لهم، ولما رأت الأوس ما صنع بشير وما تدعو اليه قريش وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة قال بعضهم لبعض وفيهم أسيد بن حضير وكان أحد النقباء والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم معها فيها نصيبا أبدا فقوموا فبايعوا أبا بكر فقاموا اليه فبايعوه فانكسر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا أجمعوا له من أمرهم انتهى وهذا معنى قول ابن الأثير في أسد الغابة أن أسيد بن حضير له في بيعة أبي بكر أثر عظيم انتهى وأنت ترى أن أقوى حجة لهم على الأنصار أن قريشا عشيرته وقومه فان كانت هذه حجة فبنو هاشم أقرب اليه من سائر قريش. ولكن الأنصار قد كانت عاقبتهم أن سلط عليهم بسر بن أرطاة فأخافهم وسبهم وأهانهم. وسلط عليهم من أباح المدينة ثلاثا حتى ولد ألف مولود لا يعرف لهم أب وبويعوا على أنهم عبيد رق ليزيد بن معاوية. وفي الطبقات الكبير لمحمد بن سعد: أسيد بن حضير أمه في رواية بنت النعمان بن امرئ القيس بن عبد الأشهل وفي رواية أم أسيد بنت سكن بن كرز بن عبد الأشهل كان لأسيد من الولد يحيى توفي وليس له عقب وكان أبوه حضير الكتائب شريفا في الجاهلية وكان رئيس الأوس يوم بعاث وهي آخر وقعة كانت بين الأوس والخزرج في الحروب التي كانت بينهم وقتل يومئذ حضير الكتائب وكانت هذه الوقعة ورسول الله ص بمكة قد تنبى ودعا إلى الاسلام ثم هاجر بعدها بست سنين إلى المدينة. وكان أسيد بن الحضير بعد أبيه شريفا في قومه في الجاهلية وفي الاسلام يعد من عقلائهم وذوي رأيهم وكان يكتب بالعربية في الجاهلية وكانت الكتابة في العرب قليلة وكان يحسن العوم والرمي وكان يسمى من كانت هذه الخصال فيه في الجاهلية الكامل وكان أبوه حضير الكتائب يعرف بذلك أيضا ويسمى به. ثم روى بأسانيده: أن اسلام أسيد بن الحضير وسعد بن معاذ على يدي مصعب بن عمير العبدري وشهد أسيد العقبة الأخرى مع السبعين من الأنصار وكان أحد النقباء الاثني عشر فآخى رسول الله ص بين أسيد بن الحضير وزيد بن حارثة ولم يشهد أسيد بدرا وتخلف هو وغيره لأنهم لم يظنوا أنه يكون حرب ولقي أسيد رسول الله ص حين أقبل من بدر فقال الحمد لله الذي أظفرك وأقر عينك والله يا رسول الله ما كان تخاز عن بدر وأنا أظن أنك تلقى عدوا ولكن ظننت أنها العير ولو ظننت أنه عدو ما تخلفت فقال رسول الله ص صدقت. وشهد أسيد أحدا وجرح يومئذ سبع جراحات وثبت مع رسول الله ص حين انكشف الناس وشهد الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص وكان من علية أصحابه وقال ص نعم الرجل أسيد بن الحضير وأنه كان مع عباد بن بشر عند رسول الله ص في ليلة ظلماء حندس فتحدثا عنده حتى إذا خرجا أضاءت لهما عصا أحدهما فمشيا في ضوئها فلما تفرق لهما الطريق أضاءت لكل واحد عصاه فمشى في ضوئها أقول: ومثل هذا إذا حكي عن أحد أئمة أهل البيت الطاهر وعدوه غلوا. وأنه لما توفي أسيد حمله عمر بن الخطاب بين العمودين من بني عبد الأشهل حتى وضعه بالبقيع وصلى عليه بالبقيع.
