200:
الشيخ أحمد بن فارس العاملي.
الظاهر أنه من امراء جبل عامل ذكره الشيخ محمد بن مجير العنقاني في كتيب له في تاريخ جبل عامل فقال: في سنة 1152 اجتمع جماعة من الأشقياء لقتل الشيخ احمد فارس فلم يقدروا وهربوا والتجأوا إلى شقيف أرنون اه وفي بعض التواريخ العاملية ان احمد منصور واحمد فارس أقاما في قلعة الشقيف عام 1151 فعمراها وأحدثا فيها بوابة اه والظاهر أنه أخو الشيخ علي فارس أمير ناحية الشقيف في عصر الشيخ ناصيف بن نصار. 201:
الشيخ أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب اللغوي النحوي القزويني أو الهمذاني الأصل ثم الرازي صاحب المجمل في اللغة.
وفي تاريخ ابن الأثير: أحمد بن زكريا بن فارس وكأنه سهو من الناسخ.
وفاته ومدفنه في معجم الأدباء: في آخر نسخة قديمة لكتاب المجمل ما صورته:
مضى الشيخ أبو الحسين أحمد بن فارس رحمه الله في صفر سنة 395 بالري ودفن بها مقابل مشهد قاضي القضاة أبي الحسن علي بن عبد العزيز يعني الجرجاني أ ه وفي وفيات الأعيان وغيره انه توفي سنة 390 وقيل سنة 375 بالمحمدية والأول أشهر أ ه وفي تاريخ ابن الأثير انه توفي سنة 369، في معجم الأدباء عن ابن الجوزي مات سنة 369 وفيه عن خط الحميدي انه مات سنة 360 قال وكل منهما لا اعتبار به لأني وجدت خط كفه على كتاب الفصيح تصنيفه وقد كتبه 391 وفي بغية الوعاة: قال الذهبي مات سنة 395 بالري وهو أصح ما قيل في وفاته أ ه.
نسبته الرازي نسبة إلى الري من مشاهير بلاد الديلم والزاي زائدة للنسبة كما قالوا مروزي في النسبة إلى مرو والري هي المسماة اليوم طهران أو قريب منها نسب إليها لأنه كان مقيما بهمذان ثم انتقل إلى الري فتوطنها، وسبب ذلك أنه حمل إليها من همذان وقد شهر ليقرأ عليه مجد الدولة أبو طالب بن فخر الدولة علي بن ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي صاحب الري وعين له راتب ذكره ابن الأنباري وياقوت وغيرهما، وفي معجم الأدباء وجدت على نسخة قديمة لكتاب المجمل تصنيف ابن فارس ما صورته: تأليف الشيخ أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا الزهراوي الأستاذ خرذي، واختلفوا في وطنه فقيل كان من رستاق الزهراء من القرية المعروفة كرسف وجياناباد وحضرت القريتين مرارا ولا خلاف أنه قروي حدثني والدي محمد بن أحمد وكان من حاضري مجلسه قال: أتاه آت فسأله ابن فارس عن وطنه فقال كرسف فتمثل ابن فارس:
بلاد بها شدت علي تمائمي * وأول أرض مس جلدي ترابها وكتبه مجمع بن أحمد بخطه في ربيع الأول سنة 446.
