الفضل بن محمد باكثير الشافعي وذكر فيه انه ألفه باسم سلطان الحجاز الشريف إدريس بن الحسن بن أبي نما بن بركات والسيد محسن بن الحسين بن الحسن بن أبي نما بن بركات والسيد علي بن بركات بن أبي نما بن بركات وذكر انه خدم كل واحد منهم بنسخة مفردة وذكر في آخره انه فرع منه سنة 1027 في أوائل رمضان ببلد الله الحرام. ولا يبعد كونه شيعيا وان وصف بالشافعي لوقوع ذلك كثيرا. 208:
السيد كمال الدين أبو المحاسن احمد ابن السيد الإمام فضل الله بن علي بن عبد الله الحسني الراوندي عالم فاضل قاضي قاشان قاله منتجب الدين وهو ولد السيد فضل الله الراوندي المشهور المذكور في بابه ورأيت في بغداد ترجمته في جزء من خريدة القصر للعماد الكاتب ولكنه كان ناقصا ليس فيه من أحواله غير ذكر اسمه، وقال صاحب الخريدة عند ذكر جماعة من أهل قاشان: ذكرهم لي في أصفهان السيد كمال الدين أحمد بن أبي الرضا الراوندي وأنشدني شعرهم ثم ذكرهم. وهو يروي بالإجازة عن الشيخ ركن الدين علي بن الفقيه أبي الحسن علي بن عبد الصمد بن محمد التميمي النيسابوري رأى صاحب الرياض تلك الإجازة له ولأبيه السيد فضل الله ولأخيه علي وتاريخها في ربيع الأول سنة 529، وذكره السيد علي خان في الدرجات الرفيعة فقال: السيد أبو المحاسن احمد ابن السيد الإمام فضل الله بن علي الحسني الراوندي الملقب كمال الدين كان عالما فاضلا ولي القضاء بقاشان فحمدت سيرته وذكره الشيخ أبو الحسن بن علي بن بابويه في فهرس أسامي علماء الإمامية ووصفه بالعلم والفضل، ولأبيه أشعار كثيرة يخاطبه بها فمن ذلك قوله:
أقرة عيني! انني لك ناصح * وان سبيل الرشد دونك واضح أقرة عيني! يغرنك المنى * فما هن الا قانصات جوامح وليس المنى الا سرابا بقيعه * ترقرقه بادي النهار الصحاصح وإياك والدنيا الدنية انها * بوارح سوء ليس فيهن سانح إذا ما استشفتها الحقيقة أفصحت * بان المنايا غاديات روائح وان ليس نفس المرء الا منيحة * ولا بد يوما ان ترد المنائح كفى حزنا ان الذنوب كثيرة * وما هن الا المخزيات الفواضح كفى حزنا انا نسينا عديدها * وقد عدها مستأمن لا يسامح ويا صدق ما قد قبل شاعر * يعبر عما أضمرته الجوانح كفى حزنا ان لا حياة شهية * ولا عمل يرضى به الله صالح وقوله في أول قصيدة كتبها اليه وهو بأصفهان:
البين فرق بين جسمي والكرى * والبين أبكاني نجيعا احمرا دمعي دم مذ صعدته حرقتي * سلبته حمرته فسال مقطرا كالورد احمر ثم إن قطرته * خلع الرداء وعاد ابيض أزهرا قالوا تصبر قلت لا تستعجلوا * أو تصبر الأيام ان أتصبرا هذا حديث والنزاع يكاد ان * يقوى فينزع قلبي المتحسرا قسما لو اني كنت اعلم انني * أبقى كذا متلددا متحيرا لعلقت ذيل أبي المحاسن عنوة * لما تهيا للفراق وشمرا وقوله وكتبه اليه في جواب كتاب:
وصل الكتاب فكان أكرم واصل * وقبلته في الحال أفرح قابل وحمدت ربي إذ قرأت كتابه * غررا حوالي لم تكن بعواطل وسألته التوفيق وهو موفق * لمصالح الولد الأغر الفاضل وقضاء ما قد كان من تقصيره * بالجد فيما بعد غير مماطل فليجتهد هيمان في تحصيله * لا شئ أحسن من قضاء عاجل 209:
تاج الدولة أبو الحسين أحمد بن عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدولة الحسن بن بويه قتل سنة 387.
