الأزد كانت يوم الجمل مع عائشة وان استنجد طائفة منها تشخص إلى إخوانها فكأني أخاطب صما بكما أكل هذا حبنا عن الباس وحبا للحياة لقد كنا مع رسول الله ص نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا، أراد ع بذلك تشجيعهم على قتال قومهم من بني تميم لعصيانهم أمر الله تعالى فقام اليه أعين بن ضبيعة المجاشعي فقال إنا إن شاء الله أكفيك يا أمير المؤمنين هذا الخطب وأتكفل لك بقتل ابن الحضرمي أو إخراجه عن البصرة فأمره بالتهيؤ للشخوص فشخص، قال إبراهيم بن هلال: فلما قدمها دخل على زياد فأخبره بما قال له علي ع و ما الذي عليه رأيه فإنه يكلمه إذ جاءه كتاب علي ع وفيه إني قد بعثت أعين بن ضبيعة ليفرق قومه عن ابن الحضرمي فان فعل وبلغ من ذلك ما يظن به وكان في ذلك تفريق تلك الأوباش فذلك ما نحب وإن ترامت الأمور بالقوم إلى الشقاق والعصيان فجاهدهم فان ظهرت وهو ما ظننت وإلا فطاولهم فكان كتائب المسلمين قد أطلت عليك فلما قرأه زياد أقرأه أعين بن ضبيعة فقال إني لأرجو أن يكفي هذا الأمر إن شاء الله ثم أتى رحله فجمع اليه رجالا من قومه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا قوم على ما ذا تقتلون أنفسكم وتهريقون دماءكم على الباطل مع السفهاء الأشرار وإني والله ما جئتكم حتى عبيت إليكم الجنود فان تنيبوا إلى الحق يقبل منكم ويكف عنكم وإن أبيتم فهو والله استئصالكم وبواركم فقالوا بل نسمع ونطيع فقال انهضوا الآن على بركة الله عز وجل فنهض بهم إلى جماعة ابن الحضرمي فخرجوا اليه مع ابن الحضرمي فصافوه وواقفهم عامة يومه يناشدهم الله ويقول يا قوم لا تنكثوا بيعتكم ولا تخالفوا إمامكم ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلا فقد رأيتم وجربتم كيف صنع الله بكم عند نكثكم بيعتكم وخلافكم فكفوا عنه ولم يكن بينه وبينهم قتال وهم في ذلك يشتمونه وينالون منه فانصرف عنهم وهو منهم منتصف فلما أوى إلى رحله تبعه عشرة نفر يظن الناس أنهم خوارج فضربوه بأسيافهم وهو على فراشه ولا يظن أن الذي كان يكون فخرج يشتد عريانا فلحقوه في الطريق فقتلوه فأراد زياد أن يناهض ابن الحضرمي حين قتل أعين بمن معه من الأزد وغيرهم فأرسل بنو تميم إلى الأزد إنا ما عرضنا لجاركم فما تريدون إلى حربنا وإلى جارنا فكرهت الأزد قتالهم فكتب زياد إلى علي ع أن أعين بن ضبيعة قدم علينا من قبلك بجد ومناصحة وصدق ويقين فجمع اليه من أطاعه من عشيرته فحثهم على الطاعة والجماعة ثم نهض بمن أقبل معه إلى من أدبر عنه فوافقهم عامة النهار فهال أهل الخلاف تقدمه وتصدع عن ابن الحضرمي كثير ممن كان يريد نصرته حتى أمسى فاتى رحله فبيته نفر من هذه الخارجة المارقة فأصيب رحمه الله تعالى فأردت أن أناهض ابن الحضرمي فحدث أمر قد أمرت صاحب كتابي هذا أن يذكره لأمير المؤمنين وأشار بارسال جارية بن قدامة فدعاه علي ع وأرسله وبعث معه بكتاب إلى أهل البصرة يدعوهم إلى الطاعة ويتهددهم إن بقوا علي العصيان وجارية من بني تميم فكلم قومه فلم يجيبوه فأرسل إلى زياد والأزد فساروا اليه وخرج إليهم ابن الحضرمي فاقتتلوا ساعة وانهزم بنو تميم واضطروهم إلى دار سبيل السعدي وأحاط جارية وزياد بالدار وقال جارية علي بالنار فحرق الدار عليهم فهلك ابن الحضرمي في سبعين رجلا وكتب زياد إلى أمير المؤمنين ع يخبره بذلك فسر به وسر أصحابه. 1321:
الأغر الغفاري.
