يثلبون اعراض الناس ويتقولون عليهم بغير حجة ولا برهان وكثير يأتي في ترجمته فضله وحسن عقيدته.
ترحم الصادق ع عليه في الأغاني قال: حدثني عبد الرحمن بن محمد الكوفي عن علي بن إسماعيل الهثمي عن فضيل الرسان قال: دخلت على جعفر بن محمد أعزيه عن عمه زيد ثم قلت له ألا أنشدك شعر السيد فقال انشد فأنشدته قصيدة يقول فيها:
فالناس يوم البعث راياتهم * خمس فمنها هالك اربع قائدها العجل وفرعونهم * وسامري الأمة المفظع ومارق من دينه مخرج * اسود بعد لكع أكوع وراية قائدها وجهه * كأنه الشمس إذا تطلع فسمعت نحيبا من وراء الستور فقال: من قائل هذا الشعر فقلت السيد فقال رحمه الله فقلت جعلت فداك اني رأيته يشرب الخمر فقال رحمه الله فما ذنب على الله ان يغفره لآل علي ان محب علي لا تزل له قدم الا ثبتت له أخرى. وقال: حدثني الأخفش عن أبي العيناء عن علي بن الحسن بن علي بن الحسين عن أبيه عن جعفر بن محمد انه ذكر السيد فترحم عليه وقال إن زلت له قدم فقد ثبتت الأخرى. وفيه أيضا: وجدت في بعض الكتب حدثني محمد بن يحيى اللؤلؤي حدثني محمد بن عباد بن صهيب عن أبيه قال كنت عند جعفر بن محمد فاتاه نعي السيد فدعا له وترحم عليه فقال رجل يا ابن رسول الله تدعو له وهو يشرب الخمر ويؤمن بالرجعة فقال حدثني أبي عن جدي ان محبي آل محمد لا يموتون الا تائبين وقد تاب ورفع مصلى كان تحته فاخرج كتابا من السيد يعرفه فيه انه قد تاب ويسأله الدعاء له.
سيرته أدرك السيد خمسة من ملوك بني العباس: السفاح وهو أولهم والمنصور أخاه والمهدي بن المنصور والهادي بن المهدي والرشيد بن المهدي وتوفي في خلافة الرشيد.
اخباره مع السفاح في فوات الوفيات ونحوه في الأغاني واللفظ للأول قيل إنه لما استقام الأمر للسفاح خطب يوما فأحسن الخطبة فلما نزل عن المنبر قام اليه السيد الحميري فأنشده:
دونكموها يا بني هاشم * فجددوا من آيها الطامسا دونكموها فألبسوا تاجها * لا تعدموا منكم له لابسا دونكموها لا علا كعب من * امسى عليكم ملكها نافسا خلافة الله وسلطانه * وعنصرا كان لكم دارسا قد ساسها قبلكم ساسة * ما تركوا رطبا ولا يابسا لو خير المنبر فرسانه * ما اختار الا منكم فارسا ولست من أن تملكوها إلى * هبوط عيسى فيكم آيسا فسر السفاح بذلك وقال له أحسنت يا إسماعيل سلني حاجتك قال ترضى عن سليمان بن حبيب بن المهاب وتولية الأهواز فامر بذلك وكتب عهده ودفعه إلى السيد وقدم به عليه فلما وقعت عينه عليه انشده:
اتيناك يا قرم أهل العراق * بخير كتاب من القائم يوليك فيه جسام الأمور * فأنت صنيع بني هاشم أتينا بعهدك من عنده * على من يليك من العالم فقال له سليمان شريف وشافع وشاعر ووافد ونسيب سل حاجتك فقال جارية فارهة جميلة ومن يخدمها وبدرة دراهم وحاملها وفرس رائع وسائسه وتخت من صنوف الثياب وحامله قال: قد أمرت لك بكل ما سالت وهو لك عندي كل سنة.
اخباره مع المنصور في تلخيص اخبار شعراء الشيعة المقدم ذكره: انه كان حسن الحال عند المنصور يطلق لسانه بما أراد فلما ظهر محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن الحسن امره ان يقتصد في القول ويدع ما كان عليه من المغالاة في وصف الطالبيين قال قيل وقال له المنصور أنشدنا قصيدتك التي تقول فيها:
ملك ابن هند وابن روى قبله * ملكا امر بحله الابرام فأنشدها حتى بلغ إلى قوله:
وأضاف ذاك إلى يزيد وملكه * اثم عليه في الورى وعرام أقصى الاله بني أمية انهم * ظلموا العباد بما اتوه وخاموا نامت جدودهم واسقط نجمهم * والنجم يسقط والجدود نيام تنام ظ ايمت نساء بني أمية منهم * وبنوهم بمضيعة أيتام جزعت أمية من ولاية هاشم * وبكت ومنهم قد بكى الاسلام ان يجزعوا فلقد اتتهم دولة * وبها تدول عليهم الأيام ولهم يكون بكل شهر أشهر * وبكل عام واحد أعوام يا رهط احمد ان من أعطاكم * ملك الورى وعطاؤه اقسام رد الوراثة والخلافة فيكم * وبنو أمية صاغرون رغام لمتمم لكم الذي أعطاكم * ولكم لديه زيادة وتمام أنتم بنو عم النبي عليكم * من ذي الجلال تحية وسلام وورثتموه وكنتم أولى به * أن الولاء تحوزه الأرحام ما زلت اعرف فضلكم ويحبكم * قلبي عليه وانني لغلام اوذى واشتم فيكم ويصيبني * من ذي القرابة جفوة وملام حتى بلغت مدى المشيب وأصبحت * مني القرون كأنهن ثغام قال فلما فرع جعل المنصور يلقمه ويقول شكر الله لك يا إسماعيل حبك لأهل بيت نبيه ثم قال يا ربيع ادفع إلى إسماعيل فرسا وجارية وغلاما وألف درهم واجعل الألف له في كل شهر.
قال وقيل بلغ السيد أن عبد الله بن أباض رأس الأباضية يعيب على علي ع ويتهدد السيد بأنه يذكره عند المنصور بما يوجب القتل وكان ابن أباض يظهر التسنن ويكتم مذهب الأباضية فكتب اليه السيد رحمه الله:
لمن طلل كالوشم لم يتكلم * ونؤي وآثار كترقيش معجم الا أيها العاني الذي ليس في الأذى * ولا اللوم عندي في علي بمحجم ستأتيك مني في علي مقالة * تسوؤك فاستأخر لها أو تقدم علي له عندي على من يعيبه * من الناس نصر باليدين وبالفم متى ما يرد عندي معاديه عيبه * يجد ناصرا من دونه غير مفحم علي أحب الناس الا محمدا * إلي فدعني من ملامك أو لم