وذي ضغائن طارت روحه شفقا * منه وطاحت شظايا نفسه قددا علما بان الحسام الصاحبي غدا * مجردا والشهاب الفاطمي بدا وأنه انسد شعب كان منصدعا * به وامرع شعب كان محتصدا فارفع المجد أعيانا واسمقه * مجد يناسب فيه الوالد الولدا فليهنا الصاحب المولود ولترد السعود * تجلو عليه الفارس النجدا لم يتخذ ولدا إلا مبالغة في * صدق توحيد من لم يتخذ ولدا وخذ إليك عروسا بنت ليلتها * من خادم مخلص ودا ومعتقدا أهديتها عفو طبعي وانتحيت بها * سحرا وإن كنت لم أنفث له عقدا وازنت ما قلته شكرا لربك إذ * جاء المبشر بيتا سار واطردا الحمد لله شكرا دائما أبدا * إذ صار سبط رسول الله لي ولدا وقال أبو الحسين الجوهري يهنئه بقصيدة منها:
كافي الكفاة بقصد من صرائمه * حامي الحماة بحصد من مناصله ما زال يخطب منه الدين مجتهدا * قربي توطد من عليا وسائله وكان بعد رسول الله كافله * فصار جد بنيه بعد كافله هلم للخبر المأثور مسنده * في الطالقان فقرت عين ناقله فذلك الكنز عباد وقد وضحت * عنه الإمامة في أولى مخايله الصاحبي نجارا في مطالعه * والطالبي غرارا في مقاتله يهني الوزير ظبي في وجه صارمه * من صارم وشبا في حد عامله قوله هلم للخبر المأثور الخ إشارة إلى ما روته الشيعة أن بالطالقان كنزا من ولد فاطمة والصاحب من الطالقان وقد رزق سبطا فاطميا فرجا الشاعر أن يكون هو المراد بالخبر.
وقال عبد الصمد بن بابك قصيدة منها:
كساك الصوم أعمار الليالي * وأعقبك الغنيمة في المآب فلا زالت سعودك في خلود * تباري بالمدى يوم الحساب أتاك العز يسحب بردتيه * على ميثاء حالية التراب ببدر من بني الزهراء سار * تعرى عنه جلباب السحاب تفرع في النبوة ثم ألقى * بضبعيه إلى خير الصحاب تلاقت لابن عباد فروع * النبوة والوزارة في نصاب فلا تغرر برقدته الليالي * ولا تشحذ له المهم النوابي فمن خضعت له الأسد الضواري * ترفع عن مراوغة الذئاب وكان الصاحب إذا ذكر عبادا أنشد وقال:
يا رب لا تخلني من صنعك الحسن * يا رب حطني في عباد الحسيني ولما فطم عباد قال:
فطمت أيا عباد يا ابن الفواطم * فقال لك السادات من آل هاشم لئن فطموه عن رضاع لبانه * لما فطموه عن رضاع المكارم ولما كبر عباد زوجه جده الصاحب. حكى ياقوت في معجم الأدباء عن الوزير أبي سعد منصور بن الحسين الآبي في تاريخه أنه قال: خطب كافي الكفاة ابنة أبي المفضل ابن الداعي لسبطه عباد بن أبي الحسن علي بن الحسين الحسني وقع الأملاك في داره يوم الخميس لأربع خلون من ربيع الأول سنة 384 وكان يوما عظيما احتفل فيه كافي الكفاة ونثر من الدنانير والدراهم شيئا كثيرا ولذلك أنفذ فخر الدولة له على يدي أحد حجابه الكبار إلى هناك من النثار ما زاد على مائة طبق عينا ورقا وحضر الفولاذ زماندارية أصحاب فولاذ بن زماندار أحد ملوك الديلم بأسرهم فان الابنة المزوجة كانت ابنة ديكونه بنت الحسن بن الفيروزان خالة فخر الدولة وكان القوم أخوالها وأضافهم الصاحب ونصبت مائدة عظيمة في بيت يزيد على خمسين ذراعا وكانت بطول البيت وأجلس عليها ستة أنفس وكان فولاذ بن زماندار وكبات بن بلقسم في الصدر وبجنب فولاذ أبو جعفر ابن الثائر العلوي وبجنبه الآخر أبو القاسم ابن القاضي العلوي ودون أحد العلويين كاكي بن يشكرزاد ودون الآخر مرداويج الكلاري ووقف أبو العباس الفيروزان وعبد الملك بن ما كان للخدمة ووقف كافي الكفاة أيضا ساعة ووقف جميع أكابر الكتاب والحجاب مثل الرئيس أبي العباس أحمد بن إبراهيم الضبي وأبي الحسين العارض وأخيه أبي علي وابنه أبي الفضل وأبي عمران الحاجب وغيرهم إلى أن فرع القوم من الأكل ثم أكل هؤلاء مع الصاحب على مائدة مفردة وأما قاضي القضاة والأشراف والعدول فإنهم أطعموا على مائدة أخرى في بيت آخر انتهى وفي اليتيمة: لما أملك عباد بكريمة بعض أقرباء فخر الدولة أبي الحسن قال أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد الشاشي قصيدة منها:
المجد ما حرست أولاه أخراه * والفخر ما التف أقصاه بادناه والسعي أجلبه للحمد أصعبه * والذكر أعلاه في الأسماع أغلاه والفرع أذهبه في الجو أنضره * والأصل أرسخه في الأرض أنقاه اليوم أنجزت الآمال ما وعدت * وأدرك المجد أقصى ما تمناه اليوم أسفر وجه الملك مبتسما * وأقبلت ببريد السعد بشراه اليوم ردت على الدنيا بشاشتها * وأرضي الملك والاسلام والله والملك شدت عراه بالنبوة فار * تزت دعائمه واشتد ركناه وصار يعزي بنو ساسان في مضر * صنعا من الله أسداه فأسناه قد زف من جده كافي الكفاة إلى * من خاله ملك الدنيا شهنشاه سبطان سدى رسول الله سلكهما * فالحم الله ما قد كان سداه أولاد أحمد ريحان الزمان * ومولانا الوزير من الريحان رياه أولاد أحمد منه لا يميزهم * عنه ولاء ولا مال ولا جاه متى ابنتي واحد منهم بواحدة * فإنما صافحت يمناه يسراه علمه كان الصاحب عالما بالتوحيد والأصول وألف فيهما فمن مؤلفاته كما يأتي مختصر أسماء الله وصفاته ونهج السبيل في الأصول وكتاب الإمامة وكتاب الزيدية وكان محدثا عارفا بالحديث واقتبس من الحديث في شعره كما يأتي وكان يقول شاركت الطبراني في اسناده ويقال إنه كان يقول عن البخاري هو حشوي لا يعول عليه وقال السمعاني في الأنساب سمع الصاحب الأحاديث من الأصبهانيين والبغداديين والرازيين وحدث وكان يحث على طلب الحديث وكتابته ثم روى عن ابن مردويه أنه سمع الصاحب يقول من لم يكتب الحديث لم يجد حلاوة الاسلام وقال أبو الحسن علي بن محمد الطبري الكيا: لما عزم الصاحب على الإملاء وهو وزير خرج يوما