المعمرين وانه عاش إلى زمن عبد الملك بن مروان فدخل عليه ورأسه كالثغامة انتهى وهو يدل على أنه من الصحابة. 739:
أدي ويقال ودي بالواو بدل الهمزة ابن هبة الله بن جماز بن منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا بن حسين بن مهنا بن داود بن القاسم بن عبد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسين ابن عبد الله الأعرج بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني الهاشمي من آل بيت امراء المدينة.
توفي سنة 752 في الدرر الكامنة: كان خارجا عن المدينة فانف من طول الغربة فجمع قوما وهجم المدينة في ربيع الأول سنة 727 بعد ان حاصرها أسبوعا واحرق الباب ففر طفيل أميرها وصادر الناس حتى اشتد الغلاء بالمدينة وافتقر جماعة من المياسير فاخذ طفيل عسكرا من مصر وقدم ففر ودي ثم حضر إلى القاهرة وترافع هو وطفيل إلى الناصر ثم سجن ودي وأعيد طفيل إلى المدينة ومعه بعض الامراء ثم أفرج عنه في رمضان سنة 331 ورتب له راتب ثم أضيف إلى طفيل في امرة المدينة ثم أفرد بها سنة 736 ثم عزل بسعد بن ثابت 750 فجمع جموعا وهجم المدينة واخذ أموال الخدام ونهب المدينة حتى لم يبق بها أحد لا يتاحاجه وخرج هاربا ثم قبض عليه وسجن في السنة المتقدمة فمات بالسجن انتهى. 740:
أديب التقي ولد سنة 1313 في قرية شبعا التابعة لقضاء حاصبيا خلال انتقال والده إليها في وظيفته الحكومية بدائرة الاحراج وتوفي ودفن بدمشق في مقبرة الباب الصغير سنة 1365.
أسرته أصل أسرته من بغداد وأول من انتقل منها إلى دمشق جده سلمان حيث كان تاجرا يتنقل في تجارته حتى وصل مرة إلى دمشق فتزوج فيها وأقام ورزق ولده سعيد والد المترجم لذلك عرفت أسرته بال التقي البغدادي. وكان والده من الأتقياء الورعين وكان شبه أمي، وبحكم عمله في دائرة الاحراج الحكومية كان كثير التنقل في البلاد إلى أن أحيل علي التقاعد فاستقر في بلده دمشق.
دراسته بدأ دراسته الابتدائية في مدرسة الأرثوذكس في عجلون ثم اكملها في دمشق وتابع دراسته الثانوية فنال شهادة البكالوريا. وبعد انقطاع عشر سنين عاد فتابع تحصيله العالي فنال إجازة الحقوق من جامعة دمشق، ثم بعد ما يقرب من عشر سنين أخرى تقدم لشهادة الدكتوراه في الأدب من جامعة القاهرة.
ومما يذكر هنا انه زار القاهرة قبيل الحرب العالمية الثانية وفي نيته التحضير للدكتوراه فالتقى بالدكتور طه حسين وكان عميدا لكلية الآداب وبعد ان تحادثا مليا، سأله المترجم عن شروط القبول لقسم الدكتوراه في الكلية دون ان يفصح له عن رغبته هو، فأفاض الدكتور في الشروط كالحصول على ليسانس الآداب والماجستير بعد اجتياز سنوات محددة، فعند ذلك ابدى المترجم أسفه لأنه لا يستطيع الانتماء لقسم الدكتوراه، ولما علم الدكتور طه بان المترجم هو طالب الانتساب وكان قد أدرك من لقائهما نضوجه وعمقه وثقافته وتفتح ذهنه فاعجب به كل الاعجاب قال الدكتور: هذه الشروط لغيرك، اما لك فإنه لشرف لقسم الدكتوراه ان تنتمي اليه، ولا يطلب منك الا ان تقدم الأطروحة وعاد إلى دمشق فلم تلبث الحرب العالمية الثانية ان أعلنت فشغلته متاعبها وعكف على دراسة الشريف الرضي ليكون موضوع أطروحته، وكان من المعجبين بالشريف، وفيه يقول معللا اختياره له:
انقذتني في مواقف الحصر، وسددتني في حيرة الفطن، وأعطيتني نفسك ونفسك شعرا وشعورا وحسا وضميرا، فوقفت من الناس والسلطان موقفك، ورمقت الدنيا ومتاعها بمقلتك، وأصغيت إلى غنائها وبكائها باذنك، وتحسست في باسائها ونعمائها باحساسك. ثم اني جالدت كما جالدت وناضلت كما ناضلت.
وما من قول ينطبق على أديب التقي كهذا القول فقد كان فيه من الشريف مشابه اي مشابه.
ولكن المقادير أبت عليه ان يصل إلى غايته، فقد كان من قبل يعاني داء النقرس فلم يقعده عن العمل، وبينما هو يعد العدة لانهاء رسالته والسفر إلى القاهرة في أواخر الحرب إذا بالأوجاع تنتابه فيحار لها الأطباء ثم يقررون نقله إلى بيروت لاجراء جراحة له يكشفون بها عن سر آلامه المضنية فإذا بالجراحة تكشف عن أن داءه هو السرطان، وإذا بالداء قد اخذ ماخذه، فيعاد المريض إلى دمشق لينتظر قضاء الله أياما معدودات، وبينما هو في سكرات الموت تصله الدعوة إلى القاهرة لمناقشة رسالته.
هذه هي أطوار دراسته الرسمية وهي الدراسة التي اصطلح عليها في عصره. ولكن كانت له دراسة أخرى هي ابعد اثرا في تكوينه وتوجيهه وتأدبه: هي انه منذ تفتحت عيناه على الحياة كان يصحب والده إلى مجالس مؤلف هذا الكتاب ويصغي إلى أحاديثه ويستمع إلى ما يلقي من شعر ونثر وما تضمنه تلك المجالس من محاضرات فقهية ومطارحات أدبية ومحادثات تاريخية فينبسط لذلك ويتعلق به وهو بعد طفل فلما بدأ دراسته الثانوية درس على المؤلف علوم النحو والمنطق والمعاني والبيان والبديع ومبادئ أصول الفقه وشيئا من الفقه والتفسير والشعر، كما يقول هو نفسه في أحد مؤلفاته. ثم يعقب على ذلك بقوله عن المؤلف انه: ما زال مثابرا على ملازمته والغرف من مشرعته لليوم.
والواقع هو ان الأمر كما قال الأستاذ محمد هندية في رسالته الجامعية أديب التقي، حياته وأدبه: تحولت هذه التلمذة إلى صداقة قوية بين الفتى وشيخه فثابر على الغرف من معارفه طول حياته.
أقوال المؤلف في المترجم لما توفي المترجم أقيمت له حفلة تأبينية تضمنت فيما تضمنته كلمة للمؤلف وجدتها بين أوراقه قال فيها: كان من صفاته الظاهرة الجد والعمل وعلو الهمة وإباء النفس.
ثم يقول عن نظمه للشعر: