كثيرا من مشاهير كتبهم ففي الفقه مثل المنهاج للشيخ الامام محيي الدين النواوي ومثل الحاوي الصغير للامام عبد الغفار القزويني ومثل الشرحين الكبير والصغير على الوجيز للشيخ المحقق الامام عبد الكريم القزويني وغير ذلك وفي الحديث مثل الصحيحين للإمامين الحافظين الناقدين البخاري ومسلم وغيرهما من الصحاح ومثل المصابيح للبغوي ومسند الشافعي ومسند أحمد بن حنبل وفي التفسير مثل معالم التنزيل للبغوي أيضا وتفسير العلامة القرطبي وتفسير القاضي البيضاوي وغير ذلك فبعض هذه بالقراءة وبعضها بالسماع وبعضها بالإجازة وربما كان في بعض مع الإجازة مناولة وأسانيد هذه موجودة في متون الإجازات التي لي من أشياخ أهل السنة وبعضها مكتوبة بخطي وعليها تصحيح من أخذت عنه منهم بخطه فليرو الشيخ جمال الدين المشار اليه وولداه السعيدان ذلك كله موفقين مسددين وأوصيهم ونفسي أولا بتقوى الله بالسر والعلن وتحري رضاه في الأقوال والأفعال وان لا ينسوني من صالح دعواتهم في خلواتهم وجلواتهم وكتب ذلك بيده الفانية الفقير إلى رحمة الله تعالى المستغفر من ذنوبه علي بن عبد العالي بالمشهد المقدس الغروي على مشرفه الصلاة والسلام والتحية والاكرام في خامس عشر من شهر جمادى الأولى من سنة احدى وثلاثين وتسعمائة من الهجرة النبوية على من نسبت اليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات وآله الطاهرين المعصومين حامدا لله مصليا على رسوله محمد وآله مسلما.
تلاميذه يروي عنه بالإجازة الشيخ بدر الدين حسن بن شمس الدين محمد ابن الشيخ الفقيه شمس الدين محمد بن يونس بتاريخ يوم الأحد 7 جمادى الأولى سنة 934.
434: احمد شاه بن محمد علي شاه بن مظفر الدين شاه بن أحمد ناصر الدين شاه القاجاري آخر الملوك القاجارية في مملكة إيران.
ولد سنة 1315 ه وجلس على سرير السلطنة في 21 شعبان سنة 1327 وتوفي بمدينة نيس من بلاد فرنسا في شهر رمضان سنة 1348 ونقل إلى دمشق ومنها إلى كربلاء فدفن فيها بوصية منه وعمره 32 سنة.
ومر في ترجمة جده ناصر الدين ذكر بقية أجداده ووجه النسبة إلى قاجار.
وكانت دولة إيران قد صارت دستورية في عهد جده مظفر الدين وبعد موت مظفر الدين وقيام ولده محمد علي الذي كان يبغض الدستور اتفق سرا مع روسيا وانكلترا على مقاومة طالبي الدستور فضرب المجلس النيابي في طهران بالمدافع وشتت شمل أهله وأظهرت روسيا له المساعدة التامة وتوالت الحروب بينه وبين الاهلين وانتهت بمحاصرته في طهران والتجائه إلى السفارة الإنكليزية، وخلعه ونفيه إلى أودسا من بلاد روسية وأقيم مكانه في الملك ولده احمد شاه وعمره 12 سنة وأقيم عضد الملك نائبا عنه لصغر سنة وجعل ولي عهده اخوه محمد حسن ميرزا ثم خرج احمد شاه من إيران بايعاز من الشاه رضا البهلوي الذي كان يومئذ رئيس الوزارة وبيده الحل والعقد وليس للشاه معه امر ولا نهي فمر بالعراق فسوريا وذهب إلى أوروبا واستمرت سلطنة القاجارية بملوكية احمد شاه بن محمد علي شاه وولاية العهد لأخيه محمد حسن ميرزا إلى سنة 1344 فانقرضت بتقرير المجلس النيابي الإيراني وجاء ولي العهد ووالدته إلى سوريا فكانوا كأحد الرعايا فسبحان من لا يدوم الا ملكه، وعدد الملوك القاجارية سبعة أولهم محمد شاه بن محمد حسن خان وآخرهم احمد شاه بن محمد علي شاه ومدة ملكهم 134 سنة من سنة 1210 إلى 1344.
