باقر البهبهاني انه بعد ما نقل عن الفاضل البيرجندي في شرح التذكرة ان كتاب اخوان الصفا ألفه جماعة قال وهذا وهم كما يظهر على من راجعه من وحدة نسق الكلام في كل رسالة وتكرار الحوالة في بعضها على بعض إلى غير ذلك من القرائن التي تظهر على المطلع أ ه أقول قد عرفت تعدد الكتاب المسمى رسائل اخوان الصفا فأحدهما لأبي سلمة احمد المجريطي ومؤلفه واحد والثاني مؤلفه جماعة على أن وحدة نسق الكلام في كل رسالة لا تدل على وحدة المؤلف لأن جماعة إذا اشتركوا في تأليف كتاب واحد كان نسقه واحدا وجرت منهم الحوالة في بعضه على بعض قال وهو كتاب جيد جدا في فنه ثم قال مستظهرا لوحدة مصنفه: ذكر العارف القاشاني في الأصل الأخير من الأصول الأصلية انه من حكماء الشيعة ثم قال رحمه الله ان مصنفه أبو سلمة احمد المجريطي وقال المدقق الأسترآبادي في أواخر الفوائد المدنية أنه من أفضل الحكماء الاسلاميين قال وهو من الواقفين على موسى بن جعفر ع ويستفاد ذلك من صريح كلامه كان في دولة العباسية وقد أشار إلى حسبه في بعض رسائل ذلك الكتاب حيث قال في مباحث المخاصمة الواقعة بين زعماء الحيوانات وحكماء الجن وبين الأنس في مجلس الملك: فسكت الجماعة فقام عند ذلك غلام خير فاضل زكي مستبصر فارسي النسبة عربي الدين حنفي المذهب عراقي الأدب عبراني المخبر مسيحي المنهاج شامي النسك يوناني العلم ملكي السيرة رباني الاخلاق إلهي الرأي وقال: الحمد لله رب العرش العظيم والمقالة طويلة نقلنا منها موضع الحاجة، وأظن ان درة التاج للعلامة الشيرازي ترجمة كتاب اخوان الصفا في كثير من مواضعه وكانت له يد طولى في تواضيح الفنون المتعلقة بالخيال يشهد بذلك من تتبع كتابه هذا وقد بالغ في كتابه في عود الامام السابع وفي ان الامام الثامن يعني الرضا ع لم يبلغ رتبة والده وقد بالغ في إنكار غيبة الامام من خوف المخالفين وفي عود الامام السابع مكان التاسع وهذا الكلام منه صريح في رأي التناسخية وبالجملة أراد هو في رسائله الإحدى والخمسين الموافقة في العدد للصلوات اليومية الراتبة أي من الفرائض والنوافل التي تبلغ في اليوم والليلة احدى وخمسين ركعة كما يقوله الشيعة أن يجمع بين قواعد الفلاسفة والشريعة المحمدية ومذهب الواقفية من الشيعة أقول إن كان المعني بالغلام في هذا الكلام نفسه أي مؤلف رسائل إخوان الصفا فقد صرح بأنه حنفي المذهب وقد يتنافى ذلك مع القول بأنه من حكماء الشيعة وصراحة كلامه في موافقة رأي التناسخية الذين تبرأ منهم الشيعة أشد منافاة هذا إن كان المنقول منه هذا الكلام هو كتاب المجريطي لكنه لا يمكن الوثوق بذلك لاحتمال كونه من كتاب جمعية اخوان الصفا لوقوع الاشتباه بين الكتابين كما عرفت وعلى كل حال فلم يتحقق كون أبي سلمة احمد المجريطي من موضوع كتابنا وسيأتي بعض الكلام المرتبط بالمقام عند ذكر اخوان الصفا وخلان الوفا في باب الألف مع الخاء انش.
248: الشيخ أحمد بن الشيخ محسن الأحسائي توفي سنة 1247 في أنوار البدرين قال في وصفه سبطه الشيخ موسى: العالم العابد جامع أشتات المفاخر والمحامد من ضم إلى الإحاطة بالعلوم الشرعية زهدا وافيا وورعا شافيا ذو الاخلاق الكريمة والسجايا القويمة الامام المقدس العلامة الشيخ أحمد بن الشيخ محسن الأحسائي أ ه.
مؤلفاته قال صاحب أنوار البدرين: وقفت له على 1 رسالة حسنة في الجهر والاخفات بالبسملة والتسبيح في الأخيرتين وثالثة المغرب 2 رسالة في حجية ظواهر الكتاب الكريم 3 حواش على تهذيب الأحكام 4 بعض الفوائد النوادر منها بخط سبطه الشيخ موسى فائدة تحريم الدم مما علم بالضرورة من الدين ولكن حيث قد شربه الحجام متبركا بدم النبي عليه وآله الصلاة والسلام ولم يكن عالما بالتحريم على هذا الوجه لم يخطئه النبي ص بل جعل ذلك سببا لنجاته من النار ففيه دلالة على ما أشرنا إليه في بعض ما كتبناه من أن الجاهل معذور وإنما تكون المعصية معصية إذا قصد المخالفة ثم قال:
تلك الدماء أراقتها أمية ب * عد العلم فاستوجبوا التخليد في النار سيعرضون بيوم لا خلاق لهم * فيه وحاكمه الهادي على الباري ومنها فائدة في ثواب الأعمال عن مولانا الباقر ع أن عابدا عبد الله ثمانين سنة ثم أشرف على امرأة فوقعت في نفسه فراودها عن نفسها فتابعته فلما قضى منها حاجته طرقه ملك الموت فاعتقل لسانه فمر سائل فأشار اليه أن خذ رغيفا كان في كسائه فأحبط الله عمل ثمانين سنة بتلك الزنية وغفر له بذلك الرغيف قال فانظر يا أخي شدة عقاب الزنا وعظم ثواب الصدقة ثم قال:
فإياك إياك الزنا فإنه * سواد لوجه العبد دنيا وآخره وكن باذلا في الله ما استطعت موقنا * بحسن الجزا واجهد ولا تخش فاقره فكم من فتى قد جاءه الموت عاجلا * وأعطى فأحياه الاله وآثره 249:
السيد الميرزا احمد الرضوي المشهدي بن السيد الميرزا محسن الرضوي وباقي النسب هناك ولد سنة 1263 في الشجرة الطيبة كان من بداية عمره موفقا لتحصيل الكمال وتكميل الخصال ومحلى بحلية الزهد والورع والتقوى وغير مائل إلى الدنيا مع استجماع أسبابها لديه مصاحبا للفقراء وأهل الحال، نهاره مصروف باكتساب الكمالات وخاطره مشغوف بالطاعات والعبادات فوضت اليه حجابة الضريح المطهر الرضوي دربان وولده ميرزا محمد تقي الملقب بمعين الدفتر من جملة الوجوه والأعيان.
250: السيد أحمد بن آقا محسن السلطان آبادي ولد سنة 1247 وتوفي خامس جمادى الثانية سنة 1325 كان أبوه من عظماء إيران دينا ودنيا ومن أهل الثروة العظيمة وهم أهل بيت جليل في العلم والرياسة والثروة كان لأبيه عشرة أولاد ذكور واحدى عشرة بنتا وهو أكبرهم كان عالما فاضلا جليلا قرأ في النجف الأشرف في الأصول على الميرزا حبيب الله الرشتي وفي الفقه على الميرزا لطف الله المازندراني.