في الذكر ذكرهم اتى * سل هل اتى عنهم تجاوب هذي مصائبهم لقد * ألفتها بعد المناقب تاريخها جاء دمعة * سكبت لاملاء المصايب سنة 1276 وقال الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ أحمد شكر النجفي مقرظا ومؤرخا لله أي كواكب الاشراق * برزت بغرة هذه الأوراق وشموس معرفة تجلى نورها * فجلا السرار بومضه البراق وكنوز رشد لا يضل أليفها * يزداد ما فيهن بالانفاق وعرائس برزت بآية حلة * زفت لطالبها بغير صداق جمعت لآل الله أي مناقب * أضحت لعين القلب كالأحداق ماء الحياة يفيض من صفحاتها * يروي غليل الواله المشتاق مدت لاطناب المعارف والهدى * في هامة الجوزاء اي رواق ومثالب ترمي العدو صواعقا * عن ثاقب أغنت وعن احقاق حجج تذيق الخصم مر ذعافها * أصبحن في الأعناق كالأطواق فلكم رقى فيها مؤلفها من ال * عليا مقاما لم ينله راقي ولكم بمضمار الهداية قد حوى * قصب السباق بسابح سباق ومكارما شهدت صريحا انه * فرع النجابة طيب الأعراق فحباه رب العرش من آلائه * وسقاه بالكاس الامام الساقي وأصاب في أقصى الرشاد مؤرخ * هي دمعة سكبت من الآماق سنة 1274 وقال السيد صالح نجل السيد مهدي القزويني النجفي لله درك جامعا لمناقب * كشفت لليل الجهل ثوب ظلام لم تولها جمعا لحصر عدادها * انى وقد بعدت عن الأوهام لكن دعاك لذاك صدق ولائها * من عالم الأصلاب والأرحام لم ترض قلبك واللسان شهوده * حتى أقمت شهادة الأقلام وقال الميرزا محمد الطهراني صنت شعري عن هوى خد مورد * وعشيق يتثنى مائس القد لا ولا غازل فكري غزل * بغزال ساحر الالحاظ أغيد كل وصل جاء هجر بعده * اسفا في مثله شعر يخلد إنما اتبعت فكري واصفا * رتبة من دونها نسر وفرقد حل فيها باقر العلم ومن * بكمال الخلق والخلق تفرد طالما طالب من أهل الكسا * جمع اخبارهم حتى تأيد كل ما عنهم وفيهم ولهم * من حسان ومراسيل ومسند في الرزايا والمزايا والعطا * وصفات لهم جازت عن الحد وجلايا مكرمات في الورى * وكرامات لهم بالفضل تشهد وكروب وحروب وخطوب * وسحايا لست تحصيها بعد جمع الكل بتأليف غدا * نظمه بالحسن والنثر تفرد ولعمري انه في جمعه * ومعاليه بهذا العصر أوحد ولقد قلد جيد العلما * بدرار خلتها نورا تجسد أيد الدين بما جاء به * سيد الاسلام لا زال مؤيد السيد باقر بن علاء الدين كلستانة عالم فاضل من تلامذة العلامة المجلسي.
الشيخ باقر بن علي بن حيدر المنتفقي ولد في النجف وفيها نشا كما في بعض المجاميع ويظهر من غيرها انه نشا في سوق الشيوخ وتوفي في الشعيبة أثناء الحرب العامة في المحرم سنة 1333 وحمل إلى النجف فدفن فيها واصله من سوق الشيوخ.
والمنتفقي نسبه إلى المنتفق قبيلة عربية عراقية مشهورة. أخذ عن علماء النجف وكان من أفاضل تلامذة الشيخ ملا كاظم الخراساني ثم خرج إلى سامراء فاخذ عن الميرزا الشيرازي وبعد وفاته عاد إلى النجف فأقام فيها مدة وحضر درس الشيخ ملا كاظم الخراساني في الأصول فعرضت مسالة من مسائل الحكمة العقلية تكلم فيها المترجم فقال له الشيخ ملا كاظم هذا ليس من شغلك فغضب وقام من حلقة الدرس ولم يعد اليه ثم عاد إلى سوق الشيوخ فأقام فيها وتصدر ونفذت كلمته في السواد وأطاعه خلق وقد استنفر في الحرب التركية الإنكليزية جماعة من العرب خرج بهم إلى الشعيبة واستنهض العلماء ومرض في أثناء ذلك فمات. رأيته في النجف بعد رجوعه من سامراء وكان معروفا بالفضيلة وكان ابن عمنا السيد علي ابن السيد محمود يثني على فضله. ومن شعره قوله من قصيدة يا رسولي إلى الرسول مغذا * فوق كوماء مثل قصر مشيد قف بها في البقيع لوث ازار * مستفزا بني نزار الرقود يا اسود العرين شم العرانين * وعز الذليل غيظ الحسود ان حربا شنت عليكم حروبا * شاب منها أو كاد رأس الوليد خلف ولديه الفاضلين الشيخ جعفر والشيخ محمد حسن.
الملا باقر بن غلام علي التستري النجفي المجاور بمكة المكرمة توفي سنة 1327 في بمبئي راجعا من مكة المكرمة بعد حجات عديدة وحمل إلى النجف فدفن هناك.
كان عالما فاضلا زاهدا عابدا قانعا خشن اللباس جشب العيش رأيناه بالنجف الأشرف وعاصرناه سنين عديدة قرأ على الشيخ مرتضى الأنصاري وعلى الحاج ملا علي بن ميرزا خليل الرازي النجفي وحضر أخيرا على أخيه الحاج ميرزا حسين بن ميرزا خليل وكان مصابا بإحدى عينيه ولم يكن له حظ في غير العلوم العربية و الرجالية والهيئة وشبه ذلك. فكان ماهرا في النحو والصرف والهيئة متبحرا في الرجال والحديث متضلعا في اللغة حتى أنه كان يحفظ القاموس أو أكثره ويتكلم الفصحى جماعة للكتب حتى اجتمع عنده ما لم يجتمع عند أجلاء العلماء المولعين باقتناء الكتب واجتمع عنده من خطوط العلماء ما لم يجتمع عند غيره من أهل المكتبات الشرقية وما حضرت مرة في الصحن الشريف في النجف يومي الخميس والجمعة اللذين تعطل فيهما الدروس وتقام سوق لبيع الكتب بالمزاد الا وجدته هناك إلى أن يحين الانصراف وما نودي على كتب مخطوطة الا وأخذ يقلبها وينتقي منها وكان يأتي في بعض الأيام بكتب من عنده مخطوطة ويسلمها للدلال ليبيعها فيزهد الحاضرون في شرائها لعلمهم انه لو كان فيها خير لما خرجت من تحت يده ولأبقاها لنفسه.
وكتب بخطه الجيد نسخا كثيرة ومجموعات ومنتخبات. وكان له اتصال تام بأمير مكة الشريف عون الرفيق باشا وكان الشريف يكرمه ويعظمه ويكثر مجالسته على ما فيه من خشونة اللباس. حضر إلى دمشق آيبا من الحج ببعض السنين ورأيناه بها وقد اكتفى بلبس ثوب واحد أبيض