435: الشيخ أحمد بن محمد بن علي بن نصر يروى بالإجازة عن السيد محمد بن علي بن خزعل الحسيني وتاريخ الإجازة 27 صفر سنة 828.
436: الشيخ أحمد بن محمد بن علي بن يوسف بن سعيد البحراني المقشاعي أصلا الأصبغي مسكنا.
المقشاعي نسبة إلى مقشاع من بلاد البحرين والأصبغي نسبة إلى أصبغ بالفتح وآخره غين معجمة واد في البحرين.
في لؤلؤة البحرين: فاضل محقق وكان معاصرا للشيخ علي بن سليمان القدمي فولي قضاء البحرين بأمر الشيخ علي المذكور فاتفق ان رجلا طلق زوجته وقبل انقضاء العدة غاب الزوج فلما عاد من سفره قال إني رجعت قبل انقضاء العدة واقام البينة على ذلك الا انه لم يعلمها بالرجوع وكانت المطلقة قد تزوجت بغيره فقال الشيخ احمد ترجع الزوجة إلى الزوج الأول وقال معاصره الشيخ علي هي زوجة الثاني وحصل في ذلك كلام كثير فكتبوا في هذه القضية إلى علماء شيراز وأصفهان فجاء الجواب على طبق قول الشيخ احمد فاستاء الشيخ علي من ذلك وعزل الشيخ احمد عن القضاء. قال في اللؤلؤة: ولا ريب ان المشهور في كلام الأصحاب هو ما أفتى به الشيخ احمد ونحن قد حققنا الكلام في هذه المسالة في الدرة الثامنة والعشرين من الدرر النجفية أقول: الصواب ما هو المشهور لثبوت حق الرجوع للزوج في الطلاق الرجعي وعدم قيام دليل على تقييده باعلام الزوجة، نعم لا اثم عليها إذا تزوجت بعد العدة مع عدم علمها بالرجوع لأن الأصل عدم الرجوع فإذا ثبت الرجوع ظهر فساد العقد وكان الوطء وطء شبهة فترجع إلى الزوج الأول بعد ان تعتد. وفي أنوار البدرين:
شيخنا المحقق المدقق الأصولي الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن علي كان أوحد زمانه علما وعملا وحيد زمانه في الكمالات الكسبية والموهبية، وأكثر مشائخنا تلامذته كانوا يصفون فضله وعلمه وذكاءه حتى أن شيخنا المحقق الشيخ محمد بن ماجد مع شدة تصلبه، كان يتعجب من فضله واشتعال ذهنه، وكان يذكر غزارة علمه وهو من جملة تلامذته وكانت له مذاهب نادرة منها القول بعدم نجاسة الماء القليل بالملاقاة وفاقا للحسن بن أبي عقيل ومنها وجوب الاجتهاد على الأعيان وفاقا لأهل حلب ومنها عدم جواز العمل بخبر الآحاد وفاقا للمرتضى وذكر شيخنا العلامة انه شرح النافع شرحا أجاد فيه الا انه لم يتم وحكى لي جماعة انه لم يقرأ في النحو الا شرح الملحة، وعلى كل حال فلا كلام في غزارة علمه واجتهاده باتفاق علماء بلاده، وتولى القضاء في البحرين مدة طويلة حتى وقع بين العلماء اختلاف عظيم في بعض الوقائع وحدث فيه تنافر بين الشيخ احمد وبين الشيخ علي بن سليمان وأدى ذلك إلى عزله، وكان فيه صلاح عظيم ومن كراماته المشهورة انه لم يحلف أحد عنده كاذبا الا أصيب على الفور اما بعمى أو مرض أو نحوهما حكى ذلك عنه والدي وحكى شيخنا عنه انه كان لا يتراخى في الاحلاف بل يبادر اليه وقد تحاماه الناس لذلك. انتهى كلام شيخنا العلامة الماحوزي وبه انتهى ما أردنا نقله من أنوار البدرين.