الأغر بالغين المعجمة والراء.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي الاستيعاب أغر الغفاري روى عن النبي ص أنه سمعه يقرأ في الفجر بالروم ولم يرو عنه الا شبيب أبو روح وحده انتهى وفي الإصابة الأغر غير منسوب وقال بعضهم أنه غفاري انتهى وفي ميزان الاعتدال الأغر الغفاري تابعي قال ابن منده فيه نظر انتهى وفي لسان الميزان هذا صحابي ونسب قول الذهبي أنه تابعي إلى الذهول ولم يعلم أنه من شرط كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ إياه. 1322:
الأغر بن سليك أو ابن حنظلة.
ذكره ابن سعد في الطبقات الكبير في التابعين من أهل الكوفة ممن روى عن علي بن أبي طالب ع فقال: الأغر بن سليك وفي حديث آخر الإغريق حنظلة روى عن علي بن أبي طالب قال ولعله نسب إلى جده سليك بن حنظلة. أخبرنا أبو عامر العقدي حدثنا شعبة عن سماك سمعت الأغر بن سليك يحدث عن علي قال ثلاثة يبغضهم الله: الشيخ الزاني والغني الظلوم والفقير المختال. أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن سماك عن الأغر بن حنظلة قال قام علي فقال إن الله يبغض من خلقه الأشمط الزاني والغني الظلوم والعائل المتكبر ويكنى الأغر أبا مسلم انتهى. 1323:
الأغر المزني ويقال الجهني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص بهذا الترديد في النسبة. وفي الاستيعاب: الأغر المزني ويقال الجهني وهو واحد له صحبة روى عنه أهل البصرة أبو بردة بن أبي موسى وغيره ويقال أنه روى عنه ابن عمر وقيل إن سليمان بن يسار روى ولم يصح انتهى وفي الإصابة الأغر بن يسار المزني ويقال الجهني من المهاجرين روى له مسلم وأحمد وأبو داود والنسائي من طريق لأبي بردة عن أبي موسى عن الأغر المزني رواية مسلم وأحمد الأغر المزني وكانت له صحبة قال أبو نعيم روي عن ابن عمر عن الأغر وهو رجل من مزينة كانت له صحبة.
واعلم أنه في الاستيعاب لم يذكر غير ترجمتين الغفاري والمزني وقال إن الجهني والمزني واحد كما مر. وفي الإصابة: ذكر ترجمتين أيضا الأغر بن يسار المزني ويقال الجهني والأغر غير منسوب وقال بعضهم أنه غفاري كما مر.
وفي أسد الغابة ذكر ثلاث تراجم الأغر الغفاري، والأغر المزني، والأغر بن يسار الجهني وحكى عن ابن منده أنه أيضا جعل الأغر ثلاث تراجم المزني بن يسار والجهني والثالث لم ينسبه وهو الذي جعله أبو عمر غفاريا وحكى عن أبي نعيم أنه قال إن الثلاثة واحد انتهى وفي أسد الغابة: أن صاحب الاستيعاب له حجة في جعل المزني والجهني واحدا أن الراوي عنهما واحد وهو ابن عمر ومعاوية بن قرة. وأما قول أبي نعيم ان الثلاثة واحد فهو بعيد فان الذي يجعل التراجم واحدة فإنما يفعله لاتحاد النسبة أو الحديث أو الراوي وربما اجتمعت في شخص واحد وهذه التراجم ليست كذلك فان الغفاري لم يشارك في النسبة ولا في الراوي عنه ولا في الحديث فلا شك أنه صحيح وأما الآخران فلاشتراكهما في الرواية عنهما يوهم أنهما واحد انتهى وفي الإصابة مال ابن الأثير إلى التفرقة بين المزني والجهني وليس بشئ لأن مخرج الحديث واحد وقد أوضح البخاري العلة فيه وأن مسعرا تفرد بقوله الجهني فأزال الاشكال انتهى وكيف كان فلم يعلم أنه