الفقيه ضياء الدين أبو الحسن علي بن الشيخ الامام الشهيد أبي عبد الله شمس الدين محمد بن مكي جامع هذه الأحاديث قدس الله سره بقرية جزين حرسها الله تعالى من النوائب في 11 من شهر محرم الحرام افتتاح سنة 824 وأجاز لي روايتها بالأسانيد المذكورة ورواية غيرها من مصنفات والده وكتب أحمد بن محمد بن فهد عفا الله عنه والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه الأكرمين انتهى.
تلاميذه يروي عنه جماعة من اجلاء العلماء كالشيخ حسن بن علي الشهير بابن العشرة الكركي العاملي والشيخ عبد السميع بن فياض الأسدي الحلي وهو من أكابر تلامذة ابن فهد والشيخ رضي الدين حسين الشهير بابن راشد القطيفي والشيخ زين الدين علي بن محمد بن طي العاملي وله قصيدة في رثائه ووصف كتابه المهذب ذكرت في ترجمته. والسيد محمد بن فلاح الموسوي الحويزي الواسطي أول سلاطين بني المشعشع ببلاد خوزستان والسيد محمد هذا ظهر منه تخليط كثير فطرده ابن فهد من عنده وامر بقتله فيقال انه وصل إلى يد ابن فهد كتاب في العلوم الغريبة أو الكتاب من تصنيفه كما يأتي فلما مرض اعطى الكتاب لاحد خواصه وأمره بإلقائه في الفرات فلحقه السيد محمد وتوسل إلى اخذ الكتاب منه واستعمل ما فيه من السحر فطرده ابن فهد وتبرأ منه وامر بقتله وذهب إلى خوزستان وظهر منه كفريات واختلال في العقيدة حتى قيل إنه ادعى الألوهية كما ذكرناه في ترجمته نعوذ بالله من سوء العاقبة. ومن تلامذته بنقل صاحب مجالس المؤمنين السيد محمد نور بخش الذي هو من أكابر الأولياء الصوفية وانتهت اليه في زمانه رئاسة السلسلة العلية الهمدانية ومن تلاميذه الشيخ علي بن فضل بن هيكل الحلي وجميع تلامذته علماء مجتهدون كما في المجالس.
مؤلفاته 1 المهذب البارع في شرح المختصر النافع في الفقه جيد مشهور ينقل عنه العلماء كثيرا عندي منه نسخة مخطوطة بذلت جهودا كثيرة في تصحيحها واكمال نقصها وقد ضمنه رسالة المحقق الحلي في القبلة حين اعترض عليه المحقق الطوسي في استحباب التياسر لأهل العراق 2 المقتصر في شرح الارشاد 3 الموجز الحاوي 4 المحرر 5 رسالة فقه الصلاة مختصرة 6 رسالة في معاني أفعال الصلاة وترجمة أذكارها حسنة الفوائد 7 مصباح المبتدي وهداية المهتدي في فقه الصلاة أيضا 8 شرح ألفية الشهيد 9 اللمعة الحلية في معرفة النية 10 كفاية المحتاج في مناسك الحاج 11 رسالة في نيات الحج 12 رسالة في واجبات الصلاة 13 رسالة في التعقيب 14 التحرير 15 الدر الفريد في التوحيد 16 التحصين في صفات العارفين 17 المسائل الشاميات 18 المسائل البحرانيات 19 عدة الداعي ونجاح الساعي في آداب الدعاء مشهور نافع مفيد في تهذيب النفس مطبوع 20 اسرار الصلاة ولعلها رسالة معاني أفعال الصلاة المتقدمة 21 رسالة في العبادات الخمس تشتمل على أصول وفروع 22 المصباح في واجبات الصلاة ومندوباتها ولعله مصباح المهتدي المذكور أولا 23 الفصول في الدعوات 24 نبذة الباغي فيما لا بد منه من آداب الداعي وهو تلخيص عدة الداعي 25 رسالة استخراج الحوادث وبعض الوقائع المستقبلة من كلام أمير المؤمنين ع فيما أنشأه بصفين بعد شهادة عمار كخروج جنكيز وسلطنة الصفوية وقيل إنه