61: أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار الثقفي الكوفي الكاتب المعروف بالعزير.
توفي سنة 310 كما عن أبي عبد الله المرزباني في معجم الشعراء أو 314 في ربيع الأول كما في تاريخ بغداد للخطيب عن أبي بكر القطان، أو 319 كما في فهرست ابن النديم والله أعلم:
والموجود في النسخ ابن عمار بالراء، وفي فهرست ابن النديم المطبوع بمصر ابن عماد بالدال وهو تصحيف.
وسبب تلقيبه بالعزير ما حكاه ياقوت في معجم الأدباء قال: وجدت في كتاب ألفه أبو الحسن علي بن عبيد الله بن المسيب الكاتب في اخبار ابن الرومي وكان ابن المسيب هذا صديقا لابن الرومي وخليطا له قال: كان أحمد بن محمد بن عبيد الله بن عمار هكذا قال في نسبه بتقديم محمد على عبيد الله صديقا لابن الرومي كثير الملازمة له، وكان ابن الرومي يعمل له الأشعار وينحله إياها، يستعطف بها من يصحبه، وكان ابن عمار مجدودا فقيرا وقاعة في الأحرار كثير السخط لما تجري به الاقدار في آناء الليل والنهار حتى عرف بذلك فقال له علي بن العباس بن الرومي يوما: يا أبا العباس قد سميتك العزير! قال له: وكيف وقعت له على هذا الاسم؟ قال: لأن العزير خاصم ربه بان اسال من دماء بني إسرائيل على يدي بخت نصر سبعين ألف دم! فأوحى الله اليه: لئن لم تترك مجادلتي في قضائي لأمحونك من ديوان النبوة. وقال فيه ابن الرومي:
وفي ابن عمار عزيرية * يخاصم الله بها والقدر ما كان لم كان وما لم يكن * لم لم يكن فهو وكيل البشر لا بل فتى خاصم في نفسه * لم لم يفز قدما وفاز البقر وكل من كان له ناظر * ضاف فلا بد له من نظر أقوال العلماء فيه كان كاتبا شاعرا محدثا مؤرخا مصنفا وفي فهرست ابن النديم: كان يتوكل للقاسم بن عبيد الله ولولده وصحب أبا عبد الله محمد بن الجراح ويروي عنه، وله معه مجالسات واخبار اه وقال الخطيب في تاريخ بغداد: كان يتشيع، ثم روى بسنده عنه عن إسحاق بن إسرائيل وساق السند عن النبي ص: من غدا يطلب علما فرشت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع اه ويدل على أنه من المحدثين ما نقله ياقوت عن ابن زنجي ان الوزير أبا الحسن علي بن محمد بن الفرات كان قد اطلق للمحدثين عشرين ألف درهم قال فأخذت للمترجم خمسمائة درهم. وفي ميزان الاعتدال: من رؤوس الشيعة وقيل كان قدريا اه وفي لسان الميزان قال علي بن عبيد الله بن المسيب الكاتب كان كثير الوقيعة في الأكابر اه.
اخباره قال ياقوت في معجم الأدباء: كتب ابن الرومي إلى أحمد بن محمد بن بشر المرثدي قصيدة يمدحه بها ويهنئه بمولود ولد له ويخصه على بر ابن عمار والاقبال عليه يقول فيها:
ولي لديكم صاحب فاضل * أحب ان يرعى وان يصحبا مبارك الطائر ميمونه * خبرني عن ذاك من جربا بل عندكم من يمنه شاهد * قد أفصح القول وقد أعربا جاء فجاءت معه غرة * تقبل الناس بها كوكبا ان أبا العباس مستصحب * يرضي أبا العباس مستصحبا لكن في الشيخ عزيرية * قد تركته شرسا مشغبا فاشدد أبا العباس كفا به * فقد ثقفت المخطب المجوبا باقعة ان أنت خاطبته * اعرب أو فاكهته أغربا أدبه الدهر بتصريفه * فأحسن التأديب إذ أدبا وقد غدا ينشر نعماءكم * في كل ناد موجزا مطنبا والقصيدة طويلة قال: وصار محمد بن داود بن الجراح يوما إلى ابن الرومي مسلما عليه فصادف عنده أبا العباس أحمد بن محمد بن عمار وكان من الضيق والإملاق في النهاية وكان علي بن العباس مغموما به، فقال محمد بن داود لابن الرومي ولأبي عثمان الناجم: لو صرتما إلي وكثرتما بما عندي لأنس بعضنا ببعض، فاقبل ابن الرومي على محمد بن داود فقال:
أنا في بقية علة وأبو عثمان مشغول بخدمة صاحبه يعني بن بلبل وهذا أبو العباس بن عمار له موضع من الرواية والأدب وهو على غاية الامتاع والايناس بمشاهدته وأنا أحب انا تعرف مثله وفي العاجل خذه معك لتقف على صدق القول فيه، فاقبل محمد بن داود على أحمد بن عمار وقال له: تفضل بالمصير إلي في هذا اليوم وقبله قبولا ضعيفا، فصار اليه ابن عمار في ذلك اليوم ورجع إلى ابن الرومي فقال له اني أقمت عند الرجل وبت وأريد أن تقصده وتشكره وتؤكد أمري معه، ومحمد بن داود في هذا الوقت متعطل ملازم منزله، فصار اليه وأكد له الامر معه، وطال اختلافه اليه إلي ان ولي عبيد الله بن سليمان وزارة المعتضد واستكتب محمد بن داود بن الجراح وأشخصه معه وقد خرج إلى الجبل ورجع وقد زوجه بعض بناته وولاه ديوان المشرق فاستخرج لابن عمار أقساطا أغناه بها وأجرى عليه أيضا من ماله ولم يزل يختلف اليه أيام حياة محمد بن داود وكان السبب في أن نعشه الله بعد العثار وانتاشه من الاقبار ابن الرومي! فما شكر ذلك له، وجعل يتخلفه ويقع فيه ويعيبه وبلغ ابن الرومي ذلك فهجاه بأهاج كثيرة، قال ابن المسيب ومن عجيب امر عزير هذا أنه كان ينتقص ابن الرومي في حياته ويزري على شعره ويتعرض لهجائه، فلما مات ابن الرومي عمل كتابا في تفضيله ومختار شعره وجلس يمليه على الناس.
مشايخه قال ابن النديم كما مر صحب أبا عبد الله بن الجراح وروى عنه وفي تاريخ بغداد للخطيب حدث عن عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن داود بن الجراح وغيرهم اه وزاد ياقوت وهو ينقل عن تاريخ الخطيب وسليمان بن أبي شيخ وعمر بن شبه اه وليس ذلك في تاريخ بغداد المطبوع ومر انه يروي عن إسحاق بن إسرائيل.
تلاميذه قال الخطيب روى عنه أحمد بن جعفر بن سلمة والقاضي أبو بكر بن الجعابي ومحمد بن عبد الله بن أيوب القطان ومحمد بن أحمد بن المتيم وإسماعيل بن محمد بن زنجي الكاتب وأبو عمر بن حيويه اه وزاد ياقوت وأبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني.