والمترجم هو جد هذه الطائفة من أجلاء العلماء في النجف علما وعملا ومعرفة عالم عابد مشهور من ذوي الكرامات وهو عم السيد مهدي القزويني الشهير وأمه أخت السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي أخذ عن خاله المذكور وعن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ويروي بالإجازة عنهما وأخذ عنه جماعة منهم ابن أخيه السيد مهدي. روى صاحب مستدركات الوسائل عن السيد مهدي القزويني عن صاحب الترجمة أنه أخبر بحدوث الطاعون الجارف الذي حدث في العراق قبل حدوثه بسنتين وأنه آخر من يبتلي به لأنه رأى أمير المؤمنين ع في المنام فأخبره بذلك وقال له وبك يختم يا ولدي قال السيد مهدي وأعطاني وأهل بيتي دعاء للحفظ من الطاعون قبل نزوله، فلما نزل هذا البلاء العظيم في الوقت الذي أخبر به بقي السيد باقر في النجف قائما بأمور المرضى وتجهيز الأموات وبلغ عدد الموتى كل يوم إلى مدة أسبوع ألف نفس وقد جهز ودفن ما ينوف على أربعين ألفا، يجئ صباحا إلى الحضرة الشريفة فيسلم على أمير المؤمنين ع سلاما خفيفا ثم يقعد في إيوان الحجرة المتصل بالباب الشرقي عن يمين الداخل إلى الصحن الشريف فيجتمع عنده من عينه للتجهيز منهم للتغسيل ومنهم لرفع الجنازة ومنهم للدفن ومنهم للفحص عن الأموات فيرسلهم إلى مشاغلهم ويصلي هو على الجنائز إذ تصف الأموات على الترتيب المقرر في الشرع صلاة واحدة ثم يرفعون ويصلي على غيرهم وهكذا ويوضع في كل مرة بين العشرين والثلاثين والأقل والأكثر وصلى في يوم واحد على ألف جنازة، وإذا رأى من أحد فتورا في حمل جنازة حملها بنفسه، فيبقى كذلك إلى الزوال فيدخل الحجرة للصلاة فينوب عنه في هذه المدة السيد علي الأمين العاملي جد المؤلف لأبيه فإذا فرع من صلاته وغدائه عاد إلى عمله إلى الغروب فيطوف في أطراف الصحن وحجراته لئلا يبقى ميت في الليل غير مدفون، وكان الناس يأتون اليه بالأموال الموصى بها اليه فيصرفها في محالها وهي لا تحصى كثرة انتهى. وفي مجموعة الشبيبي هو ممن ثبت أيام الطاعون الكبير ولم يفر وتولى تجهيز المطعونين في أشد أيامه وكان يقول يختم الطاعون بي فكان كما قال، قل الطاعون في ذي الحجة وتوفي هو في المحرم.
له من المصنفات الوجيز في الطهارة والصلاة متن فقهي الوسيط استدلال في بعض الطهارة 3 حواشي كشف اللثام 4 جامع الرسائل في الفقه.
خلف ولده السيد جعفر المتوفي سنة 1265 والد السيد علي صهر السيد مهدي القزويني.
ميرزا باقر ابن ميرزا أحمد بن لطفعلي خان ابن محمد صادق التبريزي توفي 5 رجب سنة 1285 في طهران.
عالم فاضل جليل قرأ على أبيه الفقيه المشهور ويروي عنه وقرأ على صاحب الجواهر وعلى الشيخ مرتضى الأنصاري وكان من أعلام العلماء وألف بعض تلاميذ المترجم له رسالة في بعض مسائل الخيارات سماها الباقرية مطبوعة عارض فيها أستاذه المذكور ألفها سنة 1276 وهو السيد محمد بن علي بن أبي الحسن الحسيني الخسروشاهي. 3 الشيخ باقر ابن الشيخ أسد الله ابن الحاج إسماعيل الششتري الكاظمي توفي سنة 1255.
كان فاضلا جليلا ماهرا رئيسا مطاعا له اهتمام بالزيارات والقربات وصلة الأرحام وإقامة عزاء الحسين ع.
السيد باقر ابن السيد أسد الله ابن السيد محمد باقر الحسيني الرشتي الأصفهاني الشهير بحاج آقا.
ولد في أصفهان وتوفي فيها سنة 1333 ودفن في مقبرة جده في محلة بيد أباد.
وأمه ابنة الحاج ملا علي ابن الميرزا خليل الطبيب. هاجر إلى النجف مع أمه بعد وفاة أبيه وانصرف إلى تحصيل العلوم والآداب فنال من ذلك حظا وافرا وكان من أعلام المجاورين في النجف علما وأدبا وكان ناديه مجمع العلماء والأدباء وله نظم رائق ومداعبات جمة مع أدباء عصره خصوصا السيد جعفر الحلي كتب اليه السيد جعفر يطلب حلوى المن الأصفهاني المشهور وجوربا يا سيدا بين الورى عدله * قد من حتى رفع الجور بي أحوجني الدهر إلى أن أرى * اسال فضل المن والجورب فأرسل اليه الجورب ولم يرسل المن وكتب اليه يا كوكب الفضل الذي ما بدا * الا وأخفى كوكب كوكبا لست بذي من فأدلي به * فخذ بلا من لك الجوربا وكان في مجلسه يوما جماعة من الآباء فيهم السيد جعفر الحلي الشاعر فذكر السيد جعفر واقعة الخطيري مع الصاحب بن عباد إذ بدرت منه بادرة فأراد سترها وقال هذا صرير التخت فقال الصاحب بل صفير التحت فخجل ومضى وانقطع عن الحضور فكتب اليه الصاحب قل للخطيري لا تذهب على خجل * من ضرطة اشبهت نايا على عود فإنها الريح لا تسطيع تمسكها * إذ لست أنت سليمان بن داود فرجع إلى الحضور. فقال المترجم الواقعة مع بديع الزمان والرواية قل للبديعي فأنكر ذلك السيد جعفر وقال بل هي مع الخطيري فجعلا وليمة على من غلب ورجعا إلى اليتيمة فكان الحق مع السيد جعفر وعمل المترجم الوليمة في اليوم الثاني وقدمت أواني الطعام وإذا على آنية منها رقعة فسبق السيد جعفر إلى فتحها فإذا فيها قل للشريف أخي العلي * والمجد و الشرف الخطير تهنيك مني أكلة * جاءت بها إست الخطيري فضحك الجالسون. وله في أمير المؤمنين علي ع يا ابن عم النبي أي معال * لك في ارفع المدائح تذكر بعد ما انزل الاله كتابا * فيك لا يستطاع للقوم ينكر وثناه النبي فيك فأبدي * يوم خم ثنا أناب وبكر هو في مطعم المعادين صاب * وهو في مطعم الموالين سكر أي فضل يزويه عنك معاد * أو تزوى شمس الضحى لو تفكر كذب العادلون فيك وقالوا * قول زور بهم يحاط ويمكر قد اتوا منكرا فحسبهم الله * تعالى يوم المعاد ومنكر وكان حسن المعاشرة لذيذ المحاورة ذكي الفؤاد لطيف الروح سخيا جوادا رجع بعد الإقامة مدة في النجف إلى أصفهان فنال من أهلها القبول