ما مررنا عليه الا وقفنا * وأطلنا شوقا اليه الوقوفا ان يعقوب قد أفاد وأقنى * وأعاد الندى وأغنى الضعيفا سل سييفا من البصيرة والرأي * فأغناه ان يسل السيوفا باذلا للعزيز دون حماه * مهجة حرة ورأيا حصيفا لم تزل دونه تخوض المنايا * وترد الردى تلقي الصفوفا ناصحا مشفقا محبا ودودا * قائما في رضاه صعبا عسوفا ليس يخشى فساد أمر تولاه * وأضحى برأيه مكنوفا ما رأيناه قط الا رأينا * خلقا طاهرا وفعلا شريفا ورأينا قرما كبيرا هماما * منعما مفضلا رحيما رؤوفا لذ طعم العطاء وهو إذا جاد * وأعطى يرى الكثير طفيفا خلق منه منذ كان كريم * يستلذ الندى ويقري الضيوفا ويريش الفقير بالبذل والجود * ويعطي ويسعف الملهوفا فأرانا الإله صرف الليالي * أبدا عن فنائه مصروفا 283: أحمد بن محمد القلانسي. روى الكليني في كتاب الحج من الكافي في الباب 4 في حج آدم الرواية 13 بسنده عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد القلانسي عن علي بن حسان اه.
284: نصير الدين أبو الأزهر أحمد بن محمد بن الناقد.
ولد في شوال سنة 571 وتوفي ليلة الجمعة 6 ربيع الأول سنة 642 ودفن في مشهد موسى بن جعفر ع في تربة اتخذها لنفسه قاله ابن الفوطي في الحوادث.
في الحوادث الجامعة: الوزير نصير الدين أبو الأزهر أحمد بن الناقد كان حسن الطريقة متدينا أديبا يقول الشعر وينشئ الرسائل وكان من أولاد التجار المعروفين حفظ القرآن المجيد وأدأب نفسه في تحصيل الأدب وتجويد الخط فلما توفي والده رد اليه ما كان يتولاه وهو وكالة أم الخليفة الناصر في وقوفها، ثم عزل، فلما ولي الظاهر الخلافة احضره ووكله لأولاده العشرة وكان بينهما رضاع وصحبة من الصغر، فلما توفي الظاهر وبويع ولده المستنصر بالله احضره يوم مبايعته وأشهد له بوكالته فبقي على ذلك إلى أن توفي أستاذ الدار بن الضحاك سنة 627 فأضاف اليه أستاذية الدار فلم يزل على ذلك إلى أن قبض على الوزير مؤيد الدين القمي سنة 629 فنقل إلى الوزارة والوكالة باقية عليه وكان يركب في أيام الجمع ويحضر عند الخليفة ويفاوضه في الأمور فعرض له ألم المفاصل فعجز عن الركوب والحركة والكتابة والجري في الكلام ولم تتغير منزلته ولا وهت حرمته ثم عرض عليه اسهال فتوفي في التاريخ المتقدم ووجدوا في خزائنه صندوقا مملوءا ذهبا ورقعة فيها مكتوب بخطه: هذا من فواضل أنعم مولانا وصدقاته وهو من استحقاق بيت المال فامر بحمله إلى دار التشريفات فذكر انه كان مائة ألف دينار اه وقال في حوادث سنة 627 فيها في غرة رجب المبارك فرقت الرسوم من البر على أربابها جاري العادة وابرز من دار الخليفة إلى أستاذ الدار شمس الدين أحمد بن الناقد ما امر بتفريقه على الفقراء والمحتاجين ببغداد اه وفي الفخري: استوزر المستنصر بعد القمي نصير الدين أبا الأزهر أحمد بن محمد بن الناقد كان في ابتداء امره وكيلا للمستنصر فمكث مدة في الوكالة ثم انتقل منها إلى أستاذية الدار، ثم منها إلى الوزارة فنهض بأعبائها نهوضا حسنا وقام بضبط المملكة قياما مرضيا وكان عظيم الأمانة، قوي السياسة، شديد الهيبة على المتصرفين، حاسما لمواد الأطماع والفساد، قيل إنه هجي ببيتين، فلما سمعهما استحسنهما وهما:
وزيرنا زاهد والناس قد زهدوا * فيه، فكل عن اللذات منكمش أيامه مثل شهر الصوم خالية * من المعاصي، وفيها الجوع والعطش وما زالت السعادة تخدمه إلى آخر عمره، فمن جملة سعادته وهو من الاتفاقات العجيبة ما حدث عنه: وهو انه قبل الوزارة عمل في بعض الأعياد سنبوسجا كثيرا، وأحب أن يداعب بعض أصحابه فامر أن يحشى سبعون سنبوسجة بحب قطن ونخالة وتجعل مفردة وعمل سنبوسجا كثيرا كجاري العادة وركب إلى دار الخليفة فطلب منه عمل شئ من السنبوسج فذكر ان عنده شيئا مفروغا منه وأمر خادما له باحضار ما عنده من السنبوسج فمضى الخادم عن غير معرفة بذلك المحشو بحب القطن ومزج الجميع ووضعه في الاطباق ليحمله إلى دار الخليفة. فجاء الجواري والخدم وقالوا: أعطونا حصتنا من هذا فاخذوا منه مائة سنبوسجة. وحمل الخادم الاطباق بما فيها إلى دار الخليفة فلما حمل السنبوسج سال عن المحشو بحب القطن فقالوا له ما عرفنا بشئ من ذلك وفلان الخادم جاء ومزج الجميع واخذه ومضى، فلم يشك انه هالك وكادت تسقط قوته خوفا وخجلا فقال: اما تخلف منه شئ قط؟ قالوا: قد اقتطع الجواري والخدم منه حدود مائة سنبوسجة فقال: أحضروها فأحضرت وفتحت بين يديه فوجد السبعين سنبوسجة المحشوة بحب القطن قد حصلت بأيدي الجواري والخدم في جملة ما اخذوه لأنفسهم فلم تشذ منها واحدة إلى دار الخليفة اه ويمكن استفادة تشيعه من اتخاذه تربة لنفسه في مشهد موسى بن جعفر ع ودفنه فيها.
أحمد بن محمد بن أحمد بن طرخان الكندي أبو الحسين الجرجرائي الكاتب.
والجرجرائي نسبة إلى جرجرايا بفتح الجيمين وسكون الراء الأولى بلد من اعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي كانت مدينة وخربت مع ما خرب من النهروانات.
قال النجاشي ثقة صحيح السماع وكان صديقنا. قتله انسان يعرف بابن أبي العباس يزعم أنه علوي لأنه انكر عليه نكره رحمه الله وله كتاب ايمان أبي طالب اه وفي رجال بحر العلوم في ترجمة النجاشي انه صحب ابن طرخان ولم يرو عنه.
286: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة العاصمي الكوفي البغدادي ابن أخي علي بن عاصم المحدث أو ابن أخته.
قال النجاشي أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة أبو عبد الله وهو ابن أخي أبي الحسن علي بن عاصم المحدث يقال له العاصمي كان ثقة في الحديث سالما خيرا أصله كوفي وسكن بغداد روى عن الشيوخ الكوفيين له كتب منها كتاب النجوم وكتاب مواليد الأئمة وأعمارهم أخبرنا أحمد بن علي بن نوح عن الحسين بن علي بن سفيان عن العاصمي، وفي الخلاصة أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة بن عاصم أبو عبد الله وهو ابن أخي