فيهم فلا أجد بدا من متابعتهم قال فلما كان من قابل قال أنت الذي تروي علي ما تروي في زرارة وبريد ومحمد بن مسلم والأحول قلت نعم فكذبت عليك؟ فقال انما ذلك إذا كانوا صالحين قلت هم صالحون قال المؤلف قوله ع ولكن الناس الخ يريد ان الناس يكثرون علي في ذمهم والصاق العيب بهم فلا أجد بدا من متابعتهم خوفا على نفسي أو خوفا عليهم فيكون ذمي لهم كخرق السفينة من الخضر خوفا عليها فأذمهم حتى لا ينسبوا إلي فيقتلوا فلما كان من قابل قال للراوي أنت الذي تروي علي في فلان وفلان يعني من مدحهم والثناء عليهم معرضا له بأنه لا ينبغي ان تروي ذلك عني وتشهره بين الناس فيصل إلى أعدائنا فيعلموا انهم من خواصي فيقصدوهم بالأذى، ولما كان الراوي قد سمعه يمدحهم فروى عنه ذلك ولم يكذب قال نعم فكذبت عليك؟ تقديره أ فكذبت عليك على جهة الاستفهام الإنكاري فقال انما ذلك إذا كانوا صالحين اي انما تكون لم تكذب علي إذا كانوا صالحين معرضا بأنهم غير صالحين محافظة عليهم نظير خرق السفينة فقال له هم صالحون جريا علي ما يعلمه من حالهم والله أعلم. ثم قال الكشي حدثني محمد بن مسعود عن جبريل بن أحمد بن عيسى عن يونس عن أبي الصباح سمعت أبا عبد الله ع يقول يا أبا الصباح هلك المترائيون في أديانهم منهم زرارة وبريد بن معاوية ومحمد بن مسلم وإسماعيل الجعفي وذكر آخر لم احفظه. وبهذا الاسناد عن يونس عن مسمع كردين أبي سيار سمعت أبا عبد الله ع يقول لعن الله بريدا لعن زرارة، جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن عمر بن ابان عن عبد الرحيم القصير قال أبو عبد الله ع ائت زرارة وبريدا وقال لهما ما هذه البدعة أ ما علمتما ان رسول الله ص قال كل بدعة ضلالة فقلت له اني أخاف منهما فأرسل معي ليث المرادي فاتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبد الله ع فقال والله لقد أعطاني الاستطاعة وما شعر. واما بريد فقال لا والله لا ارجع عنها ابدا قال المؤلف يظهر من هذا الحديث ان المراد بالبدعة هي القول بالاستطاعة وان العبد غير مجبور على أفعاله وقول زرارة لقد أعطاني الاستطاعة يمكن ان يكون المراد به انه يطلبه مني الرجوع عنها جعلني مختارا، وقوله وما شعره فيه سوء أدب لا يمكن صدوره من مثل زرارة فان صح أمكن حمله على بعض المحامل نظير ما حمل عليه كلام الصادق ع.