أودع فيها جملة من اسرار العلوم الغريبة وانه كتبها لتلميذه السيد محمد بن فلاح الواسطي المشعشعي أول ولاة الحويزة من المشعشعين وانما نال الولاية وتسخير القلوب باعمال الاسرار التي أودعها شيخه ابن فهد في رسالته التي ظفر بها ذكره في دانشوران ويقال بل اطلع عليها تلميذه المذكور فكانت سبب ضلاله باستعماله ما فيها وقيل بل كان ذلك كتاب سحر وقع بيد ابن فهد فأرسله مع من يلقيه في الشط فاخذه ابن فلاح واستعمل ما فيه وضل بسبب ذلك، والذي أظنه ان ابن فهد له رسالة في استخراج بعض الحوادث المستقبلة من كلام أمير المؤمنين ع لا غير وهذا ممكن ومعقول اما ان فيها جملة من اسرار العلوم الغريبة فهو من التقولات التي تقع في مثل هذا المقام وكذلك كون ابن فلاح وقع بيده كتاب السحر الذي امر ابن فهد باتلافه المظنون انه من جملة التقولات فابن فلاح قد ظهر منه ضلال وخروج عن حدود الشرع بعد ما كان تلميذ ابن فهد وتبرأ منه ابن فهد وامر بقتله فصار هنا مجال للتقول بان ابن فهد كان صنف له رسالة فيها من اسرار العلوم الغريبة فسخر بها القلوب أو انه وقع بيده كتاب سحر وكل ذلك لا أصل له مع امكان ان يكون وقع بيده كتاب سحر فذلك أقرب من أنه كتب له في رسالته من اسرار العلوم الغريبة فان ذلك ليس عند ابن فهد ولا غيره ولكن الناس يسرعون إلى القول في حق من اشتهر عنه الزهد والعبادة بأمثال ذلك ويسرع السامع إلى تصديقه 26 كتاب الأدعية والختوم توجد نسخته بخط تلميذه الشيخ علي بن فضل بن هيكل الحلي في مكتبة السيد حسن الصدر بالكاظمية.
452: السيد أحمد بن محمد القصير الرضوي المشهدي توفي في جمادي الثانية سنة 1212 ودفن في المشهد المقدس الرضوي في حجرة فوق الرأس المبارك جنب قبر والده.
في الشجرة الطيبة: السيد السند الجليل والحبر المعتمد النبيل الوارث المجد عن آبائه وأجداده الشائد الفضل على أرفع عماده، الذي حل من الرياسة أعلى رواق وحاز في مضمار السياسة قصب السباق الفرد الأوحد فخر هذه العشيرة، بل عموم أهل خراسان كان عند وفاة أبيه لم يصل إلى حد البلوغ ولكنه كان بفطرته الأصلية ونجابته الذاتية أثر النجابة عليه لائح، قرأ العلوم العقلية والنقلية في المشهد المقدس وبقي عدة سنين في العتبات العاليات في خدمة العلماء ثم عاد إلى خراسان فعرفوا قدره وعدوا وجوده بينهم غنيمة وأطاعوه، وفي مدة قليلة صار مطاعا متبع القول ورئيسا مقبول الكلمة، وكانت جميع المرافعات الشرعية والسياسات العرفية منوطة بحكمه المتين ورأيه الرزين، حتى أنه كان إذا حصلت فتنة في البلد تسكن بهمته أو حدثت حادثة على أحد يلتجئ إلى حضرته فيخلصه، كما حدث في قوجان لما كان أمير الامراء حسين خان شجاع الدولة قد خرج على الدولة واثار فتنة قد عجز امناء الدولة عن تسكينها فذهب بنفسه ورفع ذلك بالتدابير العملية، وفي زمان حكومة صاحب الديوان قامت فتنة التنباك والدخانيات، فجاء هو إلى دار الشيخ محمد تقي ورفع شق العصا والفتنة بضرب العصا وكان وجوده ملجا الصغير والكبير ولم يقصر في حماية الاسلام والمسلمين وكان عند الصباح يدرس درسا خارجا في الفقه وفي باقي النهار يشتغل بالمرافعات الشرعية وقضاء حوائج الناس انتهى.