تشيعه لا شبهة في تشيعه فقد ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي في فهرست أسماء مصنفي الامامية فقال: أحمد بن فارس بن زكريا له كتب، وعد بعضها ولم يشر إلى أنه غير شيعي كما هي عادته فذكره في مصنفي الامامية مسكوتا عنه شهادة منه بتشيعه وكفى به شاهدا ولا سيما أنه بالأدب واللغة أشهر منه بالرواية والفقه فلا داعي لذكره في كتابه الموضوع لذكر مصنفي الامامية ولا مناسبة لذلك لو لم يكن منهم. وذكره ابن شهرآشوب في المعالم المعد لذكر كتب الشيعة وأسماء المصنفين منهم، وذكره السيد هاشم البحراني في روضة العارفين بولاية أمير المؤمنين ع وصاحب ثاقب المناقب فيما حكي عنهما ويروي عنه حديث رؤية الشيخ الهمذاني للمهدي ع، وذكر ابن داود في القسم الأول المعد للثقات، ولكن ابن الأنباري في طبقات الأدباء وتبعه ياقوت في معجم الأدباء والسيوطي في بغية الوعاة قال: إنه كان فقيها شافعيا ثم انتقل إلى مذهب مالك في آخر امره فسئل عن ذلك، فقال دخلتني الحمية لهذا الامام المقبول على جميع الألسنة أن يخلو مثل هذا البلد يعني الري عن مذهبه فعمرت مشهد الانتساب اليه حتى يكمل لهذا البلد فخره، فان الري اجمع البلاد للمقالات والاختلافات في المذاهب على تضادها وكثرتها أ ه إلا أنه لا يصغي إلى ذلك بعد ذكر الشيخ الطوسي له في مصنفي الامامية وقرب عصره من عصره واختيار آل بويه له معلما لهم يؤيد تشيعه، وفي كتابه الصاحبي صفحة 17 من المطبوع ما يدل على تشيعه فراجعه ولعله كان يتستر بالشافعية والمالكية كما وقع لجماعة وذكرناه في ترجمة أحمد بن زهرة أو إن ذلك اختلاق أو اشتباه. وقال المحقق البهبهاني في تعليقته بعد ما ذكر ما يأتي عن ابن خلكان في حقه ربما يحتمل من هذا كونه ليس من الشيعة أ ه وضعفه ظاهر وعن الصدوق في كتاب كمال الدين: سمعت شيخا من أصحاب الحديث يقال له أحمد بن فارس الأديب الخ.
أقوال العلماء فيه ذكره عبد الرحمن بن الأنباري في طبقات الأدباء فقال: أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا الرازي كان من أكابر أئمة اللغة وكان والده فقيها شافعيا لغويا وقد أخذ عنه أبو الحسين، وروى عنه في كتبه قال ابن فارس سمعت أبي يقول، سمعت محمد بن عبد الواحد يقول سمعت ثعلبا يقول إذا أنتج ولد الناقة في الربيع ومضت عليه أيام فهو ربع فإذا أنتج في الصيف فهو هبع فإذا أنتج بين الصيف والربيع فهو بعة. وكان الصاحب بن عباد يقول شيخنا أبو الحسين رزق حسن التصنيف وأمن فيه من التحريف، وكان كريما جوادا فربما وهب السائل ثيابه وفرش بيته وكان له صاحب يقال له أبو العباس أحمد بن محمد الرازي المعروف بالغضبان، وسبب تسميته بذلك أنه كان يخدمه ويتصرف في بعض أموره قال: فكنت ربما دخلت فأجد فرش البيت أو بعضه قد وهبه فأعاتبه على ذلك وأضجر منه فيضحك من ذلك ولا يزول عن عادته فكنت متى دخلت عليه ووجدت شيئا من البيت قد ذهب علمت أنه قد وهبه فأعبس وتظهر الكآبة في وجهي فيبسطني ويقول ما شان الغضبان حتى لصق بي هذا اللقب منه وإنما كان يمازحني به أ ه. وفي معجم الأدباء: قال ابن فارس سمعت أبي يقول حججت فلقيت بمكة ناسا من هذيل فجاريتهم ذكر شعوائهم فما عرفوا أحد منهم ولكن رأيت أمثل الجماعة رجلا فصيحا وأنشدني:
إذا لم تحظ في أرض فدعها * وحث اليعملات على وجاها ولا يغررك حظ أخيك فيها * إذا صفرت يمينك من جداها ونفسك فز بها ان خفت ضيما * وخل الدار تحزن من بكاها