وهلك وترك عليه أربعة آلاف درهم دينا وكان ماله يغل كل عام ألفا فأرادوا بيعه فبعث عمر إلى غرمائه فقال هل لكم أن تقبضوا كل عام ألفا قالوا نعم فاخروه وقبضوا كل عام ألفا انتهى وفي أسد الغابة كان أبو بكر الصديق يكرمه ولا يقدم عليه أحدا ويقول أنه لا خلاف عنده واختلف في شهوده بدرا وشهد أحدا وما بعدهما وشهد مع عمر فتح البيت المقدس روى عنه كعب بن مالك وأبو سعيد الخدري وأنس وعائشة وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن ثم روى بسنده أنه قرأ ليلة سورة البقرة فرفع رأسه فإذا شئ كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماء فأخبر رسول الله ص بذلك فقال تلك الملائكة دنوا لصوتك ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم انتهى وفي الاستيعاب: إنه حديث صحيح جاء من طرق صحاح من نقل أهل الحجاز والعراق أقول نعم ما جازاه الشيخان على موقفه يوم السقيفة. وفي الاستيعاب: بسنده جاء عامر بن الطفيل وأربد إلى رسول الله ص فسألاه أن يجعل لهما نصيبا من تمر المدينة واخذ أسيد بن حضير الرمح فجعل يقرع رؤوسهم ويقول أخرجا أيها الهجرسان فقال عامر من أنت فقال أنا أسيد بن حضير قال حضير الكاتب قال نعم قال كان أبوك خيرا منك قال بل أنا خير منك ومن أبي مات أبي وهو كافر فقيل للأصمعي ما الهجرس قال الثعلب انتهى وفي تهذيب التهذيب أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك الأنصاري الأشهلي كان أحد النقباء ليلة العقبة واختلف في شهوده بدرا روى عن النبي ص وعنه أبو سعيد الخدري وأنس وأبو ليلى الأنصاري وكعب بن مالك وعائشة وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومحمد بن إبراهيم التيمي وحصين بن عبد الرحمن ولم يدركاه قال ابن إسحاق لا عقب له وقال أحمد هو في كتاب ابن جريح أسيد بن ظهير ذكره ابن إسحاق في البدريين وروى الواقدي ما يخالفه أنه تلقى رسول الله ص مرجعه من بدر واعتذر عن تخلفه انتهى وليس من موضوع كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ إياه. 1256:
أسيد بن زيد بن نجيح أبو محمد الجمال الكوفي مولى صالح بن علي الهاشمي.
مات قبل 220 عن خط الذهبي.
في تاريخ بغداد للخطيب: حدث عن الحسن بن صالح وأبي إسرائيل الملائي ومحمد بن طلحة بن مصرف وزهير بن معاوية وعمر بن شمر وجعفر بن زياد الأحمر وشريك بن عبد الله وليث بن سعد وهشيم بن بشير.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، ومحمد بن شعبة بن جوان، وعباد بن الوليد الغبري، وإبراهيم بن راشد الأدمي وعلي بن سهل النسائي، وعيسى بن عبد الله الطيالسي وأحمد بن علي الخزاز المقرئ.
وقدم أسيد بغداد وحدث بها وكان غير مرضي في الرواية. ثم روى بسنده عن يحيى بن معين قال كذاب ذهبت اليه إلى الكرخ ببغداد ونزل في دار الحذائين فأردت أن أقول له يا كذاب ففرقت من شفار الحذائين انتهى وذلك أن هؤلاء الحذائين من أهل الكرخ وأهل الكرخ شيعة فخاف إذا كذبه من شفارهم التي يقطعون بها النعال أن يضربوه بها لأن أسيدا شيعي مثلهم. ثم روى عن النسائي أنه متروك الحديث وعن الدارقطني أنه ضعيف الحديث. وفي تهذيب التهذيب: أسيد بن زيد بن نجيح الجمال الهاشمي مولاهم الكوفي ثم ذكر أنه روى عن جماعة ممن ذكرهم الخطيب ثم قال وقيس بن الربيع وجماعة روى عنه البخاري حديثا واحدا مقرونا بغيره وأبو كريب وابن وارة وإبراهيم الحربي وأبو أمية الطرسوسي وإسماعيل سمويه والحسن بن علي بن عفان وغيرهم قال أبو حاتم كانوا يتكلمون فيه وقال ابن حبان يروي عن الثقات المناكير ويسرق الحديث وقال ابن عدي يتبين على رواياته الضعف وعامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال البزار حدث بأحاديث لم يتابع عليها وقال في موضع آخر قد احتمل حديثه مع شيعية