وقد مضى في ترجمة معز الدولة أحمد بن بويه نسب آل بويه وابتداء دولتهم.
في اليتيمة هو آدب آل بويه وأشعرهم وأكرمهم وكان يلي الأهواز فأدركته حرفة الأدب وتصرفت به أحوال أدت إلى النكبة والحبس من جهة أخيه أبي الفوارس فلست أدري ما فعل به الدهر الآن أ ه.
ولما مات عضد الدولة والد صاحب الترجمة سنة 372 في بغداد وبويع ولده أبو كاليجار بالامارة ولقب صمصام الدولة خلع على أخويه صاحب الترجة وأبي طاهر خسرو فيروز وأقطعهما فارس شيراز وتوابعها وأمرهما بالجد في السير ليسبقا أخاهما شرف الدولة أبا الفوارس شيرزيل إلى شيراز فلما وصلا ارجان أخبرا بوصول شرف الدولة إلى شيراز فعادا إلى الأهواز وذلك أن شرف الدولة كان عند وفاة أبيه بكرمان فلما بلغته وفاته سار مجدا إلى فارس فملكها واظهر مشاققة أخيه صمصام الدولة وملك البصرة وأقطعها أخاه أبا الحسين صاحب الترجمة فبقي كذلك ثلاث سنين فسير صمصام الدولة جيشا لحرب أخيه شرف الدولة فجهز شرف الدولة عسكرا والتقى العسكران فانهزم عسكر صمصام الدولة وأسر مقدمه فاستولى صاحب الترجمة على الأهواز واخذ ما فيها وفي رامهرمز وطمع في الملك وذلك سنة 373 وجرت فتنة في بغداد سنة 375 بين الديلم سببها ان أسفار بن كردويه من أكابر قواد صمصام الدولة كان قد نفر منه فاستمال كثيرا من العسكر إلى طاعة شرف الدولة واتفقوا على أن يولوا الأمير بهاء الدولة أبا نصر بن عضد الدولة العراق نيابة عن أخيه شرف الدولة وذلك في خلافة الطائع وصمصام الدولة مريض فلما أبل من مرضه أطفأ الفتنة وحبس أخاه أبا نصر مكرما وعمره 15 سنة ومضى أسفار إلى صاحب الترجمة وخدمه ثم سار شرف الدولة من فارس يطلب الأهواز وارسل إلى أخيه صاحب الترجمة وهو بها يطيب نفسه ويعده الاحسان وأن يقره على ما بيده وان مقصده العراق وتخليص أخيه الأمير أبي نصر من محبسه فلم يثق صاحب الترجمة بقوله وعزم على منعه وتجهز لذلك فلما وصل شرف الدولة إلى أرجان ثم رامهرمز تسلل أجناد المترجم إلى شرف الدولة فهرب صاحب الترجمة إلى الري إلى عمه فخر الدولة وأقام بأصبهان واستنصر عمه فاطلق له مالا ووعده النصر وطال عليه ذلك فقصد التغلب على أصبهان ونادى بشعار شرف الدولة فثار به جندها وأرسلوه أسيرا إلى عمه بالري فحبسه إلى أن مرض عمه مرض الموت فأرسل اليه من قتله وكان شاعرا فمن شعره ما أورده في اليتيمة وهو قوله:
هب الدهر أرضاني وأعتب صرفه * وأعقب بالحسنى من الحبس والأسر فمن لي بأيام الشباب التي مضت * ومن لي بما قد فات بالحبس من عمري