كبار الرافضة له تصانيف جمة أدبية منها كتاب اختلاف الحديث والعيافة والقيافة وأشياء، كان في زمن المعتصم اه، ومما مر من مؤلفات هذا الرجل وكتابه المحاسن تعلم عظمته وسعة علومه وسعة روايته واطلاعه، وأنه من أعاظم علماء الشيعة وثقات رجال الجواد والهادي ع، وقد وثقه جميع أهل الرجال من الامامية كالشيخ والنجاشي والعلامة وابن الغضائري وغيرهم ولم يغمز عليه أحد بشئ سوى قولهم أنه كان يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل وهو لا يقتضي الطعن فيه كما مر عن ابن الغضائري. وفي الكافي في باب ما جاء في الاثني عشر بعد حديث في النص عليهم ع: وحدثني محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي هاشم مثله سواء قال محمد بن يحيى فقلت لمحمد بن الصفار: يا أبا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله فقال لقد حدثني قبل الحيرة بعشر سنين اه وهذا يدل على أن في نفس ابن يحيى منه شئ ولا يدري ما المراد بهذه الحيرة التي أشار إليها وإن ذكروا فيها وجوها كلها ترجع إلى الحدس والتخمين لكنها على كل حال من بعض تشددات القميين المعروفة وأحمد بن محمد بن عيسى بما فعله من التوبة عما أتاه اليه يصح أن يقال فيه قطعت جهيزة قول كل خطيب.
التمييز مر قول الكاظمي في المشتركات ان أحمد بن محمد مشترك بين أربعة كلهم ثقات أخيار أحدهم أحمد بن محمد بن خالد ثم قال: ويعرف أحمد بن محمد بن خالد بوقوعه في وسط السند وبانه يروي عنه محمد بن جعفر بن بطة وعلي بن إبراهيم كما في المنتقى وعلي بن الحسين السعدآبادي وأحمد بن عبد الله ابن بنت البرقي وسعد بن عبد الله ومحمد بن الحسن الصفار وعبد الله بن جعفر الحميري اه وعن جامع الرواة أنه زاد رواية محمد بن أحمد بن يحيى ومحمد بن علي بن محبو ب ومحمد بن عيسى وعلي بن محمد بن عبد الله القمي ومحمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم وعن أبيه عنه ورواية محمد بن أبي القاسم وعلي بن محمد بن بندار ومحمد بن يحيى عنه ورواية أحمد بن إدريس والحسن بن متيل ومعلى بن محمد وابن الوليد وسهل بن زياد وعلي بن الحسن المؤدب عنه.
ومن فوائد السيد صدر الدين العاملي الاصفهاني في حواشيه على منتهى المقال أنه اعترض على الكاظمي في مشتركاته هنا بأنه لم يذكر في مميزات أحمد بن محمد بن عيسى مع أن محمد بن يحيى يروي عنهما فلا معنى لجعلها تمييزا لأحدهما دون الآخر قال والكليني كثيرا ما يقول محمد بن يحيى أو عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، فتارة يقيد بكونه ابن خالد أو ابن عيسى وتارة يطلق والاطلاق أكثر فإن كان الراوي عنهما غير العدة ومحمد بن يحيى أمكن التمييز به وإلا فلا لوحدة الطبقة إذ يروي عن أحدهما من يروي عن الآخر فمن يروي عن كل منهما حماد بن عيسى وعلي بن الحكم والحسن بن محبوب ومحمد بن سنان والحسن بن فضال والحسن بن علي الوشاء وعثمان بن عيسى وعلي بن يوسف، قال: وإذا جاءك أحمد بن محمد عن محمد بن خالد فالراوي ليس بالبرقي والا لقال عن أبيه بل هو الأشعري القمي كما يظهر من النجاشي وكذا إذا جاءك أحمد بن محمد عن يعقوب بن يزيد أو شريف بن سابق أو النوفلي أو محمد بن عيسى أو الحسن بن الحسين أو عمرو بن عثمان أو جهم بن الحكم المدائني أو إبراهيم بن محمد الثقفي أو الحسن بن علي بن بكار بن كردم أو يحيى بن إبراهيم بن أبي العلاد فالمظنون كونه ابن خالد قال والذي يحضرني الآن أن الذي يروي عن الحسن بن علي بن يقطين وإسماعيل بن مهران والقاسم بن يحيى والحسن بن راشد هو ابن خالد لكن يظهر من كتب الرجال ان ابن عيسى أيضا يروي عنهم وإذا جاءك أحمد بن محمد عن صفوان أو محمد بن إسماعيل بن بزيع أو عبد الله بن الحجال أو شاذان بن خليل أو ابن أبي عمير أو علي بن الوليد أو يحيى بن سليم الطائي أو جعفر بن محمد البغدادي أو عمر بن عبد العزيز أو إبراهيم بن عمر أو إسماعيل بن سهل أو العباس بن موسى الوراق أو محمد بن عبد العزيز أو أحمد بن محمد بن أبي داود أو عمار بن المبارك أو محمد بن يحيى فهو أحمد بن محمد بن عيسى وكثيرا ما يروي أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان وأحمد بن محمد بن أبي نصر والحسين بن سعيد وابن أبي نجران وأبي يحيى الواسطي ويروي عنهم أحمد بن محمد بن خالد أيضا كما يفهم من كتب الرجال اه.
ويقال ان أحمد بن فارس صاحب مجمل اللغة وأبو الفضل العباس بن محمد النحوي الملقب بعرام شيخي الصاحب بن عباد كانا من تلاميذ البرقي وعنه اخذا.
349: الشيخ شمس الدين أحمد بن محمد الخفري صاحب الحاشية المشهورة منسوب إلى خفر بلدة بفارس خرج منها جماعة ذكره الشيخ عبد النبي القزويني في تتميم أمل الآمل فقال: كان من أعاظم العلماء خصوصا في الهيئة وهو من الشيعة الإمامية على ما سمعت مشايخنا يحكمون به وكنت يوما عند السيد محمد إبراهيم الحسيني فزعم بعض الطلبة انه ليس من الشيعة فاغتاظ لذلك السيد المذكور. والمولى عبد الرزاق اللاهيجي في حاشية على حاشيته يذكره مترحما اه.
له تآليف كثيرة منها: شرح زبدة الهيئة للمحقق الطوسي وشرح نهاية الادراك للعلامة 350: أبو العباس أحمد بن محمد الدارمي المصيصي المعروف بالنامي الشاعر المشهور من شعراء سيف الدولة توفي بحلب سنة 399 أو 370 أو 371 وعمره تسعون سنة.
الدارمي بالدال المهملة والألف والراء المكسورة والميم نسبة إلى دارم بن مالك بطن كبير من تميم والمصيصي نسبة إلى المصيصة مدينة على ساحل البحر الرومي قرب طرسوس.
أقوال العلماء فيه قال ابن خلكان كان من الشعراء المفلقين ومن فحولة شعراء عصره وخواص مداح سيف الدولة بن حمدان. وكان عنده تلو أبي الطيب المتنبي في المنزلة والرتبة وله مع المتنبي وقائع ومعارضات في أناشيد وكان فاضلا أديبا بارعا عارفا باللغة والأدب اه وقال الثعالبي في اليتيمة شاعر مفلق من فحولة شعراء العصر وخواص شعراء سيف الدولة وكان عنده تلو المتنبي في المنزلة والرتبة اه وذكره السيد ضياء الدين يوسف بن يحيى الصنعاني المتوفى سنة 1121 في كتابه نسمة السحر فيمن تشيع وشعر وذكر في ترجمته ما ذكره ابن خلكان من غير زيادة ولا نقصان. ويأتي في ترجمة الناشي علي بن عبد الله بن وصيف انه كان معاصرا وان الناشي لما وفد إلى سيف