى فحيث انه عرف بيزيد بن المفرع ظن ابن عائشة والقحذمي ان اسم أبيه مفرع فخطأ من قال إن اسمه ربيعة فلذلك تعقبهما أبو الفرج بان مفرغا لقب ربيعة فلا خطا. وحينئذ فمفرع بلفظ اسم الفاعل من فرع بالتشديد.
تلقيبه بالسيد سيادته لغوية لا انه فاطمي أو علوي قال الكشي في كتاب رجاله:
روي أن أبا عبد الله ع لقي السيد بن محمد الحميري فقال سمتك أمك سيدا ووفقت في ذلك وأنت سيد الشعراء ثم انشد السيد في ذلك:
ولقد عجبت لقائل لي * مرة علامة فهم من الفقهاء سماك قومك سيدا صدقوا به * أنت الموفق سيد الشعراء ما أنت حين تخص آل محمد * بالمدح منك وشاعر بسواء مدح الملوك ذوو الغنى لعطائهم * والمدح منك لهم بغير عطاء فأبشر فإنك فائز في حبهم * ولقد وردت عليهم بجزاء ما تعدل الدنيا جميعا كلها * من حوض أحمد شربة من ماء أقوال العلماء فيه ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال:
إسماعيل بن محمد الحميري السيد الشاعر يكنى أبا عامر انتهى وفي الفهرست: السيد بن محمد اخباره تأليف الصولي أخبرنا بها أحمد بن عبدون عن أبي بكر الدوري عن الصولي انتهى والصولي هذا هو أبو بكر الصولي العالم المؤلف المشهور ومر في أحمد بن إبراهيم بن أحمد العمي ان له كتاب اخبار السيد الحميري وكتاب شعره. وكفى في جلالة شان السيد واعتناء العلماء به تأليف هؤلاء الكتب في اخباره وأشعاره، يرويها العلماء بأسانيدهم عنهم. وذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين وذلك أنه قال في آخر المعالم باب في بعض شعراء أهل البيت ع وهم على اربع طبقات: المجاهرون، والمقتصدون، والمتقون، والمتكلفون ثم قال: فصل في المجاهرين: السيد أبو هاشم إسماعيل بن محمد بن يزيد بن محمد بن وداع بن مفرع الحميري من أصحاب الصادق ولقي الكاظم ع وكان في بدء الامر خارجيا ثم كيسانيا ثم إماميا وقيل لأبي عبيدة من أشعر الناس قال من شبه رجلا بريح عاد يريد قوله:
إذا أتى معشرا يوما أنامهم * إنامة الريح في تدميرها عادا وقال بشار: لولا ان هذا الرجل شغل عنا بمدح بني هاشم لأتعبنا.
وسمع مروان بن أبي حفصة القصيدة المذهبة فقال لكل بيت سبحان الله ما أعجب هذا الكلام. وقال التوزي لو قرئت القصيدة التي فيها ان يوم التطهير يوم عظيم على المنبر ما كان بذلك باس وقال بعضهم جمعت من شعره ألفين ومائتي قصيدة وزعمت أنه لم يذهب علي منه شئ فبينا انا ذات يوم أنشد شعرا فقلت لمن هذا قالوا للسيد الحميري فقلت في نفسي ما أراني في شئ بعد الذي جمعته. وذكر ابن المعتز في طبقات الشعراء انه رئي حمال في بغداد مثقل فسئل عن حمله فقال ميميات السيد. وقيل له لم لا تقول شعرا فيه غريب فقال: أقول ما يفهمه الصغير والكبير ولا يحتاج إلى التفسير وأنشأ:
أيا رب اني لم أرد بالذي به * مدحت عليا غير وجهك فارحم انتهى المعالم. ويأتي تفسير قوله وكان في بدء الأمر خارجيا.
وعن التحرير الطاووسي: إسماعيل بن محمد الحميري حاله في الجلالة ظاهر ومجده باهر فلنكتف بهذا انتهى وفي الوجيزة انه ممدوح. وقال العلامة في الخلاصة: إسماعيل بن محمد الحميري ثقة جليل القدر عظيم الشأن والمنزلة رحمه الله تعالى انتهى وفي تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جويا من جبل عامل التي هي بمنزلة الذيل لنقد الرجال:
نقل المصنف وغيره عن الخلاصة انه ثقة جليل القدر عظيم المنزلة فراجعتها وفيها فقيه جليل القدر انتهى وهو الأقرب لأنه من المعلوم أنه كان يشرب الخمر ومع ذلك كان مصرا عليه ولم يعلم أنه تاب وأما انه ترحم عليه الصادق ع وانه من الأولياء وغير ذلك فهو من وفور محبته وولائه وهو غير ارتكاب الكبيرة المسقطة للاتصاف بالعدالة انتهى أقول في نسخة عندي من الخلاصة منقولة عن نسخة ولد ولد المصنف ومقابلة عليها كلمة ثقة وهو الموافق لأكثر النسخ المصححة بل لجميعها فإنه لم ينقل أحد عن الخلاصة لفظة فقيه غيره وقد ذكره في الخلاصة في القسم الأول وان دل بعض الأخبار على فقاهته كخبره الآتي مع الكميت وقول الكميت له أنت اعلم وأفقه منا. وما في الأغاني من أن امرأة من الخوارج قالت له المتعة أخت الزنا فقال أعيذك بالله ان تكفري بالقرآن بعد الايمان فان الله عز وجل قال فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة. ولكن ليس لنا ما يدل على وثاقته ان لم يوجد ما يدل على عدمها والمستفاد من الاخبار الآتية فيه ومدح الصادق ع له وترحمه عليه رجاء التجاوز عن سيئاته بعظيم حسناته في ذبه عن أهل البيت الطاهر ونشر فضائلهم كقوله ع وقد قيل له انه يشرب الخمر فقال وما ذلك على الله بعظيم ان يغفر لمحب علي ع و قوله ان زلت له قدم فقد ثبتت له أخرى فلذلك قال ابن طاوس ما مر من المدح ولم يذكر الوثاقة واكتفى صاحب الوجيزة بجعله ممدوحا ولكن سيأتي عن المرزباني انه تاب وأرسل إلى الصادق ع بتوبته وروى الكشي كما يأتي في ترجمة يونس بن عبد الرحمن يقال انتهى علم الأمة إلى أربعة نفر أولهم سلمان الفارسي والثاني جابر والثالث السيد والرابع يونس بن عبد الرحمن انتهى والمراد بالسيد هو السيد الحميري لتبادره عند الاطلاق ولمناسبة الترتيب بين الأربعة بحسب العصر. وفي مجالس المؤمنين: أنه كان من أكابر أهل زمانه واحرز قصب السبق في مضمار الفصاحة والبلاغة على أقرانه وذكروا أن دفاتر ميمياته كانت حمل بعير وفي تذكرة ابن المعتز أنه كان للسيد أربع بنات كل واحدة منهن تحفظ أربعمائة قصيدة من قصائده ولم يترك فضيلة ولا منقبة