ثم قال الكشي علي بن محمد حدثني محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي العباس البقباق عن أبي عبد الله ع أنه قال أربعة أحب الناس إلي احياء وأمواتا بريد العجلي وزرارة ومحمد بن مسلم والأحوال انتهى وقد قدم في الأحوال عن حمدويه حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ويعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي العباس البقباق عن أبي عبد الله ع نحو ذلك وفي منهج المقال وهو سند صحيح معتبر انتهى وقدم أيضا في أبي بصير ليث بن البختري المرادي حدثني حمدويه بن نصير حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن جميل بن دراج سمعت أبا عبد الله ع يقول بشر المخبتين بالجنة بريد بن معاوية العجلي وأبو بصير ليث بن البختري المرادي ومحمد بن مسلم وزرارة أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست وفي منهج المقال ولا يخفى ان ما تضمن القدح لا يخلو سنده من شئ ويمكن ان يكون الوجه فيه الشفقة عليهم والترغيب لهم في الاحتياط في الفتوى والاخفاء على أهل الخلاف والترهيب عن خلاف ذلك ويأتي إن شاء الله في الكتاب ما يؤكد المدح والتوثيق ويزيده وضوحا على التحقيق انتهى وذلك ما سيأتي في تراجم من ذكروا معه من الاخبار التي لم تذكر هنا الدالة على جلالة شانه وبالجملة فهو من أعاظم الثقات الاجلاء. وفي لسان الميزان بريد بن معاوية بن أبي حكيم واسمه حاتم العجلي يكنى أبا القاسم. قال ابن النجاشي وجه من وجوه الشيعة وفقيه له محل عند الأئمة روى عنه علي بن عقبة بن خالد الأسدي وجميل بن صالح وعلي بن رياب وغيرهم وروى هو عن إسماعيل بن رجاء وأبي جعفر الباقر وجعفر الصادق وذكر ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضالة الصواب فضال انه مات سنة وذكر سعد بن عبد الله القمي بسند له إلى جعفر الصادق أنه قال أوتاد الأرض أربعة فذكره منهم وزرارة بن أعين ويقال انه كان يقول بالاستطاعة كما يقول زرارة انتهى.
وفي مشتركات الكاظمي باب بريد ولم يذكره شيخنا ولا وجه لتركه فإنه مشترك بين أربعة ثلاثة مجاهيل رووا عن الصادق ع والرابع ابن معاوية العجلي الثقة الفقيه أبو القاسم يعرف برواية علي بن عقبة بن خالد الأسدي وعمر بن أذينة وابان بن عثمان ويحيى الحلبي وحريز والقاسم بن عروة وجميل بن صالح والحارث بن محمد وعلي بن رئاب عنه انتهى وزاد بعضهم نقلا عن مشتركات الكاظمي رواية هشام بن سالم وحضير الصيرفي وأيوب بن الحر وأبي أيوب وإبراهيم بن عثمان عنه. وليس ذلك في نسختين من مشتركات الكاظمي عندي ولعل نسخها مختلفة بالزيادة والنقصان وعن جامع الرواة انه زاد رواية داود بن فرقد والحكم وإسماعيل ابني حبيب ومروان بن مسلم ويونس بن عبد الرحمن وابن بكير والحارث بن أبي رسن وإسماعيل بن سهل وأيوب بن الحر وعبد الله بن المغيرة وأبي أيوب الخزاز وربعي بن عبد الله والحسين بن المختار وصفوان وابن أبي عمير وهارون بن مسلم وغالب بن عثمان ودرست بن أبي منصور عنه وبروايته عن الباقر ع والحسين بن موسى وعمر بن يزيد وثعلبة بن ميمون وحماد بن عثمان وأبي الحسن الشامي وأبي سليمان الحمار انتهى مع أنه نقل رواية أيوب وأبي أيوب عنه عن مشتركات الكاظمي كما مر.
بريد مولى عبد الرحمن القصير كوفي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان الميزان بريد أبو حازم مولى عبد الرحمن القصير من شيوخ الشيعة قاله الدارقطني انتهى.
بريد بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح ابن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن اسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر الأسلمي الصحابي.
توفي سنة 62 وقيل 63 في مرو ودفن بها.
هكذا نسبه ابن سعد في الطبقات الكبير وابن عبد البر في الاستيعاب وغيرهما. وفي الإصابة قال أبو علي الطوسي أحمد بن عثمان صاحب ابن المبارك اسم بريدة عامر وبريدة لقب انتهى وبريدة ذكره العلامة في الخلاصة بغير هاء فقال في القسم الأول بريد جلان ثم ذكر بريد بن معاوية العجلي وبريد الأسلمي انتهى قال الميرزا والظاهر أن الهاء هو الصواب انتهى وفي الدرجات الرفيعة بريدة بضم الباء الموحدة وفتح الراء المهملة وسكون الياء المثناة من تحت وفتح الدال المهملة في آخره.
والحصيب بالمهملتين مصغرا. والأسلمي بفتح الهمزة وسكون